يعد بلاس إنفانتي هو من وضح معالم القومية الأندلسية، وهو ابن مقاطعة مالقة ومولود بها سنة 1885 م، بعد أن ظهرت أفكاره لأول مرة في خطاب ألقاه سنة 1914م في إشبيلية عن "النظرية الأندلسية " ، كان أساس كتابه التاريخي عن القومية الأندلسية .
وفي السنة نفسها ، فتح مكتب محاماة في إشبيلية .
وفي سنة 1916 م ، أسس انفانتي أول " مركز أندلسي " في إشبيلية، تبعته مراكز أخرى في مدن الأندلس وقراها ، وأصدر مجلة " الأندلس " كلسان حال المراكز الأندلسية .
ومع الأيام ، تحولت تلك المراكز إلى مدارس لأنشطة أندلسية تثقيفية وتخطيطية ، وأخذت تستعمل عبارة " الأمة الأندلسية " لأول مرة
ثم تبلور الفكر الأندلسي في اجتماع رندة عام 1918 م في النقطتين التاليتين :
- الاعتراف بأندلسيا كبلد وقومية ومنطقة ذات حكم ذاتي ديمقراطي على أساس دستور انتقيرة .
- اختيار العلم الأخضر والأبيض ، علما للأمة الأندلسية ، وهو علم مستوحى من أبيات شعرية للمسلمين الأندلسين. إضافة إلى، حسب بلاس إنفانتي، أنه استوحى الألوان من الراية التي رفعت على مئذنة جامع إشبيلية بعد انتصارالموحدون في معركة الأرك للاحتفال بالنصر.
ثم أسس انفانتي في إشبيلية دار نشر ومكتبة ، نشر فيها عددا من كتبه ، كما أسس مركز الدراسات الأندلسية ، وفي سنة 1920 م ، ظهر كتاب " المعتمد ملك اشبيلية " ، وهي قصة مسرحية تاريخية عرف فيها بلاس انفانتي بجدور الهوية الأندلسية الإسلامية.
وفي سنة 1923 م ، تحولت إسبانيا إلى الحكم الدكتاتوري ، فأقفلت الحكومة المراكز الأندلسية واتهمت القوميين الأندلسيين بمقاومة الدولة وأسكنت القوى المعادية للكنيسة.
فركز انفانتا في التفكير في مصير أندلسيا وجدور الهوية الأندلسية ، فانتقل إلى أغمات بالمغرب حيث ضريح المعتمد بن عباد ، حيث قيل أنه إشهار إسلامه هناك، وهو إدعاء نفته أسرته وأنكرته، حيث في مقابلة سنة 2011 مع ابنته ماريا دي لوس انجليس إنفانتي، كذبت تحوله للإسلام، وقالت أنه إنتمى للتقاليد الكاثوليكية؛
ثم حاول بعد عودته من المغرب ربط الحركة الأندلسية بالحركات الإسلامية والعربية.
وبعد انهيار الدكتاتورية وبداية الجمهورية الإسبانية الثانية رجع انفانتا للحياة العامة بلغة جديدة ، يمجد فيها التاريخ الإسلامي كأساس للهوية الأندلسية ، ويطالب الأندلسيين باستعادة هويتهم ،
وإزاحة هيمنة الكنيسة عنهم ، وشارك القوميون الأندلسيون سنة 1930 في مؤتمر " الشعوب التي لا دول لها " بالهند ، ثم التقى انفانتا بالحركات التحررية العربية عبر مجلة " الأمة العربية " في جنيف(سويسرا) التي كان ينشرها الأمير شكيب أرسلان. لكن لم يعش بلاس انفانتا ليرى انتصار أفكاره
، إذ بعد أيام من انفجار الحرب الأهلية الإسبانية ، قبض عليه أتباع فلانخي الإسبانية وأعدموه رميا بالرصاص بالقرب من إشبيلية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق