الأحد، 20 مايو 2018

علاج الأمراض النفسية والعقلية-3

العلاج الجماعي  :
وهو علاج يركز على " الفرد في المجموعة " ، وتجمع أفراد لا ينتمون لأسرة واحدة ، ولا يعرفون بعضهم من قبل .. وقد تكون المجموعة مكونة من أشخاص لديهم نفس المشكلة أو المرض ، كالإدمان والوسواس القهري والرهاب .
وأحيانا قد تكون المجموعة من أعمار متقاربة ، أو من جنس واحد ، أو تضم المجموعة أمراضا ومشكلات متباينة ، وأعمار مختلفة ، ومن كلا الجنسين .
وتتكون المجموعة – عادة – من ( 6 – 12 ) عضوا ، ويطلب منهم أن لا يلتقون مع بعضهم على النطاق الاجتماعي بين الجلسات ...
وتستمر الجلسة العلاجية من ( ساعة – ساعتين ) . وتعقد مرة أو مرتين في الأسبوع .. وقد تدوم بعض العلاجات لعدة أسابيع أو شهر أو سنوات .
ويهدف إلى الكشف وتعميق الوعي وإطلاق قوى التطور من داخل الفرد ليستمر في نموه إلى مراتب أعلى من  الوجود والصحة دون توقف
ولا يمكن في المجموعات المغلقة أن يضاف أعضاء جدد بعد بداية العلاج، بينما يمكن في المجموعات المفتوحة قبول الأعضاء في أي وقت من سير العلاج
ومن شروط وقواعد الجلسة العلاجية :
1 – أن يحضر العضو إلى المجموعة في الوقت المناسب ودون تأخير .
2 – أن يكون العضو أمينا فلا يتكلم خارج المجموعة عما يدور من أحاديث داخل المجموعة ..
3 – أن يكون العضو صادقا مع المجموعة في التعبير عما في نفسه من مشاعر وأفكار .
كل ذلك يجعل المريض أن يشعر أو يدرك بأنه ليس وحيدا في مشكلته ، فيعبر عن مشكلته ويناقش . فيقوم الأعضاء بتشجيع ودعم بعضهم لبعض ، ويقدمون لبعضهم النصائح العملية حول أساليب حل مشكلة من المشكلات التي يعاني منها المريض .
ويمكن أن تستعمل هذه العلاج في الحالات التي يعاني فيها الأطفال والمراهقين من الخجل ، أو الذين ليسوا على ثقة بنوعيه علاقاتهم الاجتماعية ، وهذا ما يعطيهم ثقة أكبر بأنفسهم ، فيطبقون ما تعلموه في الجلسة عندما يخرجون للحياة الواقعية خارج المجموعة .
إن المعالج وهو مدير المجموعة ، قد يقوم بالمشاركة ، كعضو في المجموعة ، فيتحدث عن نفسه وعن مشاعره الخاصة ... بينما معالج آخر قد يحافظ على دوره كمدير للمجموعة ، تاركا المجموعة أن تسير السير الطبيعي دون أن يتدخل ، إلا عندما يتطلب الأمر ذلك ، كأن يدعو المجموعة لدعم أحد الأعضاء ممن يمكن أن يكون قد ابتعد قليلا عن سير المجموعة ..
8 – التحليل النفسي  :
ويقوم على فرضية أن أسباب سلوك الإنسان وتفكيره يرد إلى تجارب الحياة ، وخاصة تجارب أيام الطفولة ..
ويتم التحليل النفسي بأن يطلب المعالج من المريض التمدد والاسترخاء على سرير العيادة ، ومن ثم يحاول أن يتحدث عن كل ما يخطر في ذهنه ، من أفكار وذكريات ، دون أن يخفي شيئا من هذه الأفكار والذكريات .
ويجلس المعالج على كرسي إلى جانب المريض ، يستمع إلى كلامه ، من دون أن يحاول توجيه حديث المريض ..
ودور المعالج أن يقوم بين الحين والآخر بتفسير كلام المريض محاولا فهم دلالة كلامه ، وعلاقة هذا الكلام بلاشعوره ، ومحاولا ربط هذا بالأحداث التي يمر بها في حياته من مشكلات وصعوبات .
وقد يستمر هذا العلاج لسنوات ، حيث يكرر المريض نفس الأفكار ، ويكرر المعالج تفسير هذه الأفكار ودلالاتها ..
ومن خلال الوقت يبدأ المريض بالتعبير عن بعض المشاعر تجاه المعالج ، بشكل يشبه بعض المشاعر التي يملكها المريض تجاه الأشخاص الأساسيين في حياته الخاصة ( وغالبا ما يكون ذلك الأب أو الأم ) ...
ويقوم المعالج بتحليل دلالات هذه المشاعر من حب أو كره أو غضب . ومن خلال تكرار هذا الأمر يصبح المريض أقدر على رؤية حقيقة مشاعره تجاه الآخرين ، وبالتالي يمكن أن يعدل أو يغير بعض خصائصه النفسية ، وأسلوب سلوكه ..
فالهدف من العلاج أن يصل المريض إلى حالة من البصيرة ، والإدراك بالبواعث اللاشعورية ، لسلوكه ، وتصرفاته ، وبالتالي أكثر قدرة على التعامل معها ... وذلك من خلال عقد جلسة أسبوعية لمدة    ( 30 – 45 ) دقيقة ، وعلى مدى ( 15 أسبوعا ) .
وفي هذا النوع من العلاج يقوم المعالج بدور أكثر فعالية وإيجابية بتوجيه حديث المريض إلى المواضيع التي يرى المعالج أهميتها ...
9 – العلاج بالتنويم ( الإيحاء )  :
يفيد هذا العلاج في علاج بعض الاضطرابات العاطفية والعصابية .. وفيها يكون المريض في حالة بين النوم واليقظة الكاملة .. ويتم الإيحاء له وهو في هذه الحالة ، فلا يستطيع أن يتدخل في رفض هذه الإيحاءات ..
وهناك بشكل عام نوعان من العلاج بالإيحاء ...
في الأولى يدرب المريض على الاسترخاء الشديد ، وبذلك يستطيع أن يستدعي ويتذكر عواطف وتجارب مر بها في حياته ، ما كان بقادر على استحضارها لذهنه لو لم يكن في حالة الاسترخاء هذه . وفي هذه الطريقة يعين الإيحاء على زيادة إدراك المريض لما يقلقه من مشاعر وأفكار .
وفي الثانية يكون المريض تحت التنويم أكثر لتقبل الاقتراحات ودون ممانعة ، ومن هذه الاقتراحات مثلا أن يزيد المريض من ثقته بنفسه ، أو ينقص من قلقه وخوفه ، أو أن يشعر بألم ما .
وتعتمد نتيجة العلاج بالإيحاء على رغبة المريض بالتعاون الإيجابي مع المعالج .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق