اختلفت الروايات التاريخية في بيان صفة قبر النّبي محمد وأبي بكر وعمر في الحجرة النبوية،
ورجّح السمهودي القول
بأن قبر النبي محمد موجود في جهة القِبلة مُقدّماً،
ويليه قبر أبي بكر من الخلف ورأسه عند كتف النبي محمد،
قبر عمر ورأسه عند كتف أبي بكر،
كما رُوى ذلك عن نافع بن أبي نعيم، وقال السمهودي بأن هذه الرواية هي التي عليها الأكثر.
وفيما يلي روايات عن صفة القبور:
روى البخاري عن سفيان التمار: «أنه رأى قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسنماً».
رُوي عن القاسم بن محمد بن أبي بكر أنه قال: «دخلتُ على عائشةَ رضي اللهُ عنها فقلتُ: يا أمَّاهُ! اكْشِفِي لي عن قبرِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وصاحِبَيه، فكشفتْ لي عن ثلاثةِ قبورٍ لا مُشرفةٍ ولا لاطئةٍ، مبطوحةٍ ببطحاءِ العَرْصةِ الحمراءِ، فرأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مُقدِمًا، وأبا بكرٍ رضي اللهُ عنه رأسُه بينَ كَتِفَيْ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وعمرُ رضي اللهُ عنه رأسُهُ عندَ رِجلَيْ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ».
روى أبو بكر الآجري في صفة قبر النبي محمد عن غنيم بن بسطام المدني قال: «رأيت قبر النبى(محمد صلى الله عليه وسلم) في إمارة عمر بن عبد العزيز، فرأيته مرتفعاً نحواً من أربع أصابع».
روى السمهودي قصة دخوله للحجرة سنة 878 هـ،
فقال: «دخلت الحجرة الشريفة من مؤخرها، فشممت رائحة ما شممت في عمري أطيبَ منها، ثم سلّمت على أشرف الأنبياء، ثم على ضجيعيه خلاصة الأصفياء، فلمّا قضيت من ذلك الوطر، متّعت عيني من تلك الساحة بالنظر لأتحف بوصفها للمشتاقين، فتأمّلت الحجرة الشريفة، فإذا هي أرض مستوية، وتناولت من ترابها بيدي فإذا نداوة وحصباء، ولم أجد للقبور الشريفة أثراً، غير أنّ بأوسط الحجرة موضعاً فيه ارتفاع يسير جداً ولعله قبر عمر».
وتفيد الآثار عن وجودة موضع لقبر رابع في الحجرة، حيث عَرضت عائشة بنت أبي بكر على عبد الرحمن بن عوف أن يُدفَن في هذا الموضع بعد وفاته، لكنه رفض
وقال: «إِني سمعتك تقولين: ما وَضعتُ خمَاري منذ دُفن عُمَر رضي الله عنه، فأكره أن أضيّق عليك بيتك، ونتخذ بيت رسول الله مقبرة».
وقد قالت أيضاً في وصيتها لعبد الله بن الزبير: «لا تدفني معهم، وادفني مع صواحبي بالبقيع، لا أزكى به أبداً».
وقد روت كتب الحديث أن عيسى بن مريم عندما ينزل من السماء سيُدفن في هذا الموضع بعد وفاته،
حيث رَوى الترمذي عن عبد الله بن سلام قال: «مكتوب في التوراة صفة محمد، وعيسى بن مريم يُدفن معه».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق