الاثنين، 20 أغسطس 2018

حضارة الإنكا(34)

اتخذ شعب الإنكا مدينة قوسقو التي تقع جنوب شرق البيرو عاصمة لإمبراطوريتهم العظيمة، وبقيت فيها آثارهم شاهد حي على التطور والتقدم الذي وصلوا إليه في شتى مجالات الحياة خاصة في العمارة، وبذلك تُعتبر هذه المدينة المركز الذي تُحفظ فيه هذه الآثار إلى الآن.
وأشهر ما بقي من آثار الإنكا
 الساكساي أوامان المعبد الذي بدأ إنشاؤه في عهد باتشاكوتي الحاكم الأول لإمبراطورية الإنكا في القرن الخامس عشر ميلادي
 المثال الحقيقي للإبداع والإتقان
 وحتى بقاياها لا تزال محتفظة برونقها ليومنا هذا. 
أما التسمية بلغة الكيتشوا 
لغة الإنكا القديمة- : 
 فهي كلمة تتكون من شقّين، الأول  الإشباع والرضى، والآخر الصقر. 
ويُقصد بذلك المكان حيث يشعر الصقر بالشبع والرخاء.
وفي الواقع، فإن هذا المكان الأثري هو بمثابة المعبد والقلعة في آن واحد، حيث ذكرت بعض المصادر التاريخية أنها سُمّيت "بالقلعة الاحتفالية"، إذ كانت خاصة بإقامة المراسم والاحتفالات والطقوس الدينية والمدنية لشعب الإنكا.
وإلى جانب كوزكو، نذكر مدن أخرى من البيرو احتضنت آثار الإنكا مثل مدينة البيساك  ومدينة أويانتايتامبو  و مدينة ماتشو بيتشو 
 مدينة البيساك
===========
 فتقع في محافظة كالكا، وأما مدينة أويانتايتامبو فتقع في محافظة أوروبامبا، وكلاهما يقع ضمن ما يسمى "الوادي المقدّس" الذي يصب فيه العديد من الأنهار ويضم هو بدوره مواقع أثرية كثيرة لما يمتاز به من تربة خصبة ومناخ مساعد.
مدينة ماتشو بيتشو 
=============
أو كما تُلقب "بالقلعة الضائعة" فهي تقع في محافظة أوروبامبا، وتعني بلغة الإنكا "قمة الجبل القديم".
 تم اكتشافها عام 1911 من قِبل الأمريكي هيرام بينغهام.
 ومن الجدير بالذكر أنه تم العثور على هذه المدينة البديعة بالصدفة، حيث كان المستكشف في رحلةٍ للبحث عن آثار شعب الإنكا حين ظهرت له مدينة ماتشو بيتشو المخبأة وسحرَته بروعتها، فهي شامخة بين قمتين جبليتين على ارتفاع ما يُقارب 2400 متر
 الأولى سُميت (القمة القديمة)
الأخرى سميت (القمة الحديثة أو الشابة)
 وهي محاطة بالغابات الكثيفة وكأنّ أهلها عَمدوا إلى إخفائها وتكريسها لتكون المزار الذي يقدّمون فيه القرابين
 كما ارتأى بعض علماء الآثار، حيث وجدوا أن بقايا العظام والجماجم معظمها للنساء، وكما تقول الأساطير فإن الإنكا كانوا يعتقدون أن النساء هن بنات الشمس
لذلك كانوا يقدمونهن كقرابين لنيل رضى الآلهة.
ليس هذا فحسب، وإنما جعلوا في المدينة 
القصور الفخمة
الأبراج العسكرية
أبراج المراقبة
 الحدائق
 كما أنشأوا برك للاستحمام
 وقنوات الري
وغيرها من الأمور التي أذهلت العالم أجمع وغيّرت آراءهم حول هذا الشعب العظيم الذي عُدّ لسنوات طويلة شعب بدائي، متأخر فكريا وحضاريا
فظهرت هذه الآثار لتبّرئهم من كل تلك الاتهامات الموجهة نحوهم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق