الصفحات

الجمعة، 5 أكتوبر 2018

معركة المزرعة الصينية -3

 استخدام المصريون عنصر المفاجأة مهما، مما أمكنهم من الاستيلاء على الضفة الشرقية لقناة السويس خلال الأيام الأولى من الحرب. هذه الخطة، التي تمت بالتنسيق مع سوريا والتي كان يطلق عليها اسم عملية بدر، فأصبح القتال مع إسرائيل على جبهتين، مما يمكّن السوريين من استعادة هضبة الجولان وغزو إسرائيل عبر غور الأردن، حيث أنه ليس من الحكمة عبور صحراء سيناء الضخمة لمهاجمة إسرائيل مما يعتبر من المستحيل. عزم المصريين على استعادة الأراضي التي فقدت خلال حرب 1967. 
على هذا النحو، فقد أعطوا أولوية لاستعادة الضفة الشرقية لقناة السويس، عمل شبكة واسعة للدفاع مكونة من صواريخ ماليوتكا المضادة للدبابات وسام 6 المضادة للطائرات، وجعل الاقتراب من الجبهة صعب في وجه الجيش الإسرائيلي.
كانت ردة الفعل الإسرائيلية أمام المفاجئة المصرية بطيئة. 
ففي 8 أكتوبر 1973، أمر الجنرال شموئيل جونين، قائد الجبهة الجنوبية، بشن هجمات واسعة النطاق ضد الدفاعات المصرية الجديدة على الضفة الشرقية للقناة.
 كانت القوات المصرية على أهبة الاستعداد، وبالتالي أصبحت تشكيلات الدبابات الإسرائيلية هدفا سهلا للصواريخ بعيدة المدى المصرية. 
وسرعان ما تم صد الهجوم مما كبد الإسرائيليين خسائر فادحة. نتيجة الإحباط والحيرة بسبب فشله في اختراق خطوط القوات المصرية، أمر جونين، بوقف فوري لجميع الهجمات. صب هذا في مصلحة المصريين، لكسب الوقت لحلفائهم السوريين بتعطيل الدبابات إسرائيلية في معركة دفاع ثابت (صد الهجوم بدون محاولة كسب أرض).
كان جونين، لا يزال يعاني من عدم قدرته على كسر الخطوط المصرية وفشله في انقاذ المشاة المحاصرين على خط بارليف
مواصلا إضاعة الوقت في اجتماعات عقيمة دون وضع خطة جديدة.
 في 10 أكتوبر
 تم استبداله بالجنرال حاييم بارليف. بارليف تم استدعاؤه إلى الجبهة ثانيا تاركاً موقعه كوزير للصناعة والتجارة والعمل بناء على طلب شخصي ومباشر من جولدا مائير، التي كانت على علم بالإحباط الذي أصاب جونين، مما استدعى استبداله في محاولة لمنع انخفاض الروح المعنوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق