عند ظهور مقاتلة الجيل الخامس الأمريكية
F-22 Raptor في اول الألفية الجديدة وحتى إتمام تسليم
آخرها عام 2012، بدأت وسائل الاعلام الامريكية في الترويج لها بشكل هائل باعتبارها
المقاتلة التى لا تُقهر. وتم كتابة الكثير والكثير من التقارير عن هذه المقاتلة التي
اذا طارت فى السماء ستسيطر على كل الاجواء ضد اي عدد واي نوع من المقاتلات الاخرى التي
لن تستطيع بأي حال من الاحوال ان ترصدها، بل وأصبحت الـF-22 بسبب هذه التقارير، المقاتلة الخفية المنيعة ضد
كل الرادارات في السماء او في الارض، وبدأت وسائل الإعلام الأوروبية في التحذير من
هذا الوحش الكاسر وطمأنة شعوبها ان الرابتور ستحارب فى صفهم وليس ضدهم وان سماء الناتو
أصبحت مُحرّمة ومنيعة على طائرات العدو بوجودها بجانب المقاتلات الأوروبية.
وبشكل طبيعي وتلقائي انتقلت لنا كل هذة
المشاعر واصبح الوضع يزداد سوءا بوجود هذة المقاتلة بحوزة سلاح الجو الامريكي، وليس
نحن فقط بل ايضا القوى العظمى في الشرق ( الصين وروسيا ) التي سعت جاهدة في محاولات
جمّة لمعرفة المزيد عن هذة المقاتلة لانها ستعيق من قدرتهم على السيطرة على سماء المعركة.
وحبس الجميع انفاسهم عندما بدأت الاف 22 بالمواجهات فى تمرينات العلم الاحمر
" Exercise Red Flag " في الولايات المتحدة
( مناورات تتم بشكل سنوي بين طيران القوات الجوية والبحرية الامريكية وطيران حلف الناتو
وطيران حلفاء الولايات المتحدة من خارج الناتو ) ضد الاف 16 والاف 15 الامريكىتين،
وتغلّبت عليهما وهما اللتان تعدان افضل مقاتلين تم انتاجهما في العصر الحديث من قبل
الجانب الغربي.
وفى تمرينات " Noble Edge
" في الولايات المتحدة عام 2006 تمكن عدد
قليل من الاف 22 من تسجيل 108 حالة قتل ضد مقاتلات اف 15 واف 16 واف 18 فى القتال البعيد
خلف مدى الرؤيا Beyond Visual Range BVR مستخدمة راداراتها فقط. وفي نفس التدريب عام 2007 سجلت الرابتور السيطرة
الجوية التامّة بإسقاط 144 طائرة من نفس الانواع ، وعام 2008 سجلت الرابتور 221 حالة
قتل بدون اي خسائر في القتال بعيد المدى وبدون اي فشل فى مهمة السيطرة الجوية
Air Superiority.
وعندما راى الامريكان هذة النتائج وضعوا
طياري الاف 22 فى مهمات للقتال القريب Within Visual Range ضد مقاتلات من نفس الانواع -الاف 16 / 15 / 18- التي كانت تعتبر في السنين
السابقة صعبة المنال، ولكنها الان ضد احدث ما في الترسانة الامريكية في القتال قريب
المدى وبأعداد اكبر منها فى نفس المعركةـ ولكن تمكنت الاف 22 بالعمل الجماعىي من سحقهم
جميعا بدون اي خسائر واثبتت ما يزعمونة، وهي انها لا تقهر
وقام سلاح الجو الامريكى بتجربة الاف
22 في مناورات ضد مقاتلات متطورة من اجيال اكثر تقدما من الاف 16 والاف 15 الموجودين
على الساحة ; ففي عام 2009 دخلت الاف 22 فى تدريبات القيادة الجوية التكتيكية
" Air Tactical Leadership Course ATLC " عام 2009 في الامارات بوجود الرفال Rafale الفرنسية والتايفون Typhoon الإنجليزية وهما من الجيل الرابع المتقدم ++4 من
المقاتلات متعددة المهام بمفهوم جديد ومستويات عالية من المستشعرات والبواحث وانظمة
التشويش والاعاقة الإلكترونية والدفاعية المتطورة. وفي هذه التدريبات ظهرت مفاجاة رهيبة،
وهي ان اجهزة الاستشعار الحرارية رصدت الرابتور واصبح من السهل تتبعها والقتال ضدها
من مسافة تصل إلى 50 كم ونجحت المقاتلتان في صنع نتائج جيدة جدا ضدها، بل حتى الـMirage
2000-5 المُطورة من الطائره الاصلية
Mirage 2000 من الجيل الرابع نفسها نجحت في تحقيق نتيجة
جيدة، واكد على ذلك الطيارين الذين واجهوا الاف 22 انها تظهر بالفعل من هذة المسافة.
وبعد فترة من هذه التدريبات ، وتحديدا في
مناورات العلم الأحمر عام 2012 قامت مقاتلة تايفون ألمانية بقتل الاف 22 ايضا باستخدام
نفس التقنية بالضغط عليها للدخول في قتال قريب والاطلاق عليها بواسطة خوذة توجيه الصواريخ
المتطورة على متنها، وهذا النوع من القتال يعتمد بدرجة كبيرة على مهارة الطيار. واستراح
الراى العام بعض الشىء باعتبار ان الرابتور ليست منيعة ضد الاسقاط كما زعموا من قبل،
بل والأجمل من ذلك هو قيام القوات الجوية الامريكية بإضافة حواضن رصد حرارية متطورة
على النسخ التدريبية من مقاتلاتها لبحث كيفية التغلب على على شبحية الرابتور الرادارية،
وتم تعميمها عندما نجحت الاف 16 في احراز اول حالة قتل للإف 22 فى تدريبات داخلية باستخدام
حاضن الرصد الحراري. إذن هى تقنية ناجحة فعلا. ولكن كان هناك ايضا تقنية ناجحة اكثر،
وهى التشويش حيث قامت نسخة الحرب الإلكترونية من الاف 18 سوبر هورنيت والمعروفة بـ"
EA-18G Growler " بالتشويش على رادار الرابتور وإسقاطها،
وايضا طائرة التدريب T-38 Talon المطورة من المقاتلة F-5 تمكنت هي الأخرى بواسطة حاضن التشويش من الافلات من الاغلاق الراداري
للإف 22 ونجحت في الدخول فى معركة تلاحمية معها ادت الى تغلبها عليها.
وقبل ان نبدأ بالحديث عن الوضع الحالي يجب
علينا ان نذكر وجود مقاتلة اخرى تخضع لكل هذه الأحداث وهي مقاتلة الجيل الخامس الأحدث
على الإطلاق F-35 Lightning II والمُصممة كمقاتلة
متعددة المهام تحل مكان الاف 16 والاف 18 فى المستقبل ولكنها مُتخصصة في المقام الأول
وبشكل رئيسي في إخماد واختراق الدفاعات الجوية القوية. وبعد الترويج الشامل لها من
قبل الجانب الأمريكي باعتبارها مقاتلة رهيبة وخطر لا يستهان به على كل منظومات الدفاع
الجوى الشرقية المتطورة، ظهرت مشاكل عدّة في برنامجها وتم التغلب عليها وجاري التغلّب
على ماتبقى منها، لتصبح في وقتنا الحالي مقاتلة ناضجة جدا تستطيع ان تقوم بما تُكلف
به بحسب ما صرح به أحد جنرالات الجيش الامريكي في اخر تقرير لها، حيث اكد على هذه الكلمات
. ولكن لم يؤكّد حتى الان فاعليتها ضد منظومات الشرقية المتطورة جدا، وقال انها تحتاج
لمزيد من الوقت.
ولكن الإف 35 دخلت في تدريبات حديثة خلال
العام الجاري 2016 ضد احدث نسخ الاف 15 النسر الضارب F-15E Strike Eagle ونجحت في التغلب عليها بنتيجة 8-0 ، وقبلها ايضا
قامت بالتفوق على مقاتلات A-4 Skyhawk المتفوقة فى مجال القتال الجوى القريب بطيارين ذوي خبرة عالية جدا فى
هذا المجال. وفي عام 2011 واجهت الاف 18 فى سيناريو قتال قريب ( 2 اف 35 ضد 4 اف
18 ) بمعدل قتل 6-1 لصالحها، وبعدها خرجت للقتال بعيد المدى فى تدريبات قتال مماثلة
للواقع ضد الاف 16 بلوك 50 وهى من احدث نسخ المتطورة للاف 16 وتفوقت عليها ونفس الامر
في نفس النوعية من القتال البعيد ضد الاف 18 ايضا.
ولكن تم اكتشاف وجود مشكلة كبيرة جدا وهى
ان درجة الحرارة لمحرك هذه الطائرة تفوق حرارة محركي الإف 22 نفسها !! إذا فهي تخضع
لنفس مسألة الكشف الحراري ( قوة الدفع لمحرك الاف 35 تفوق قوة الدفعي لمحركي الإف
22 مما يعني المزيد من انبعاثات الحرارة ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق