الخميس، 19 أبريل 2018

الشراع الشمسي

 هو تطور غير مسبوق وجذري في مفهوم الصعود إلى الفضاء، إذا يعتمد على فكرة مقاومة الجاذبية الأرضية من خلال الاستفادة من أشعة الشمس الرقيقة، وتعتمد الفكرة على عكس فوتونات الضوء الساقطة على ألواح خاصة، الأمر الذي يولد حركة في هذا اللوح حسب قانون نيوتن الثالث في الاتجاه المعاكس. والأبحاث والتجارب ما تزال مستمرة لتطوير التقنية التي قد يقدر لها أن تغير جميع مفاهيمنا الحالية عن الطيران والفضاء.
يبدو أن المراكب الفضائية مشرفة على تطور جذري غير مسبوق فبينما ظلت المحركات الصاروخية الوسيلة الوحيدة للصعود إلى الفضاء، تلوح في آفاق الابتكار العلمي وسيلة لطيفة لمقاومة قوى الجاذبية الأرضية العتيدة بأشعة الشمس الرقيقة وتعتبر أولى هذة التطبيقات المركبة الفضائية كوزمس 1 التي اطلقت من غواصة روسية معلنة بدء عصر «الشراع الشمسي».
ومن المحتمل أن تتفوق مركبات الأشرعة الشمسية على الطيران بدفع الصواريخ يوما ما خاصة في الرحلات الطويلة لأنها تستمد طاقتها من مصدر لا ينفد ألا وهو ضوء الشمس.
الضوء يتألف من حزم من الطاقة بالغة الصغر تسمى الفوتونات والشراع الشمسي يعكس هذه الفوتونات ويدفعها بذلك إلى الخلف ولأن لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومعاكس له في الاتجاه فكلما انعكس فوتون دفع بدوره المركبة الفضائية ذات الشراع الشمسي في الاتجاه المعاكس مما يؤدي إلى زيادة سرعتها تدريجيا نحو الفضاء الخارجي ويكمن هدف رحلة كوزمس 1 في استعراض أثر ضوء الشمس على مسار أية مركبة فضائية ولن ينظر إلى المسافة التي تقطعها كوزمس 1 كمعيار للنجاح وإنما إلى مقدار تعديل الشمس لمسار المركبة الفضائية
وعلى جانب آخر تقوم إحدى الشركات الأمريكية حاليا بالإعداد لإطلاق شراع شمسي ضخم أطلقت عليه اسم مركبة فضاء الإنسانية الأولى لينتقل بفعل ضوء الشمس إلى فضاء النجوم الواقعة خارج نطاق المجموعة الشمسية محملا برسائل أو صور أو حتى عينات حمض نووي DNA من أي شخص على الأرض يرغب في ذلك ومستعد لسداد الرسوم المطلوبة حتى إذا وجد هذا الشراع الشمسي مخلوقات في أي مكان آخر ضمن المجرة اطلعوا على هذه الرسائل التي تمثل الجنس البشري بأكمله
تكمن مشكلة مركبات الأشرعة الشمسية في التمويل ففي كل من المركبتين الشمسيتين الروسية والأمريكية يتولى التمويل أشخاص أو شركات خاصة حيث تشترك في تمويل المركبة الروسية إحدى جمعيات استكشاف الفضاء وشركة خاصة ترأسها أرملة عالم الفضاء الراحل كارل ساجان بينما تسعى الشركة الأمريكية في تمويل مركبة فضاءالإنسانية الأولى من خلال تحصيل رسوم من راغبي إرسال الرسائل البشرية على متنها وعلى ذلك فلا يرجى لتقنية الشراع الشمسي الازدهار ما لم تتحول الهيئات الرسمية عن موقف المتفرج المهتم الذي تتخذه حاليا وربما ساعدت مركبة الفضاءالإنسانية الأولى في كسر حاجز التخوف من المخاطرة لدى مثل هذه الهيئات إذا نجحت بالفعل في الخروج من نطاق المجموعة الشمسية.
أطلق معهد علوم الفضاء الياباني شراعا شمسيا يعتبر الأول من نوعه في العالم، للتحليق في الفضاء الخارجي لمسافات بعيدة والوصول إلى أعماق الكون نحو الكواكب الأخرى بزمن قياسي، اعتمادا على مبدأعكس أشعة الشمس. وأطلق المعهد يوم الاثنين20-6-2005 بنجاح صاروخا نصب على متنه شراعان شمسيان عاكسان لأشعة الشمس، مما يسهل اندفاعهما وازدياد سرعتهما مع الزمن.
وتمكن العلماء اليابانيون من تطوير مواد خفيفة الوزن ومتينة لصنع الشراع، وصنعوا شراعين من مادة البوليميد بسمك 7.5 ميكرون (الميكرون جزء من الألف من الملليمتر). ونشر الشراع الأول الذي يماثل شكله زهرة البرسيم بأربعة مقاطع، بعد وصول الصاروخ الحامل لهما إلى ارتفاع 150 كلم عن سطح الأرض، ثم نشر الشراع الثاني، الذي يماثل الأول وله ستة مقاطع، على ارتفاع 170 كلم مندفعا
تجدر الإشارة إلى ان منظمة «بلانيتري سوسييتي» (جمعية الكواكب) الأميركية الخاصة، تتطلع لاختبار أول شراع شمسي اسمه «كوسموس 1» يصنعه لها معهد أبحاث بابكين الروسي. وكان أول اختبار لشراع شمسي لنفس المنظمة قد فشل عام 2001


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق