الاثنين، 18 يونيو 2018

أميل دوركايم-2

هذا إلى جانب ضرورة التحرر من أي فكرة مسبقة عن الظاهرة الاجتماعية ولابد من دراسة الظاهرة بشكل موضوعي وعلى اعتبارها شيئا منفصلا عن الشعور قابل للملاحظة والتجربة، كما يجب الانطلاق من تعريف الظاهرة وتحديدها.
 الكثير من النظريات التي تتناثر في بحوثه في مختلف شئون الحياة الاجتماعية
 ومن أهم نظرياته ما يلي:
================
‌أ) طبيعة المجتمعات وأشكالها: 
--------------------------
يقرر أن طبيعة الاجتماع تلقائية تنشأ بصفة طبيعية، وقد وضع الأسس التي ينبغي أن يقوم عليها تصنيف نظرا لما وجده من صعوبة في تحديد أشكال المجتمعات، وتتلخص نظريته في أن التصنيف لا بد أن يقوم على أساس درجة التركيب. 
وعلى ضوء هذه النظرية يمكن القول أن دوركايم يجمع في تقسيمه للمجتمعات بين مبدأ التركيب المورفولوجي، ومبدأ توزيع الوظائف، وبهذا بمكن تقسيم المجتمعات إلى:
1-مجتمعات محدودة النطاق
----------------------------
 ساذجة بسيطة وغير مميزة الوظائف ولا تخضع لمبدأ توزيع العمل، ويعتبر الدين أقوى مظاهر الحياة الاجتماعية كما أنها تخضع لسلطة العرف والتقاليد.
2- مجتمعات واسعة النطاق 
----------------------------
معقدة التركيب ومميزة الوظائف خاضعة لمبدأ توزيع العمل مثل المدن اليونانية والرومانية القديمة، والإمبراطوريات القديمة، وتنتشر المؤسسات الحكومية، ويغلب عليها سلطة القانون وقوة التعاقدات القانونية.
‌ب) الدين: 
=========
يقسم مظاهر الدين إلى قسمين هما
1- القسم القدسي:
-----------------
 ويتعلق بالعقائد.
2- القسم العلماني:
--------------------
ويتعلق بالعبادات وطقوسها.
وبعد مناقشته للاتجاهات الدينية
 (المذهب الروحي والمذهب الطبيعي)
 ُيرجع دوركايم أصل التدين إلى الاتجاه الطوطمي 
(عبارة عن اصل حيواني أو نباتي يُعبد ويُعتقد في انه مصدر القوة والتحكم بالأشياء) وعليه فإنه يقرر أن المجتمع عبد نفسه في أول مظهر من التدين.
‌ج) المعرفة الإنسانية:
============
 أرجع الحياة العقلية ومبادئ الفكر إلى أصول اجتماعية وهي من نتاج العقل الجمعي وخلقه، وعند تطبيق نظريته هذه على المقولات العقلية وجد أن الزمان مثلا يعبر عن انتظام نواحي النشاط الاجتماعي من خلال التقويم السنوي الذي يتقسم ويتكرر كما هي الحال مع الأعياد والطقوس، وكذلك كان التنظيم الاجتماعي نموذجا للتنظيم المكاني. كما قال عن قوانين الذاتية والتناقض انهما تعتمدان على ظروف اجتماعية مستدلا بتطور هذه القوانين والمبادئ العامة مما يعني أنها ليست مفطورة في التكوين العقلي الإنساني.
‌د) شؤون الأسرة: 
============
درسها في طبيعتها وفي أشكالها وقي وظيفتها.وينتهي من دراسته إلى أن قيام المجتمع الأسرى يرجع إلى قواعد وأساليب يرتضيها العقل وليست قائمة على الغريزة ودوافع الطبيعة والدم. 
حيث انتقلت الأسرة في أشكالها من الأسرة الممتدة في الشكل الطوطمي، ثم إلى الأسرة الأبوية الكبيرة في أيام الرومان ثم انحصرت على الأسرة الزواجية كما هو الحال الآن. وتطورت وظائف الأسرة بدورها إلى الأضيق فالأضيق، حيث لم يبق لها في نظره سوى الوظيفة الأخلاقية في ظل تخصص هيئات المجتمع المختلفة في الوظائف الرئيسية كالتشريع والتربية وتنظيم الأمور الداخلية والخارجية.
‌ه) الانتحار: 
=======
ونظريته في الانتحار دراسة في الاجتماع الأخلاقي ومحاولة لتطبيق المنهج الإحصائي على شؤون الاجتماع، حيث اعتمد على الإحصائيات التي عملت في البلاد الأوربية، حيث أخرج في هذه الدراسة ظاهرة الانتحار من المحيط الفردي 
(الحب والإدمان والغيرة والخمور والأمراض المستعصية وغيرها) 
وبحث في العوامل الاجتماعية الكامنة وراء هذه الظاهرة حيث يؤكد على أن الانتحار في ذاته مرتبط اشد الارتباط بالحالة الاقتصادية والدينية والعرف والتقاليد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق