الجمعة، 7 سبتمبر 2018

جاسوس منير جميل حبيب روفا(3)

جراء سياسة الحرب الباردة وسعي الدول لامتلاك أفضل ما توصلت اليه تكنولوجيا السلاح تنفيذاً لسياسة سباق التسلح بين العالمين الغربي والشرقي، تم اعتماد ميزانية ضخمة وصلت إلى ستة مليارات دولار لجهاز المخابرات المركزية الأمريكية، حصل من خلالها على التكنولوجيا المتطورة العالية وتوظيف ما يزيد على 250 ألف موظف وعميل انتشروا في سائر دول العالم وذلك لتحسين فاعلية الجهاز وقوة تأثيره بحيث استطاع إسقاط الحكومات في جواتيمالا والكونغو وقبرص وإندونيسيا وإيران، والتصفية الجسدية لرؤساء الدول والشخصيات المعارضة للسياسة الاميركية الطامحة للحصول على مراكز نفوذ استراتيجي
 حيث تم اغتيال رئيس الدومينيكان رافائيل تروجيللو أمام قصر الرئاسة بوساطة حقائب دبلوماسية مفخخة، واغتيال الرئيس الفييتنامي نجودين دييم بذات الوسيلة، ثم اغتيال الرئيس الأمريكي نفسه جون كينيدي بتخطيط ما زالت أسراره شبه مكتومة حتى الآن، واغتيال كل من داعية الحقوق المدنية في اميركا مارتن لوثر كينغ والمناضل الأرجنتيني تشي جيفارا وعشرات محاولات اغتيال الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، علاوة على اللغز المحير لمقتل الرئيس العراقي عبد السلام عارف الذي سقطت الطائرة التي تقله في ظروف غامضة
 والذي اقنع بصعوبة الاتحاد السوفيتي لتسليح العراق بطائرة الميغ 21 المتطورة والقاصفة انتونوف وعدد من منظومات الدفاع الجوي والإنذار المبكر المتقدمة، واغتيال الطيارين العراقيين المتخصصين بالطائرة المتقدمة ميغ 21 كل من النقيب شاكر محمود يوسف والنقيب محمد غلوب والملازم الأول حامد الضاحي بالتنسيق مع الموساد الإسرائيلي إضافةً إلى تصفية العلماء المشتغلين في مجال التسليح والتصنيع العسكري والحربي والمفكرين المشتغلين في مجال مناهضة الامبريالية والهيمنة الغربية مثل عالمة الذرة المصرية سميرة موسى عام 1952 والكاتب المكسيكي المشهور إلما بويل بوينديا.
استنادا إلى ملفات الموساد فإن الاتحاد السوفيتي بدأ بالتعاقد لتزويد الدول العربية بطائرات الميغ 21 الحديثة إلى منطقة الشرق الأوسط منذ عام 1961 
وبحلول عام 1963 عندما تسلم مائير عاميت رئاسة الموساد 
كانت طائرات الميغ 21 جزئا رئيسيا في قوات سلاح الجو في مصر وسوريا والعراق وكانت عملية تزويد الطائرات إلى تلك الدول محاطة بإجراءات أمنية سوفيتية عالية لغرض عدم تسريب التكنولوجيا فقد اشترط السوفيت ان يشرفوا على الإجراءات الأمنية 
وكان هناك غموض وفضول كبير في الغرب عن قدرة وفعالية هذه المقاتلات الجديدة وحاول الموساد اختراق هذا الحاجز الأمني الكثيف حول الطائرة الجديدة في العراق ومصر وسوريا ولكن محاولاتها نجحت فقط في العراق 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق