الخميس، 6 ديسمبر 2018

أبو البركات هبة الله بن علي بن ملكا البغدادي-6

في كتاب ابن ملَكا (المعتبر في الحكمة) نصوص هامة تختص بحركة الأجسام، ومنها:
==============================================
أنواع الحركة:
يشير ابن ملكا إلى نوعين من الحركة، هما الحركة الطبيعية والحركة القسرية، حيث يقول: "... فإن الحركة أما طبيعية وإما قسرية، والقسرية يتقدمها الطبيعية، لأن المقسور إنما هو مقسور عن طبعه إلى طبع قاسره، فإذا لم يكن حركة بالطبع لم يكن حركة بالقسر، والطبيعية إنما تكون عن مباين بالطبع إلى مناسب بالطبع، أو إلى مناسب أنسب من مناسب..".
 يقول د. علي الدفاع "يقصد ابن ملَكا بالحركة الطبيعية حركة الجسم تحت تأثيره قوة الجاذبية الأرضية، حيث أن الجسم يسعى في طلب وضعه الطبيعي عند مركز الأرض، ومن ثم جاءت تسمية هذا النوع من الحركات عن تعريض الجسم لمحرك خارجي يجبره على تغيير مكانه أو وضعه، مثال ذلك رمي السهم أو الحربة أو الحجر". 
ويؤكد ابن ملَكا هذه المعاني في موضع آخر من كتابه فيقول: "فبهذا يعلم أن لكل جسم طبيعي حيزاً طبيعياً، فيه يكون بالطبع، وإليه يتحرك إذا أزيل عنه، وهذا الحيز ليس هو للجسم بجسميته التي لا يخالف بها غيره من الأجسام
 بل بصفة خاصة به هي طبيعية فقوة أو صورة خاصة بذلك الجسم، خصته بذلك الحيّز، وحركته إليه، فتلك الطبيعة الخاصة في ذلك الجسم مبدأ حركة بالطبع وسكون بالطبع، والتحريك النقلي المكاني إنما يكون عنها بعد سبب طارئ يخرج الجسم عن حيزه الطبيعي، فتحركه هي إليه". 
يوضح ابن ملكا في هذا النص سمات الحركتين الطبيعية والقسرية
 كما أنه يشير إلى وجود خاصية مدافعة الجسم عن بقائه على حاله
 وهي بعض معاني القانون الأول للحركة، أو على وجه أصح قانون ابن سينا في الحركة والسكون.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق