الصفحات

الجمعة، 7 سبتمبر 2018

جاسوس سمير وليم باسيلي (5)

وما هي إلا أيام حتى جاء الابن إلى القاهرة
بصحبته شاب ألماني وصديقته أرادا التعرف على الآثار الفرعونية
 فصحبهما سمير إلى الأقصر حيث نزلوا بفندق سافوي الشهير على النيل
 ثم مكثوا يومين في أسوان وعادوا إلى القاهرة.
كان سمير طوال رحلته مع صديقيه يقوم باستعمال كاميرا حديثة ذات عدسة زووم في تصوير المصانع والمنشآت العسكرية طوال رحلة الذهاب والعودة
 وفي محطة باب الحديد حيث الزحام وامتزاج البشر من جميع الجنسيات 
 وقف سمير امام كشك الصحف واشترى عدة جرائد. 
وبعدما هموا بالانصراف
 استوقفه شاب انيق يرتدي نظارة سوداء برفقته أربعة آخرين وطلب منه أن يسير بجانبه في هدوء.
ارتسمت على وجه سمير علامات الرعب, وحاول أن يغلفها ببعض علامات الدهشة والاستفهام لكنه كان بالفعل يرتجف.
اعتذر الرجل الأنيق للضيف الألماني وصديقته
 وودعهما سمير بلطف ومشى باتجاه البوابة إلى ميدان رمسيس يجر ساقيه جراً محاولاً أن يتماسك, لكن الموقف كان صعب وعسير.
وعندما ركب إلى داخل السيارة سأله الرجل الأنيق ذو النظارة:
أتريد أن تعرف إلى أين تذهب؟
أجاب بصوت مخنوق:
أعرف !!
وعندما فكر في مصيره المحتوم, أجهش بالبكاء
 ثم أغمى عليه بعدما تملكه الرعب وأصابه الهلع, وحملوه منهاراً إلى مبنى المخابرات العامة ليجد والده هناك, نظراته أكثر هلعاً وصراخه لا يتوقف وهو يردد: سمير هو السبب !!
ولم يستغرق الأمر كثيراً. 
فالأدلة دامغة والاعتراف صريح. وكان الحكم في مايو 1971 بالإعدام للإبن و15 عاماً أشغال شاقة للأب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق