الأحد، 29 أبريل 2018

المسجد النبوى (القبة المبنية على الحجرة)


يُوجد قبتان مبنيّتان على الحجرة النبوية،
 الأولى قبّة صغيرة بُنيت تحت سقف المسجد، وقد بناها السلطان قايتباي بدلاً من السقف الخشبي الذي كان موجوداً،
والثانية قبّة كبيرة خضراء اللون تظهر على سطح المسجد، وقد بناها السلطان قلاوون الصالحي، وأعاد السلطان قايتباي بناءها.
القبة الأولى: القبة الخضراء الخارجية
======================
كان سطح المسجد الذي فوق الحجرة النبوية محاطاً بسور من آجر بارتفاع 0.9 متر تقريباً، تمييزاً لها عن بقية سطح المسجد، وفي سنة 678 هـ أمر السلطان قلاوون الصالحي ببناء قبّة على الحجرة النبوية، فعُملت قبة مربعة من الأسفل مثمّنة من الأعلى بأخشاب أُقيمت على رؤوس السواري المحيطة بالحجرة النبوية، وكان حول هذه القبة بالسّطح الأعلى ألواح رصاص مفروشة فيما قرب منها، ويحيط بها سور من خشب جُعل مكان السور القديم. تم تجديد هذه الألواح الخشبية سنة 765 هـ.
وفي عهد السلطان قايتباي، وعندما احترقت القبة أثناء الحريق الثاني سنة 886 هـ، أمر بتبديل القبة الخشبية بأخرى من آجر، وأن يؤسس لها دعائم عظام بأرض المسجد فأحدث دعامتين عن يمين مثلث الحجرة ويساره. ثم بعد مدة ظهرت شقوق في أعلى القبة، فأمر بهدم أعالي القبة وإعادة بناءها من جديد بدلاً من الترميم، وذلك عام 892 هـ. وفي عهد السلطان محمود بن عبد الحميد خان، حدث تشقق آخر في أعلى القبة، فأمر بتجديدها، فهدم أعلاها وأعاد بناءها، بعد أن جعلوا حاجزاً من خشب بينها وبين القبة السُفلى بحيث لا يسقط شيء من الهدم.
 وكان ذلك سنة 1233 هـ. ثم في سنة 1253 هـ أمر السلطان محمود بصبغها باللون الأخضر، وكان لونها قبل ذلك أزرقاً، فصارت تُسمّى بـ "القبة الخضراء"، بعد أن كانت تُعرف بـ "القبة البيضاء" و"القبة الزرقاء" و"القبة الفيحاء".
وفي نهاية القرن الثالث عشر الهجري، سقط شباك من شبابيك القبة الكبيرة من الجهة الشرقية إلى جوف الحجرة النبوية، بعد أن هبّت ريح شديدة، فتم إعاة تعميرها سنة 1297 هـ.
أما الشباك الذي في القبة فهو موازي للشباك الذي في القبة الداخلية ويقع فوق القبر الشريف.
 وكان خدم الحرم يفتحونه يوم صلاة الاستسقاء، فقد روى ابن حجر العسقلاني أنه: «قحط أهل المدينة قحطاً شديداً فشكوا إلى عائشة، فقالت: انظروا قبر النبي فاجعلوا منه كوّى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف.
 ففعلوا فمُطروا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسُمي "عام الفتق"».
تعرّضت القبة إلى انتقاد بعض أتباع الحركة الوهابية، فدعو إلى هدمها وإخراج قبر النبي من المسجد، قال مقبل بن هادي الوادعي (أحد شيوخ الوهابية): «وبعد هذا لا أخالك تردد في أنه يجب على المسلمين إعادة المسجد النبوي كما كان في عصر النبوة من الجهة الشرقية، حتى لا يكون القبر داخلا في المسجد، وأنه يجب عليهم إزالة تلك القبة التي أصبح كثير من القبوريين يحتجون بها. فجدير بنا معشر المسلمين أن نعمد إلى تلك القباب المشيدة على القبور فنجتثها من على الأرض».
القبة الثانية: قبة الحجرة الداخلية
=======================
عندما أنهى السلطان قايتباي ترميماته للمسجد سنة 881 هـ الموافق 1477، قبل الحريق الثاني قام باستبدال السقف الخشبي للحجرة النبوية بقبة صغيرة تحت سقف المسجد، فقام متولي العمارة برفع سقف المسجد، وعقدوا طاقاً على شكل قوس من الجهة الشرقية حتى يتأتى لهم الشكل المربع لتقوم عليها القبة، فعقدوا القبة على جهة الغربية بأحجار منحوتة من الحجر الأسود وكمّلوها من الحجر الأبيض، ونصبوا بأعلاها هلالاً من نحاس، وهو قريب من سقف المسجد الأول فإن القبة المذكورة تحته، وبيّضوا القبة وجميع جدرانها من خارجها بالجص. وكانت ارتفاع القبة من أرض الحجرة إلى بداية الهلال نحو 9 أمتار،
وتم الانتهاء منها في شوال 881 هـ.
 ويوجد في أعلى هذه القبة كوّة (فتحة) صغيرة على مستوى قبر النبي محمد في الجهة الجنوبية، وعليها شبكة من السلك الخفيف تمنع سقوط الطيور فيها، ويوجد على مستواها كوّة أخرى في القبة الخضراء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق