في المسجد النبوي في القسم القبلي منه أقيمت في عمارة السلطان العثماني عبد المجيد الأول في مكان الاعمدة التي كانت في عهد النبي محمد من جذوع النخل، فقد تحرّوا عند البناء مواقعها.
وإذا أطلق اسم على سارية فالمقصود بذلك مكانها.
وفي المسجد النبوي 8 اعمدة دخلت التاريخ، فقد كان لكل واحدة منها قصّة في زمن النبي محمد، وهي:
1- عامود المخلّقة:
==================
وتُعرف بالأسطوانة "المطيّبة" و"المعطّرة"، و"عَلَم المصلّى" أي أنها عَلَم (إشارة) على مصلّى النبي محمد، لذلك هي موجودة الآن ملاصقة للمحراب النبوي. وقد كان الصحابي سلمة بن الأكوع يتحرّى الصلاة عندها، فلما سُئل عن ذلك قال: «إني رأيت النبي يتحرى الصلاة عندها».
ونُقل عن مالك قوله: «أحب مواضع التنفل فيه مصلى النبي حيث العمود المخلّق».
2- عامود السيدة عائشة:
================
وهي الثالثة من المنبر، والثالثة من القبر، والثالثة من القبلة، وتُعرف بأسطوانة "القُرعة" و"المهاجرين"، وقد سًميت بأسطوانة عائشة، لأن عائشة بنت ابي بكر هي التي أخبرت بها، وحددت مكانها،
وقيل: هي التي كانت عائشة تتهجد عندها ليلاً.
أما تسميتها بأسطوانة القرعة، فللحديث الذي روته عائشة، عن النبي محمد أنه قال: «إن في مسجدي لبقعة قبل هذه الأسطوانة، لو يعلم الناس، ما صلّوا فيها إلا أن تطير لهم قُرعة».
وأما تسميتها بأسطوانة المهاجرين، فلأن أكابر الصحابة من المهاجرين، كانوا يجتمعون عندها، واعتادوا الجلوس حولها، وتحروا الصلاة إلى جوارها.
وهي الأسطوانة التي صلّى عندها النبي محمد بالمسلمين بضعة عشر يوماً بعد تحويل القبلة.
3- عامود التوبة:
=============
وهي الرابعة من المنبر، والثانية من القبر، والثالثة من القبلة، وتٌعرف بأسطوانة "أبي لبابة"، لأنه ربط نفسه بضع عشر ليلة بعد الذي أفضى به لحلفائه بني قريظة، وبعد أن ندم على ما فعل كانت ابنته تحلّ رباطه إذا حضرت الصلاة، وحلف أن لا يحلّ نفسه حتى يحله النبي محمد، فحلّه بعد أن نزلت توبته في القرآن الكريم. وكان النبي محمد يصلي نوافله عند هذه الأسطوانة، وينصرف إليها بعد صلاة الفجر، ويعتكف وراءها.
4- عامود السرير:
=============
وتقع شرقي أسطوانة التوبة وتلتصق بالشباك المطل على الروضة. وهي محلّ اعتكاف النبي محمد، فقد كان له سرير من جريد النخل، وكان يوضع عند هذه السارية، كذلك كانت له وسادة تطرح له، فكان يضطجع على سريره عند هذه الأسطوانة.
5-عامود المحرس:
=============
وتقع خلف أسطوانة السرير من جهة الشمال، وهي مقابل الخوخة التي كان النبي محمد يخرج منها إذا كان في بيت عائشة بنت أبي بكر إلى الروضة للصلاة، كما تسمى بأسطوانة علي بن أبي طالب لأنه كان يجلس عندها يحرس النبي محمد.
6- عامود الوفود:
============
وتقع خلف أسطوانة المحرس من الشمال، وكان النبي محمد يجلس إليها لوفود العرب إذا جاءته. وكانت تعرف بمجلس القلادة، يجلس إليها سراة الصحابة وأفاضلهم.
7-عامود مربعة القبر:
===============
ويقال لها "مقام جبريل"، وتقع في حائز الحجرة المخمّس عند المنحرف الغربي إلى الشمال بينها وبين أسطوانة الوفود، الأسطوانة اللاصقة بشباك الحجرة.
8- عامود التهجد:
============
وتقع خلف بيت فاطمة بنت محمد من جهة الشمال، وفيها "محراب التهجد" إذا توجّه المصلي إليه كانت يساره إلى جهة باب عثمان المعروف بباب جبريل. وذكر السمهودي ما يدل على أفضلية الصلاة عند هذه الأسطوانة حيث يقول:
«قال عيسى: وحدثني سعيد بن عبد الله بن فضيل
قال: "مرَّبي محمد بن الحنفية وأنا أصلي إليها، فقال لي: أراك تلزم هذه الأسطوانة، هل جاءك فيها أثر؟
قلت: لا، قال: فالزمها فإنها كانت مصلى رسول الله من الليل"»
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق