بعد نزول الأمر بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، صلّى النبي محمد بضعة عشر يوماً إلى "أسطوانة عائشة"، ثم بعد ذلك تقدّم إلى موضع "الأسطوانة المخلّقة" في الجهة الجنوبية للمسجد، والتي أقيمت في موضع جذع النخلة التي كان يصلّي إليها النبي، حيث روى أبي بن كعب، قال: «كان النبي (محمد صلى الله عليه وسلم)
يصلي إلى جذع نخلة إذ كان المسجد عريشاً، وكان يخطب إلى ذلك الجذع»،
وفي عهد عمر بن عبد العزيز، أقام محراباً مجوّفاً عن يسار الأسطوانة المخلّقة، فيما عُرف بـ "المحراب النبوي"، وبسبب وضع المحراب، صار من يسجد فيه يكون قد وضع جبهته في محل قدمي النبي محمد في الصلاة.
فمن جعل هذه الأسطوانة عن يمينه، وتجويف المحراب عن يساره، فقد أصاب موضع صلاة النبي محمد
ويعود بناء المحراب الموجود حالياً إلى عهد السطان المملوكي قايتباي سنة 888 هـ، كما يدل عليها العبارة المنقوشة على ظهر المحراب، ونصّها: "بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد، أمر بعمارة هذا المحراب الشريف النبوي العبد الفقير المعترف بالتقصير مولانا السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي خلد الله ملكه بتاريخ شهر الحجة الحرام سنة ثمان وثمانين وثمانمائة من الهجرة النبوية"، وتم ترميمه بعد ذلك في عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق