الخميس، 7 يونيو 2018

زوسر

زوسر نثر خت وهي تعني جسد المعبود، اتخذ أيضا لقب جيسر بمعنى المقدّس. (2686ق.م - 2600ق.م). 
وهو الفرعون الثاني في الأسرة الثالثة الفرعونية وذلك في بداية الدولة القديمة . 
ذكر اسمه في بردية تورين باللون الأحمر تمييزا له عن باقي ملوك الدولة القديمة. ويعتبر الهرم المدرج الذي أمر زوسر المهندس امنحتب ببنائه أول بناء حجري ضخم عرفه التاريخ.
ذكر المؤرخ الفرعوني مانيتون أن زوسر حكم لمدة 29 سنة 
(2640ق.م - 2611ق.م) 
 بينما تذكر بردية تورين أن فترة حكمه امتدت فقط 19 عام 
(2630 ق.م - 2611 ق.م) . 
إلا أن الكثير من المؤرخين الحاليين يرجحون أن فترة حكمة امتدت لمدة 29 عام بسبب ضخامة أعماله الإنشائية التي قام بها.
 وعليه فإن فارق السنوات بين الرقمين قد يعني أن زوسر هو نفسه الفرعون الأول في الأسرة الثالثة.
و له نقش في أحد جزر أسوان، يسرد أحداث المجاعة التي حدثت في عهده بسبب نقص فيضان النيل، حيث قدم زوسر القرابين لخنوم معبود الشلال.
يعتبر الملك زوسر من أقوي الملوك الذين حكموا مصر ولقب المهندس المعماري إمحتب الذي شيد له الهرم بعدة القاب منها : 
ناظر القصر وتيتي خرن سو ، وكان أول طبيب كبير يعرفه المصريون واعتبروه اله الطب والشفاء نظرا لقوة معرفته في الطب.
اتخذ زوسر منف عاصمة له
قام باستخراج النحاس والتركواز من سيناء مما أمن له ثروة ضخمة مكنته من القيام بأعمال إنشائية ضخمة.
وسع دولته جنوبا بعد أن بسط نفوذه على النوبيين ومد حدود البلاد إلى ما بعد الشلال الأول.
كان زوسر أول فرعون يرسل حملات إلى وادي المغارة في سيناء لاستخراج النحاس والفيروز. 
وتوجد لوحة منقوشة لزوسر في هذا الوادي تبينه يضرب أحد الأعداء في الصورة المعروفة للملك مينا والتي داوم عليها قدماء المصريين ورسموها لكل ملك على المعابد على مر العصور . 
في لوحة زوسر تظهر إلهة وخلفها يظهر شخص يميزه كتابة هيروغليفية بأنه "عنخ إن-إيتي" ، إي "مدير الصحراء" ورئيس البعثة. 
ومع ان التاريخ يذكر بعثات مصرية قديمة ونشاطات إلى سيناء من عصر ما قبل الاسرات ، إلا أنه يبدو أنه في عصر الاسرتين الثانية والثالثة أصبحت هناك إدارة خاصة لتلك المناطق في البلاط الملكي. .
خلال حكم الفرعون زوسر حظيت عبادة الشمس باهتمام كبير تماشت مع المنزلة العالية المقترنة بفرعون . 
فمنذ عهد الأسرة الأولى على الأقل ظهر وصف فرعون بأنه الحورس الحي "تحت الشمس" ، مقترنا بتعبير "نبو" أي الذهب . 
ولكن في عهد الفرعون زوسر أصبح القب الملكي "حورس الحي على الأرض" ، أي جعل الملك في مرتبة الشمس . 
تظهر تلك المقارنة أيضا في بناء الأهرامات التي كبرت أحجامها في عهد زوسر. ويبين بناء هرم زوسر المدرج الفلسفة الجديدة 
وهي تصميم جديد كبير يبقى أزليا ويرفع الملك إلى منزلة أبدية مثل الشمس. وقام زوسر بإنشاء مقبرته داخل الهرم مستغنيا بذلك عن مقبرته التي كان من المفروض بنائها في أبيدوس (في جنوب مصر) مثل أسلافه ، وأصبحت مقبرته في سقارة. 
يدعم ذلك أيضا انتشار عبادة الشمس وبدء بناء بهو المقبرة بأعمدة من الحجر بدلا من بنائها من الخشب والمعدن .
 فقد اتخذت مقبرة الملك مساحة هائلة تضم الهرم والعديد من بهوات الأعمدة والسراديب وإحاطتها بسور حجري . 
ويقرن العديد من علماء الآثار ، مثل" يوخيم كال" و"ستيفن كرك" و"ولفجانج هيلك" إلى اقتران ذلك بإدخال اللقب الذهبي من زوسر الذي يرفعه إلى منزلة إلهية تساويه بإله الشمس .
ويعتقد كل من "كال" و"كيرك" أن انخاذ لقب حورس الذهبي غير من الفكر الديني أيام زوسر وطوره عبر العصور التالية ، مما جعل جميع الفراعنة الذين أتوا بعد زوسر ان يتخذوا لقب حورس الذهبي من بعده.
بنى زوسر هرم سقارة المدرج على مسافة ميل من جرف سقارة ليبتعد عن باقي المقابر، وأشرف على البناء وزيره امحتب، يتكون الهرم من ست مصاطب غير متساوية وبارتفاع يبلغ 63 متر ومكسو بحجر جيري أبيض.
 أما من الداخل فيتكون من شبكة ممرات ودهاليز . 
أما غرفة دفن الملك فبنيت من الجرانيت والرخام.
هذا التمثال الكامل لزوسر عثر عليه في حجرة ضيقة والتي تعرف باسم السرداب، وتقع شمال شرق المجموعة الجنائزية للملك زوسر بسقارة .
 وهذا التمثال أقدم ما عرف من التماثيل بالحجم الطبيعي في مصر
وهو يمثل الملك زوسر جالسا على العرش ، وقد غطى جسده رداء احتفالي وكان التمثال بأسره مكسوا بطبقة من ملاط أبيض ثم لون .
 أما العينان الغائرتان فكانتا يوما ما مرصعتين .
 ويتخذ الملك شعرا مستعارا أسودا يعلوه لباس الرأس الملكي المعروف باسم "النمس " ، فضلا عن اللحية المستعارة الشعائرية.
 وقد نقش السطح الأمامي من القاعدة بنص هيروغليفي دقيق ينطق عن أسماء وألقاب ملك مصر العليا والسفلى نيثر خت.
أحد أهم الشخصيات التي عاصرت عهد الفرعون زوسر كان الطبيب المهندس إمحتب . عمل إمحتب وزيرا وستشارا للملك زوسر ، فكان "رئيسا للبلاط الملكي " و" مدير أعمال منشآت الملك" .
 كان أمحتب ناظرا على أعمال منشآت زوسر وكذلك منشآت الملك سخم خت. وربما كان معنيا في "بردية وستكار" تحت رواية "خوفو" والساحر.
 ولكن مقدمة البردية وجدت في حالة سيئة فلم يستطع العثور على اسم أمحتب.
وتذكر وجدت في بردية في معبد تبتونس ترجع إلى القرن الثاني قبل الميلاد ، تقص قصة مكتوبة الخط بالديموطي عن زوسر وإمحتب.
 وكان إمحتب في عصر زوسر من الشخصيات الهامة حتى أنه كان يذكر على تماثيل الفرعون زوسر التي كانت تقام في سقارة.
و وصل تقدير المصريين القدماء لشخص المهندس "إيموحتب" أن تم تقديسه في عصور لاحقة حتى وصل إلى مرتبة الآلهة وهو ما يظهر واضحا في نقوش معبد الإله سوبك في مدينة كوم إمبو بالقرب من أسوان، حيث تمت عبادته كإله للطب كما هو مسجل خلف قدس أقداس معبد كوم إمبو.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق