يعتبر تاريخ هذه المنطقة من تاريخ تقدم الإمبراطورية الرومانية نحو الفرات.
فموقعها السياسي بين عامي 64 و41 ق م غير محدد تماما وذلك عندما أصبح ماركوس أنطونيوس سيد الشرق.
وجزء منها سلمها بومبي إلى الأمراء المتعاونين معه، فتم منح أرض الساحل شرق هاليس
وكذلك أرض قبائل باريادرس سكان التلال ومنطقة أرمينيا الصغرى، إلى الزعيم الغلاطي ديوتاروس ومنح لقب ملك؛ وتركت كومانا تحت حكم كاهنها الأكبر.
بقية الدواخل قسمت من قبل بومبي بين المدن الداخلية، وجميعها تقريبا أسست من قبله، وطبقا لأحد الآراء تم جمع الإقليم بالساحل غرب أميسوس وشمال شرق بافلاغونيا
في محافظته الجديدة البنطس وبيثينيا. يزعم آخرون بأن الساحل فقط تم إلحاقه في المحافظة، والمدن الداخلية تم منحها حكما ذاتيا.
ووجهة النظر الأخيرة أكثر انسجاما مع السياسة الرومانية في الشرق، التي لم تلحق البلدان عادة حتى تصل إلى مستوى معين من الحضارة والنظام، لكن من الصعب الموافقة بينها وبين بيانات سترابو.
خلال السنوات بعد 40 ق م سلمت كل دواخل البنطس إلى الأمراء المحليين مثل المنطقة الشمالية الشرقية لبافلاغونيا.
أما الأملاك البنطية التي منحت لديوراتوس الغلاطي
فقد تم تسليمها مع بعض الإضافات في 39 ق م إلى داريوس بن فارناكس، وسلمت في عام 36 ق م إلى بوليمون وهو ابن خطيب من مدينة لاوديكيا على نهر ليكوس. وكاهن كومانا الأكبر ليكوميدس استلم أراضي وألقابا ملكية.
وأراضي زيلا وميغالوبوليس قسمت بين ليكوميس كاهن زيلا الأكبر وأتيبوركس الذي حكم إمارة كارانا
وبالنسبة لأماسيا وأميسوس تم منحهما أيضا إلى الأمراء المحليين.
بعد معركة أكتيوم عام 31 ق م. قام أغسطس بإعادة أميسوس كمدينة حرة في محافظة بيثينيا والبنطس، لكنه لم يقم بأي تغييرات جذرية أخرى.
واحتفظ بوليمون بمملكته حتى موته سنة 8 ق م عندما انتقلت إلى أرملته بيثودوريس، لكن المناطق البنطية دمجت بشكل تدريجي في الإمبراطورية، وكلها ربطت بمحافظة غالاتيا التي كانت وقتها مركز السياسة الأمامية الرومانية.
فالمنطقة الغربية أدخلت في قسمين هما سيباستوبوليس وأماسيا في أعوام 3 – 2 ق م. وكومانا أعوام 34 – 35 م، وسميت البنطس الغلاطية لتمييز هذه المنطقة عن محافظة البنطس والمنطقة التي يحكمها بوليمون
وهناك مملكة بوليمون والتي حكمها بوليمون الثاني منذ عام 38 ق م وهو حفيد الملك السابق، وتم ضمها من قبل نيرون أعوام 64 – 65 م، وتم تمييزها بعنوان البنطس البوليمونية والتي بقت لقرون.
ولكن الاسم المعروف وهو البنطس كان لا يزال مستخدما للدلالة على هذه المنطقة لوحدها أو بالجمع مع البنطس الغلاطية، حيثما يوضح السياق المعنى
وتضمنت البنطس البوليمونية ساحل البحر من ثيرمودون إلى كوتيورا، وطبقا لبطليموس فقد تضمنت أيضا المدن الداخلية مثل زيلا وماغنوبوليس وميغالوبوليس ونيوقصرية وسيباستيا، لكن كما ظهر في العملات المعدنية فقد ضمت للبنطس منذ عام 2 ق م.
أخيرا، في نفس الوقت (64 م) تم ضم الجزء الشرقي الباقي من البنطس والذي شكل جزءا من مملكة بوليمون لكنه ربط بمحافظة كابادوكيا وسمي بالبنطس الكابادوكية، شكلت هذه المناطق الثلاث أقسام إدارية مختلفة ضمن المحافظات التي ربطت بها، وكانت عواصمها منفصلة فهناك أماسيا ونيوقيصرية وترابيزوس؛ لكن أول قسمين إداريين دمجا بعد ذلك في قسم واحد، سمى أحيانا البنطس المتوسطي وعاصمته نيو قيصرية، على الأغلب عندما نقل الاقليمان بشكل نهائي
ليصبحا جزءا من كابادوكيا، والتي كانت وقتها أكبر المحافظات العسكرية الحدودية.
عندما أعيد تنظيم النظام الإقليمي تحت إشراف ديوكلتيان حوالي 295 م، قسمت المناطق البنطية بين أربع محافظات، وأولها بافلاغونيا والذي ربطت معه أغلب المحافظة القديمة؛ وإقليم ديوسبونتوس والذي أعاد قسطنطين تسميته هيلينوبونتوس، ويشمل بقية محافظة البنطس والمنطقة المجاورة وبه ثمان مدن
ومع أماسيا العاصمة؛ والبنطس البوليموني الذي يحتوي كومانا وبوليمونيوم وكيراسوس وترابيزوس مع نيوقيصرية كعاصمة؛ وأيضا أرمينيا الصغرى وبها خمس مدن مع سيباستيا كعاصمة.
أعطت إعادة التنظيم هذه مكانا لينظم البيزنطيون المناطق العسكرية. وقدمت المسيحية إلى المحافظة من البحر في القرن الأول بعد السيد المسيح وتجذرت بعمق عندما حكم بليني المحافظة
لكن تنصير المناطق الداخلية بدأ فقط حوالي منتصف القرن الثالث وبشكل كبير بسبب الجهود التبشيرية لجريجوريوس ثاوماتورغوس أسقف نيو قيصرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق