الصفحات

الأحد، 20 مايو 2018

علاج الأمراض النفسية والعقلية-4

العلاج بالعمل  :
وهو استعمال عدد من الأنشطة والأعمال اليومية لمساعدة المريض على التأقلم والاستقلال في مختلف جوانب حياته ...
فمن أهم ما ينبغي التنبيه عليه في علاج الأمراض النفسية هو ألا يترك المريض خاملا بأي صورة من الصور ومهما بلغ مرضه أو تدهوره ، والعلاج بالتشغيل يأخذ عدة أشكال وأهداف :
أ – فهناك العمل الذي يهدف أساسا إلى شغل وقت المريض وجذب انتباهه بعيدا عن الحياة العقلية الداخلية الشاذة .
ب – وهناك العمل الذي يحاول أن يؤكد للمريض أنه مفيد وقادر وذلك ليعيد ثقته بنفسه .
ج – وهناك العمل الذي يؤهله لحرفة جديدة ، قد تساعده بعد خروجه على الاستقرار والاستمرار .
د – وهناك ما لجأ إليه أحدنا وأسماه العمل العلاجي تمييزا له عن العلاج بالعمل ، حيث يكون للعمل فيه أكثر من معنى وهدف ، وحيث يقوم المعالج أثناءه بنفس العمل الذي يقوم به المريض وطول الوقت
( أي لا يكون مشرفا ولا موجها ، ولكن يكون مشاركا وقدوة ومتفاعلا ).
ومن الأمثلة على هذه الأنشطة والأعمال ، العناية بالنظافة الشخصية ، والأعمال المنزلية ، وبعض الأنشطة الاجتماعية والترفيهية ... كل ذلك يزيد من المريض بنفسه وتهيؤه للتأقلم مع الحياة الاجتماعية العادية بعد خروجه من المستشفى .
11 – العلاج بالاسترخاء :
ويستعمل – أحيانا – بالإضافة إلى العلاجات الأخرى ، وخاصة العلاجات السلوكية ، والتنويم بالإيحاء .. وأحيانا تستعمل بمفردها ، كوسيلة للتكيف مع الأزمات والصعاب الحياتية ...
ويهدف الاسترخاء إلى مزيج من تخفيف التوتر العضلي ، وإيجاد حالة من صفاء الذهن وراحته ...
ويتم الاسترخاء – عادة – عن طريق أن يركز المريض ذهنه على صورة ذهنية أو كلمة أو عبارة معينة ... وهذا ما يسمى أحيانا     ( بالتأمل).
وهناك عدة طرق توصل لحالة جيدة من الاسترخاء والتأمل ، كالصلاة والتفكير وزيارة المتنزهات الهادئة .
12 – العلاج النفسي الديني :
وهو أسلوب توجيه وإرشاد وتربية وتعليم .. يقوم على معرفة المريض لنفسه ولدينه ولربه والقيم والمبادئ الروحية والأخلاقية .
ويهدف لتحرير المريض من مشاعر الخطيئة والإثم التي تهدد طمأنينته وأمنه النفسي ، ومساعدته على تقبل ذاته وتحقيق وإشباع الحاجة إلى الأمن والسلام النفسي .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء ". وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى مريضا أو أتي به قال : " أذهب البأس رب الناس ، أشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما " .
إن العلاج النفسي الديني ليس عملية من جانب المعالج وحده ، ولكنه عملية يشترك فيها المعالج والمريض . فالمعالج يتناول مع المريض موضوع الاعتراف والتوبة والاستبصار ، ويشتركان معا في عملية التعليم واكتساب اتجاهات وقيم جديدة .
ما هي أفضل طريقة للعلاج :
ليس هناك طريقة محددة تعتبر أفضل معالجة لكل مرض ... فالعادة أن يحاول المعالج اختيار الطريقة المناسبة لمريض معين مصاب بمرض محدد .. ولاشك أن نوع العلاج يتوقف أحيانا على أسباب المرض أو أعراضه ، وكذلك على الصفات النفسية للمريض وظروفه الاجتماعية ...
ومن المفيد عند الحديث عن الأمراض النفسية أن نذكر ظاهرتين هامتين في العلاج:
الظاهرة الأولى ، ما يسمى بالتأثير الوهمي للمعالجة ، حيث وجد أن كل الأدوية والعلاجات ، وحتى الدوائية والجراحية لها جانب مؤثر نفسي ، يقوم على قناعة المريض بأن هذا الدواء مفيد في علاج مرضه . فهذا القناعة تحدث تأثيرا إيجابيا بالتحسن بغض النظر عن تأثير الدواء بحد ذاته . فحتى الذي يتناول مادة ليس لها تأثير دوائي ، كقطعة من السكر مثلا ، وهو على قناعة بأن يتناول دواء فعالا ، فقد يشعر ببعض التحسن بسبب هذا التأثير الوهمي .
والظاهرة الثانية ، أن بعض الأمراض النفسية قد تشفى تلقائيا ودون معالجة من خلال الزمن .. فالمريض المصاب بالاكتئاب قد يتحسن اكتئابه بدون علاج .. ولكن هذا الأمر غير مضمون الحدوث ، وقد يأخذ أشهرا طويلة قبل حصوله ..
ولذلك ينصح بالعلاج الفعال والسريع للمرض ، لأن مخاطر الانتظار وعدم العلاج كبيرة ، وقد تودي بحياة المريض ، وخاصة إذا تذكرنا خطر الانتحار   .











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق