رشيد ثابتي
وهو المايسترو الحقيقي وراء تأميم المحروقات في الجزائر، هذا الرجل الذي استطاع اختراق قصر الاليليزيه في باريس وتجنيد سكرتيرة برونيه رئيس الوفد الفرنسي والمدير العام للشؤون الاقتصادية والمالية في وزارة الخارجية الفرنسية آنذاك.
ولد رشيد في 27 مايو عام 1930 بمدينة قسنطينة في شرق الجزائر وفيها عاش طفولته الأولى، سافر إلى فرنسا واستقر هناك للدراسة، حيث تحصل على شهادة البالكوريا، ثم شهادة الليسانس من جامعة باريس في شعبة الحقوق
وكان إلى جانب ذلك يمارس رياضة الملاكمة التي أحرز بها لقب بطولة فرنسا للجامعيين
وكان أيضا يناضل سياسيا لصالح حزب جبهة التحرير الوطني
بعد استقلال الجزائر اشتغل سكرتيرا للسفارة الجزائرية بباريس مع السفير موساوي. وكان رشيد ثابتي
منذ صغره يثير الانتباه إليه بفضل شخصيته غير العادية وجاذبيته الطاغية
بالإضافة إلى امتلاكه مجموعة من المواهب والمميزات قلما تجتمع عند شخص واحد، فعندما كان في سن 24 كان إضافة لممارسته الملاكمة ودراسته الجامعية
يمارس التمثيل والمخاطرة ويجيد الحديث بخمس لغات هي
العربية
الإنجليزية
الألمانية
الإسبانية
الفرنسية
كما كان شديد الأناقة ويملك فتوة طاغية مما جعله محل أداء لوحات اشهارية بالتلفزيون الفرنسي لصالح العديد من الشركات، وزيادة على ذلك كان يمارس الفروسية و المبارزة بالسيف والسباحة، كما لعب أدوارا ثانوية في أفلام تلفزيونية وسينمائية فرنسية.
كل هذه المميزات سهلت عليه اللجوء إلى أرقى الصالونات الباريسية
التي تتردد عليها شخصيات فرنسية وعالمية شهيرة
ومنهم الرياضيين والسياسيين والوزراء وأعضاء الحكومة
كذلك الفنانين الكبار والعلماء ذوي الصيت الواسع.
نتيجة لكل هذه المميزات
والجو المتفرد التي كان يتمتع بها الرجل رأت المخابرات الجزائرية
أن تزرعه كعميل لها بهدف الحصول على معلومات بشأن المفاوضات التي ستخوضها مع الجانب الفرنسي
ومن هنا فقد كلفته بمهمة الإيقاع بسكرتيرة رئيس الوفد الفرنسي والمدير العام للشؤون الاقتصادية والمالية في وزارة الخارجية وتمكن البطل في ظرف قياسي من كسب ود السكرتيرة الشقراءوتجنيدها لصالحه ومن ثم الحصول على المعلومات والملفات التي تحتاجها قيادته في المخابرات
كان الطرف الفرنسي في كل مرة يتعجّب من سرعة بديهة وذكاء المفاوض الجزائري المزود طبعا بكل محتويات التقارير التي يتوصل إليها الفرنسيون بعد اجتماعاتهم وتسلمها السكرتيرة العاشقة إلى رشيد والذي بدوره يسلمها إلى المخابرات الجزائرية
التي تطلع عليها من أجل معرفة نوايا الوفد المفاوض ومقاصده البعيدة.
استمرت هذه العلاقة العاطفية المفبركة التي استثمرتها المخابرات الجزائرية إلى آخر لحظة
حيث واصل اختراقه لأسوار قصر الإيليزيه
ولعبّ من هذا الفضاء السياسي المحكم الإغلاق
الكثير من الأسرار الخفية
كما واصل التردّد على كبرى الصالونات.
توفي في جويلية من عام 2009 على فراش المرض وحيدا رفقة زوجته وابنه فقط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق