الاثنين، 25 يونيو 2018

بلعام بن باعوراء(8)

وأتى الجبارين وقال لهم لا ترهبوا بني إسرائيل فإني إذا خرجتم تقاتلونهم ادعوا عليهم دعوة فيهلكون وكان عندهم فيما شاء من الدنيا غير أنه كان لا يستطيع أن يأتي النساء لعظمهن فكان ينكح أتانا له 
وهو الذي قال الله تعالى" فانسلخ منها "
 وقوله تعالى " فأتبعه الشيطان" 
أي استحوذ عليه وعلى أمره فمهما أمره امتثل وأطاعه 
ولهذا قال " فكان من الغاوين " 
أي من الهالكين الحائرين البائرين وقد ورد في معنى هذه الآية حديث رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده حيث قال : 
حدثنا محمد بن مرزوق حدثنا محمد بن بكر عن الصلت بن بهرام حدثنا الحسن حدثنا جندب البجلي في هذا المسجد أن حذيفة يعني بن اليمان رضي الله عنه حدثه 
قال : 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن مما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رئيت بهجته عليه وكان رداؤه الإسلام اعتراه إلى ما شاء الله انسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك "
 قال : قلت يا نبي الله أيهما أولى بالشرك المرمي أو الرامي ؟ 
قال " بل الرامي "
 هذا إسناد جيد والصلت بن بهرام كان من ثقات الكوفيين ولم يرم بشيء سوى الإرجاء وقد وثقه الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهما . 
ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون(176) 
قوله تعالى " ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه " 
قوله تعالى " ولو شئنا لرفعناه بها " 
أي لرفعناه من التدنس عن قاذورات الدنيا بالآيات التي آتيناه إياها " 
ولكنه أخلد إلى الأرض " 
أي مال إلى زينة الحياة الدنيا وزهرتها وأقبل على لذاتها ونعيمها وغرته كما غرت غيره من أولي البصائر والنهى . 
وقال أبو الراهويه في قوله تعالى " ولكنه أخلد إلى الأرض" 
قال تراءى له الشيطان على علوة من قنطرة بانياس فسجدت الحمارة لله وسجد بلعام للشيطان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق