الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018

القدوس-6

أمر الله تعالى بالدعاء بأسمائه الحسنى ومنها اسم (القدوس) وهو اسم عظيم يستخدم في مدح الله والثناء عليه ومهما عبدنا الله وقدسناه يبقى العبد منا مقصراً تقصيراً عظيما في حق الله حتى نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم عَلِمَ عِلم اليقين أنه لم ولن يبلغ أحد كمال الثناء على الله تعالى.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كُنْتُ نَائِمَةً إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَقَدْتُهُ مِنَ اللَّيْلِ فَلَمَسْتُهُ ، فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى قَدَمَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ وَهُوَ يَقُولُ : «أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ»
عن أبيّ بن كعب قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا سلم في الوتر قال: " سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ"
هذا الدعاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر الليل وعند السلام من صلاة الوتر يبين عظمة الخالق وأن الرسول صلى الله عليه وسلم علم أنه لم يصل إلى كمال تقديس الله فأثنى على الله بما هو أهله وهذا دليل على أنه لايقدس الله إلا من عرف حق المعرفة أن كمال الثناء على الله أمر مستحيل على عبد أو مخلوق مهما كان فاعتراف الرسول صلى الله عليه وسلم بتقصيره في كمال الثناء على الله أمر طبيعي وحتمي لذلك كان رسولنا صلي الله عليه وسلم يقول بعد السلام من صلاة الوتر (سبحان الملك القدوس) ويرفع بها صوته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق