كان الإفطار في العصور الوسطى الأوروبية يعتبر وجبة غير ضرورية وهامة، وكان عمليا غير موجود خلال فترة القرون الوسطى السابقة. فالمرافقون للملوك والوفود يقضون الكثير من الوقت حول طاولة الطعام ولكن يتم تناول وجبتين من الوجبات الرسمية فواحدة في منتصف النهار والأخرى في المساء. وتفاوتت الأوقات الدقيقة حسب الفترة والمنطقة ولكن ظل هذا النظام ثنائي الوجود ثابتا طوال العصور الوسطى. أما التعريف الحرفي للإفطار هو "كسر الصيام" من نوم الطويل في الليل، وكثير من الحسابات المكتوبة في العصور الوسطى تقوم بتوبيخ كل من يأكل في الصباح.
كان الإفطار تحت النقد اللاهوتي الكاثوليكي حيث أن الكاهن الدومينيكاني المؤثر كتب في القرن الثالث عشر توماس أكويناس في كتابه "ملخصة ثيولوجيكا" (1265-1274) أن وجبة الإفطار التي ارتكبت "بريبروبير" أو خطيئة الأكل فكانت مرتبطة بالرحمة.
وقد تم إغراء أوفيرينولجنسس واعتبر مغرورا من قبل الكنيسة الكاثوليكية، كما يفترض أنه إذا تناول وجبة الإفطار كأنه اشتهى شيئا محرما مثل البيرة أو النبيذ. أن الإفطار في بعض الأوقات والأماكن يتم منحها فقط للأطفال والمسنين والمرضى والرجال العاملين. فأي شخص آخر لن يتحدث أو يشارك في تناول الطعام في الصباح فتناولها يعني أن المرء كان فقيرا أو كان مزارعا أو عاملا ضعيفا يحتاج حقا إلى الطاقة للحفاظ على عمله في الصباح
لأن الناس في العصور الوسطى رأوا أنها شرارة وخطيئة وعلامة ضعف، وكان الرجال يخجلون في كثير من الأحيان من تناول وجبة الإفطار.
وكان المسافرون النبيلون مستثنون حيث انه يسمح لهم بتناول وجبة الإفطار عندما يكونوا بعيدين عن منازلهم. فعلى سبيل المثال في مارس 1255 تم تسليم حوالي 1512 غالون من النبيذ إلى الملك الإنجليزي هنري الثالث في كنيسة الدير في سانت ألبانز لتناول وجبة الإفطار طوال رحلته. حيث أن الملك كان في رحلة دينية لذا تم رفع الحظر على وجبة الإفطار تماما وتم تعويض ما يكفي من الإمدادات لعدم انتظام جودة وجبات الطعام في أماكن الطهي المحلية خلال الرحلة.
وفي القرن الثالث عشر كانت وجبة الإفطار تتكون من قطعة من خبز الجاودار وقليلا من الجبن ولا تشمل أي نوع من أنواع اللحم ومن المرجح أن تشمل ¼ غالون (1.1 لتر، 0.30 أوس غال) من البيرة منخفضة الكحول؛ حيث أن كميات غير محددة من الخبز والبيرة يمكن أن تستهلك بين الوجبات.
وبحلول القرن الخامس عشر أصبح الإفطار يشمل اللحوم.
وبحلول هذا الوقت كان ينظر للرجال النبيلين انغماسهم في وجبة الإفطار مما جعلها ممارسة شائعة، وبحلول أوائل القرن السادس عشر سجلت نفقات الإفطار فأصبح عرفيا. ثم تم إدراج المشروبات التي تحتوي على الكافيين في النظام الغذائي الأوروبي فأصبحت جزءا من وجبة الإفطار حيث كان يعتقد أن القهوة والشاي يساعدان الجسم في "إخلائه من الزوائد" وكانت تستهلك كثيرا في الصباح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق