السبت، 28 أبريل 2018

هجرة الكواكب 6



في بداية الثمانينات توصلت دراسات نظرية،
أجراها P. گولدرايتش و S. تريمين
[وكان كلاهما يعمل في معهد كاليفورنيا للتقانة (CIT)]
وآخرون غيرهما، إلى أن القوى التثاقلية بين كوكب بدائي وقرص الغاز المحيط به، وكذلك فقد الطاقة بسبب القوى الناشئة عن لزوجة الوسط الغازي، قد تؤدي إلى تبادلات كبيرة جدا للطاقة والزخم الزاوي بين الكوكب البدائي والقرص.
وإذا اختلفت عزوم الدوران ـ التي تؤثر بها مادة القرص الموجودة داخل مدار الكوكب البدائي عن تلك التي تؤثر بها مادة القرص الواقعة خلفه مباشرة ـ اختلافا قليلا، فقد تحدث تغيرات عنيفة وسريعة في مدار الكوكب. لكن تجدر الإشارة، مرة أخرى، إلى أن هذا الاحتمال النظري لم يلق سوى القليل من الاهتمام من قبل الفلكيين الآخرين في تلك الأيام. ولما لم يكن لدينا سوى نظامنا الشمسي كمثال، فقد استمر منظرو تكوّن الكواكب بافتراض أن الكواكب وُلدت في مداراتها المرصودة حاليا.
بيد أن البحث عن كواكب خارج النظام الشمسي الذي أُجري على مدى السنوات الخمس الماضية أدى إلى اكتشاف علامات ممكنة على حدوث هجرة كوكبية.
فلدى قياس الفلكيين ارتعاشات النجوم القريبة ـ التي تبعد 50 سنة ضوئية عن نظامنا الشمسي ـ عثروا على ما يؤكد أن أكثر من دستة من الأجرام الرفيقة التي لها حجم المشتري تدور حول نجوم السلسلة في مدارات صغيرة جدا. وقد اكتُشف أول كوكب مزعوم ـ وهو يدور حول النجم پيگاسي 51 Pegasiعام 1995 من قبل فلكييْن سويسريين هما M. مايوروD. كويلوز
[من مرصد جنيف] عندما كانا يجريان مسحا للنجوم الثنائية.
 وسرعان ما أيد نتيجة أرصادهما W .G. مارسي وP .R. بتلر، وهما فلكيان أمريكيان يعملان في مرصد ليك Lick بكاليفورنيا. وبحلول الشهر 6/1999 اكتُشف 20 جرما كل منها مرشح لأن يكون كوكبا خارج النظام الشمسي، وقد اكتُشف معظمها من قبل مارسي وبتلر.
وحدث هذا الاكتشاف في سياق برامج أَنجزت مسح قرابة 500 من النجوم القريبة الشبيهة بالشمس خلال السنوات العشر الماضية. هذا وإن التقنية المستعملة في عمليات البحث هذه ـ والتي تقيس انزياحات دوپلر لخطوط النجوم الطيفية بغية تحديد التغيرات الدورية في السرعات النجمية ـ لا تعطي إلا حدا أدنى لكتل رفقاء النجوم. وكان لمعظم الكواكب المرشحة كتلٌ حدها الأدنى يعادل كتلة المشتري تقريبا، وأنصاف أقطار مداراتها أقل من 0.5 وحدة فلكية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق