الخميس، 28 ديسمبر 2017

ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ


📚  ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﺤﻘﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ، ﻭﻳﺪﺑﺮﻭﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻜﺎﺋﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ، ﻓﺎﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﻭﻗﺮﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻌﻮﺍ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪﺓ ﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﺫﻛﺎﺋﻪ،
فاجتمعوا ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ هارون ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ” ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺠﺒًﺎ ﺑﺬﻛﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﻋﻠﻤﻪ ﺑﺎﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ” ﻭﺑﺪﺃﻭﺍ ﺑﺈﻟﻘﺎﺀ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ..
 ﻭﺳُﺌﻞ : ﺷﺮﺏ ﻣﺴﻠﻤﺎﻥ ﻋﺎﻗﻼﻥ ﺍﻟﺨﻤﺮ،
ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻳﻘﺎﻡ ﺍﻟﺤﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻭﻻﻳﻘﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ ؟
 ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺇﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺻﺒﻴًﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺑﺎﻟﻐًﺎ ..
 ﻭﺳُﺌﻞ : ﺯﻧﺎ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ , ﻓﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻟﻬﻢ ﺍﻟﻘﺘﻞ ، ﻭﺛﺎﻧﻴﻬﻢ ﺍﻟﺮﺟﻢ ، ﻭﺛﺎﻟﺜﻬﻢ ﺍﻟﺤﺪ ﻭﺭﺍﺑﻌﻬﻢ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﺤﺪ ، ﻭﺁﺧﺮﻫﻢ ﻻ ﺷﻲﺀ ؟
 ﻓﺄﺟﺎﺏ : ﺍﺳﺘﺤﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻓﺼﺎﺭ ﻣﺮﺗﺪًﺍ ﻓﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺘﻞ , ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺼﻨًﺎ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺼﻦ، ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪًﺍ، ﻭﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣﺠﻨﻮﻧًﺎ ..
 ﻭﺳُﺌﻞ : ﺭﺟﻞ ﺻﻠﻰ ﻭﻟﻤﺎ ﺳﻠّﻢ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻪ ﻃﻠﻘﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ! ﻭﻟﻤﺎ ﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﻳﺴﺎﺭﻩ ﺑﻄُﻠﺖ ﺻﻼﺗﻪ ! ﻭﻟﻤﺎ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻓﻊ ﺃﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ ؟
 ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ : ﻟﻤﺎ ﺳﻠّﻢ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻪ ﺭﺃﻯ ﺯﻭﺝ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻭﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺑﻪ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﻗﺪ ﺣﻀﺮ ﻃﻠﻘﺖ ﻣﻨﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ، ﻭﻟﻤﺎ ﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﻳﺴﺎﺭﻩ ﺭﺃﻯ ﻓﻲ ﺛﻮﺑﻪ ﻧﺠﺎﺳﺔ ﻓﺒﻄﻠﺖ ﺻﻼﺗﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻬﻼﻝ ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻳﻦ ﺃﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺳﺪﺍﺩﻩ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺸﻬﺮ .
 ﻭﺳُﺌﻞ : ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺇﻣﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﻣﻊ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻧﻔﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﺟﻞ ، ﻭﻟﻤﺎ ﺳﻠﻢ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺍﻟﺠﻠﺪ ﻭﻭﺟﺐ ﻫﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺳﻪ ؟
 ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ : ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺯﻭﺟﺔ ﻭﺳﺎﻓﺮ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺃﺧﻴﻪ ﻓﻘﺘﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺥ ،ﻭﺍﺩﻋﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﻤﻘﺘﻮﻝ ﻓﺘﺰﻭﺝ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﺷﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺍﻟﻤﺼﻠﻮﻥ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﺘًﺎ ﻟﻠﻤﻘﺘﻮﻝ، ﻓﺠﻌﻠﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺴﺠﺪًﺍ !
 ﻭﺳُﺌﻞ : ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺭﺟﻞ ﺃﺧﺬ ﻗﺪﺡ ﻣﺎﺀ ﻟﻴﺸﺮﺏ، ﻓﺸﺮﺏ ﺣﻼﻻً ﻭﺣُﺮّﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﺡ ؟
 ﻓﺄﺟﺎﺏ : ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺷﺮﺏ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻘﺪﺡ ﻓﺮﻋﻒ ﺃﻱ ( ﻧﺰﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻲ ) ، ﻓﺎﺧﺘﻠﻂ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﻓﺤُﺮّﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﺡ !
 ﻭﺳُﺌﻞ : ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼﻥ ﻓﻮﻕ ﺳﻄﺢ ﻣﻨﺰﻝ , ﻓﺴﻘﻂ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻓﻤﺎﺕ ﻓﺤﺮﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ ﺯﻭﺟﺘﻪ ؟
ﻓﻜﺮ ﻗﻠﻴﻼً :
 ﻓﺄﺟﺎﺏ : ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻘﻂ ﻓﻤﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﻣﺰﻭﺟًﺎ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺗﻤﻠﻚ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﺤﺮﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ .
ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺿﺮًﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﻠﺔ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﻲ ﺇﻋﺠﺎﺑﻪ ﺑﺬﻛﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺧﺎﻃﺮﺗﻪ ﻭﺟﻮﺩﺓ ﻓﻬﻤﻪ ﻭﺣﺲ ﺇﺩﺭﺍﻛﻪ ﻭﻗﺎﻝ : ﻟﺒﻨﻲ ﻋﺒﺪ ﻣﻨﺎﻑ ﻓﻘﺪ ﺑﻴﻨﺖ ﻓﺄﺣﺴﻨﺖ ﻭﻋﺒﺮﺕ ﻓﺄﻓﺼﺤﺖ ﻭﻓﺴﺮﺕ ﻓﺄﺑﻠﻐﺖ ..
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ : ﺃﻃﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻤﺮ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﺇﻧﻲ ﺳﺎﺋﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﺴﺄﻟﺔ، ﻓﺈﻥ ﺃﺟﺎﺑﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺎﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ، ﻭﺇﻻ ﻓﺄﺭﺟﻮ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻒ ﻋﻨﻲ ﺷﺮﻫﻢ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ .. ﻟﻚ ﺫﻟﻚ ، ﻭﺳﻠﻬﻢ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻳﺎ ﺷﺎﻓﻌﻲ ..
 ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ : ﻣﺎﺕ ﺭﺟﻞ ﻭﺗﺮﻙ 600 ﺩﺭﻫﻢ، ﻓﻠﻢ ﺗﻨﻞ ﺃﺧﺘﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﻛﺔ ﺇﻻ ﺩﺭﻫﻤًﺎ ﻭﺍﺣﺪًﺍ، ﻓﻜﻴﻒ ﻛﺎﻧﺎ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﻓﻲ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺘﺮﻛﺔ ؟
ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﻃﻮﻳﻼً ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ، ﻓﻠﻤﺎ ﻃﺎﻝ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ، ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ .
 ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ : ﻣﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻦ ! ﺍﺑﻨﺘﻴﻦ ﻭﺃﻡ ﻭ ﺯﻭﺟﻪ ﻭﺍﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﺃﺧًﺎ ﻭﺃﺧﺖ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺍﻟﺒﻨﺘﺎﻥ ﺍﻟﺜﻠﺜﻴﻦ ﻭﻫﻲ 400 ﺩﺭﻫﻢ ، ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺴﺪﺱ ﻭﻫﻮ 100 ﺩﺭﻫﻢ، ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻭﻫﻮ 75 ﺩﺭﻫﻢ، ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻻﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ﺃﺧﺎ 24 ﺩﺭﻫﻤًﺎ ﻓﺒﻘﻲ ﺩﺭﻫﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻸﺧﺖ ..
ﻓﺘﺒﺴﻢ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻭﻗﺎﻝ : ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﻫﻠﻲ ﻣﻨﻚ، ﻭﺃﻣﺮ ﻟﻪ ﺑﺄﻟﻔﻲ ﺩﺭﻫﻢ ﻓﺘﺴﻠﻤﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﻭﺯﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻡ ﺍﻟﻘﺼﺮ ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق