إذا خرجت هذه الدابة العظيمة، فإنها تسم المؤمن والكافر, فأما المؤمن، فإنها تسم جبينه فيضيء، ويكون ذلك علامة على إيمانه, وأما الكافر فإنها تسمه على أنفه فيظلم، علامة على كفره.
وجاء في الآية الكريمة قوله تعالى
وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ
سورة النمل الآية 82
وفي معنى هذا التكليم اختلفت أقوال المفسرين على أقوال:
- القول الأول :
- أن المراد تكلمهم كلاما:
- أي تخاطبهم مخاطبة، ويدل على ذلك قراءة أبي بن كعب ( تنبئهم ).
- القول الثاني :
- تجرحهم، ويؤيد ذلك قراءة ( تَكْلمهم ) بفتح التاء وسكون الكاف، من الكلم، وهو الجرح وهذه القراءة مروية عن ابن عباس أي : تسمهم وسما، وهذا القول يشهد له حديث أبي أمامة الباهلي السابق ( تخرج الدابة ، فتسم الناس على خراطيمهم ).
وروي عن ابن عباس أنه قال : ( كلاً تفعل ) أي المخاطبة والوسم.
وقال ابن كثير ( وهو قول حسن ولا منافاة والله أعلم ).
وأما الكلام الذي تخاطبهم به فهو قولها ( إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ) وهذا على قراءة من قرأها بفتح همزة ( أن ) أي تخبرهم أن الناس كانوا بآيات الله لا يوقنون، وهذه قراءة الكوفة وبعض أهل البصرة. وأما قراءة عامة قراءالحجاز والبصرة والشام فبكسر همزة ( إن ) على الإستئناف ويكون المعنى : تكلمهم بما يسوؤهم أو ببطلان الأديان سوى الإسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق