الصفحات

الجمعة، 7 سبتمبر 2018

جاسوس سمير وليم باسيلي (2)

تحركت به الطائرة على الممر
 وقبل أن ترتفع مقدمتها عن أرض المطار, أخرج سمير منديله وبصق على معاناته وآلامه وحظه
 وكأنه يبصق على كل ما يذكره بأيامه الكئيبة.
 وظل يسرح طوال رحلته في خيال جميل أفاق منه على صراخ عجلات الطائرة وهي تنزلق على أرض مطار ميونيخ. 
وشرع من فوره في محاولة تحقيق الحلم
 فاتصل بمعارفه هناك لمساعدته
 وسريعاً حصل على وظيفة معقولة بشركة سيمونز الشهيرة فعاش حياة رائعة لم يكن خياله يقوى على وصفها أو يتخيلها.
مرت الأسابيع والشهور وفتانا منهمك في عمله لا يبغي سوى جمع المال
 وبدأ رويداً رويداً في استطلاع الحياة الجديدة
التحرر الصاخب الذي يغش المجتمع من حوله, وساعده المال الذي ادخره على المغامرة
 فانغمس في عالم آخر بعدما ضعف أمام إغراء المدينة الساحرة
بحر هائج من اللذات لا ينتهي مد موجه أو يخمد, أفرغ بين ضفتيه حياته السابقة لا يكاد يفيق من نشوته وسكرته إلا ويعود أكثر شراهة وطلباً.
ضمن له مرتبه الكبير التكيف مع حياته الجديدة, ولأنه فقد هويته – أراد أن يرسم لنفسه هوية جديدة ابتدعها هو, وهيأت له الظروف خطوطها لخدمة أحلامه وطموحاته. وتبلورت شخصيته الجديدة على مقهى برنسيس حيث الخمر والرقص والنساء.
وذات مساء وكان الزحام على أشده جلس بجواره رجل أنيق ودار حديث بينهما
 وصاح "هاتز مولار" (ضابط المخابرات الإسرائلية) 
ينادي على صديقته "جينفيف يارد" في ترحاب زائد
 وعرفها على سمير باسيلي الذي غاص في الذهول والمفاجأة
 أحبها وتعلق بها, وأصبح بينهما علاقة
 طلبت منه ترجمة بعض الصحف المصرية والعربية للمخابرات الإسرائلية
 لم يتردد سمير واشترط عليها البقاء معه و عدم تركها.
وبعد فتره
 فجاءته بأوراق وكتب بخطه سيرة حياته
 ومعلومات عن معارفه وأقاربه ووظائفهم وعناوينهم في مصر. 
وطلبت منه بتدلل أن يمدها بأخبار مصر من خلال المصريين الوافدين إلى ميونخ
 فلم يعترض, تعرف على مندوب الموساد. 
تركته جين لتبحث عن غيره
 وانشغل هو باصطياد المصريين والتقاط الأخبار
وقبع في مطار ميونيخ ينتظر الطائرات القادمة من مصر عارضاً خدماته على الوافدين للمرة الأولى
الذين يسعدون بوجود مصري مثلهم يرافقهم إلى حيث جاءوا
 ويقوم بتسهيل أعمالهم في المدينة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق