الصفحات

الجمعة، 7 سبتمبر 2018

جاسوس هارولد ادريان(3)

عندما سقطت فرنسا عاد إلى إنجلترا مرة أخرى وعلى الرغم من عضويته في البعثة الانجلو ألمانية إلا انه قرر الانضمام إلى خدمة الاستخبارات البريطانية السرية وتمكن ببراعة لا توصف من الانضمام إلى الاستخبارات السرية. 
وفي مذكراته يذكر تفاصيل تلك الفترة قائلا: في صيف عام 1940 كانت المرة الأولى التي أقيم فيها اتصال بالخدمة السرية البريطانية ولكن الأمر كان قضية مثيرة بالنسبة لي لعدة سنوات في ألمانيا النازية وفيما بعد في إسبانيا حيث خدمت كمراسل لصحيفة التايمز مع قوات الجنرال فرانكو 
وفي جزء آخر يكتب :”قررت أن اترك التايمز قبل أن تتركني لأن فكرة أن أظل اكتب ممجدا عظمة القوات البريطانية وروعة أخلاقيات جنودها للابد كانت فكرة ترعبني” 
وأضاف: المنظمة التي ارتبطت بالعمل بها كانت تطلق على نفسها لقب خدمة الاستخبارات السرية أو كما كانت تعرف على نطاق واسع ال MI5 بينما كانت للعامة الأبرياء هي فقط الخدمة السرية، وكانت سهولة دخولي قد أدهشتني وفيما بعد أدركت أن الاستعلام الوحيد الذي قامت به ال MI5 على الماضي الخاص بي كان مجرد الاطلاع على اسمي في سجلاتهم والانتهاء بنتيجة مقتضبة تقول لا يوجد له سجل إجرامي اليوم، لذلك فإن كل فضيحة تجنيد جاسوس جديد في الإجراءات البريطانية يمكن أن تعود إلى قصة تجنيدي الغريبة وشديدة السهولة.
وتمكن أيضا بورجيس وماكلين من الحصول على مناصب مهمة في الحكومة مكنتهم من الاطلاع على أسرار غاية في الأهمية. وتمكن فيلبي أثناء عمله من أن يمنح المراقبين السوفييت كل جزء من المعلومات السرية التي تمكن من الحصول عليها. وكانت أخطر مهمة أوكلت إلى فيلبي في الاستخبارات البريطانية هي وضع عملاء ال MI5 في اتصال مباشر مع شبكة السوفييت التي يديرها ساندرو رادو في سويسرا مما نتج عنه أن حصلت الاستخبارات البريطانية على معلومات قيمة حول القوات العسكرية الألمانية في حين أن بورجيس من الناحية الأخرى كان قادرا على إمداد ال MI5 التي عمل فيها من 1930 إلى 1941 بهوية تايلر كينت وهوكاتب سري في السفارة الأمريكية وآنا ولكوف التي أرسلت إلى موسكو المراسلات السرية بين الرئيس الأمريكي فرانكلن روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل إلى شبكة آبوير. 
وحصل بورجيس مثل فيلبي على معلوماته من الجواسيس السوفييت. ودخل فيلبي فيما بعد شبكة تنفيذ العمليات السرية الخاصة أو ال SOE التي كانت شبكة تجسس بريطانية تعمل بالتعاون مع الحركات السرية المقاومة في الدول التي وقعت تحت احتلال النازي.
 وفي البداية ظن فيلبي ومدير الاستخبارات السوفييتي المسؤول عنه أن هذه سوف تكون فرصة رائعة للحصول على معلومات حول حركات المقاومة السرية التي يمكن أن يتم تجنيد جواسيس سوفييت منها في المستقبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق