الأحد، 20 مايو 2018

علاج الأمراض النفسية والعقلية-2


أ – إزالة التحسس:
إن المريض الذي يصاب بالرهاب والهلع أو القلق عندما يجد نفسه أمام شيء مزعج ، قد يفيد أن يدرب ويساعد ليصل لحالة من الاسترخاء والهدوء ، حتى بوجود هذا الشيء المزعج ... وكل ذلك عن طريق تعريض المريض بشكل تدريجي متأني ، للإقتراب شيئا فشيئا من هذا الأمر المخيف أو المزعج ، والذي قد يكون قطة ، أو مصعدا كهربائيا ...
وقد نبدأ في البداية بمجرد عرض صورة لقطة ، ومن خلال جلسات العلاج هذه يصل المريض في نهاية المطاف إلى مداعبة القطة دون قلق أو خوف ، وبذلك يغي موقفه من القطط بشكل عام .
ب – الغمر  :
وهو عبارة عن وضع المريض وجها لوجه أمام ما يخافه أو يحذره كالقطة مثلا ، وذلك بعد أخذ موافقته طبعا على هذه النوعية من العلاج...
ففي البداية سيشعر المريض بالاضطراب والقلق ، ولكن من خلال تكرار هذا الأمر ، سيتعلم أن الأمر ليس مخيفا بالدرجة التي كان يتصورها ، وذلك عندما يلاحظ أنه لم يصب بكارثة نتيجة هذه المواجهة وهذا القرب مما يخاف ...
وتكرار هذه العمليات على عدة جلسات ، ويعلم المريض خلالها طرائق الاسترخاء حتى لا يعود يضطرب لوجود الشيء الذي كان يتجنبه .
ج – القدوة  :
حيث يقوم المعالج بممارسة السلوك المطلوب تعلمه ، وفي نفس الوقت ينظر المريض ، ويحاول أن يقلد المعالج .. وهنا يقوم المعالج بدور القدوة ، ويتعلم المريض من خلال ذلك أن هذا السلوك – ملاعبة القطة مثلا – ليس بالأمر المخيف أو الخطير .
د – التهيئة الشرطية :
وهو الأسلوب الذي يستعمل من خلال تعزيز ومكافئة المريض عندما يقوم بنهج السلوك " الصحيح " ، الذي يقربه من السلوك المطلوب تعلمه ، مع إهمال وغض النظر عن السلوك غير المرغوب .
ويكرر هذا الأمر حتى يألف الإنسان هذا السلوك المطلوب .. وتستعمل هذه العلاج كثيرا مع المرضى المزمنين في المستشفيات النفسية ، وكذلك في تقويم سلوك الأطفال ... فكلما قام الإنسان مثلا بتنظيف نفسه أو ترتيب غرفته ، تلقى مكافئة .
هـ - العلاج المنفر :
حيث نقرن في هذا العلاج بين السلوك غير المرغوب فيه مع بعض الظروف المزعجة . فالمريض الذي يدمن على المخدرات ، يعطى مادة مثيرة للغثيان والقيء مع المخدر الذي يدمن عليه ، وبذلك يقترن في حسه هذا المخدر مع الغثيان ، مما يضعف من رغبة المريض في تعاطي هذا المخدر ...
وكذلك في بعض الانحرافات السلوكية ، يقرن السلوك المنحرف مع أمر مزعج كتيار كهربائي خفيف ، وبذلك تصبح رغبة المصاب في هذا السلوك المنحرف أقل من السابق .
2 – التدريب على المهارات الاجتماعية  :
وتستعمل هذه مع الذين لديهم ضعف في ثقتهم بأنفسهم ، وفي قدرتهم على إقامة العلاقات الاجتماعية الطبيعية مع الآخرين ، سواء من الذين يعانون القلق أو الرهاب ، أو حتى الذين لديهم اضطراب بالشخصية .
ويحدد المعالج للمريض السلوك المرغوب في تعلمه ، ثم يطلب منه القيام بذلك السلوك عدة مرات مع المعالج أو غيره ...
ويقوم المعالج بإعطاء أمثلة تطبيقية ، وعلى المريض ، أن يقلدها ويتعلم منها .... وفي أحيان أخرى تفيد مشاهدة فيلم مسجل يوضح السلوك المرغوب في تعلمه ...
3 – العلاج المعرفي  :
وهو يقوم على فرضية أن سلوك الإنسان ومشاعره وعواطفه تتحدد من خلال نظرته وأفكاره - المتشائمة - عن الأحداث التي يتعرض لها ...
ويطلب المعالج من المريض ، مراقبة وتسجيل هذه الأنواع السلبية من الأفكار والمواقف ، ومن ثم يقوم المعالج ، باقتراح أفكار أخرى بديلة ، وأكثر إيجابية ...
ومن خلال تكرار لفت نظر المريض إلى أفكاره السلبية واقتراح البدائل الإيجابية يبدأ بالانتباه إلى أن هذه الأخطاء مجرد أخطاء بحجمها الواقعي ، وذلك من خلال تدريبات متدرجة يطلبها منه الطبيب المعالج .
4 – المشاورة  :
وهي نوع من المساعدة النفسية – العلاج النفسي الفردي - إلى المريض ليقوم بدوره بمساعده نفسه ، والوصول إلى هذا الهدف يناقش المريض مع طبيبه مشاكله ، فيرشده للنظر الموضوعي إلى بعض الجوانب الهامة في حياته .. ويقوم المريض أيضا بتفحص مشاعره وأفكاره وأعماله للتعرف عليها عن قرب ، دون توجيه مباشر من المعالج الذي يحاول أن يتيح المجال للمريض ليكتشف الأمور بنفسه
ويؤكد هذا النوع من العلاج على البحث عن الأسباب أكثر من تأكيده على التأهيل وإعادة التدريب .
ومن العناصر الأساسية للمشاورة هي العلاقة الجيدة التي تنشأ بين المعالج والمريض ، بحيث يشعر المريض بالارتياح والثقة بالحديث عن نفسه ومشاعره ليتحدث المريض حتى عن الأمور التي كان يجد حرجا بالحديث عنها في بداية العلاج ..
إن هناك الكثيرين القادرين على تقديم المشاورة ، ومنهم الباحث الاجتماعي والممرض وطبيب الأسرة أو طبيب المستشفى ، وكذلك الأخصائي النفسي .
5 – العلاج النفسي الداعم  :
هو علاج يعامل الجزء السليم من الشخصية وينميه ويدعمه ، ويترك الجزء المريض تتناوله الأدوية وغيرها من طرق العلاج حتى يختفي بالتدريج ...
وهو عبارة عن إعطاء المريض ، التشجيع ، والتأييد ، والمشاركة العاطفية والوجدانية ...
وتأتي المساعدة من العلاج بشكل اقتراحات حول تغيير بعض المواقف والسلوك ، والتي يمكن أن يتبناها المريض في جوانب حياته ، فيحاول المعالج أن يساعد المريض ، حتى يستفيد من إمكاناته ، ومواهبه وقدراته الخاصة ، للوصول إلى حل معقول للمشكلة ، ويمكن أن تمتد جلسة العلاج من (30 – 60 ) دقيقة ، وتجرى ( 1 – 3 مرات ) في الأسبوع .
ويستعمل هذا العلاج عادة إما بمفردها ، أو بالمشاركة غيرها من العلاجات الأخرى ، الدوائية أو السلوكية أو النفسية ، كحالات القلق ، وحالات الاكتئاب التفاعلي ، والهستيريا ، وحالات الفصام التي تعالج بالأدوية ، والعقاقير والصدمات ، ومشكلات الشباب وغيرها من المشكلات والأزمات العابرة في مراحل الانتقال المختلفة في حياة المريض ، وحالات عقدة الذنب ، وحالات الاضطرابات الجسمية المرتبطة بالعاهات الجسمية .
6 – العلاج العائلي الأسري .
وهو علاج يستخدم عدة طرق من العلاجات النفسية ، وهو ينظر للمريض كعضو في شبكة من العلاقات الاجتماعية في نطاق الأسرة
ويهتم المعالج بالمريض بأنه يعيش وسط الجو العائلي الأسري بسلبياته وإيجابياته ، ويهتم بعلاج الصعوبات والصراعات وليس مجرد إلقاء اللوم على أحد .
ويمكن استخدام كل طرق العلاجات النفسية وأساليبها كالتحليل النفسي أو العلاجات السلوكية أو المعرفية ...
ويمكن أن يستعمل العلاج الأسرية في الحالات التي يعاني فيها الأطفال والمراهقين ، أو في حالات المشكلات الزوجية .
ويقوم المعالج بتعيين أفراد الأسرة الذين يود مشاركتهم في جلسات العلاج، ويدعوهم لحضور بعض الجلسات على الأقل ، وهذا يتضمن أفراد الأسرة الذين مازالوا يعيشون مع المريض أو حتى الإخوة والأخوات أو بعض الأقارب الذين انتقلوا إلى سكن آخر ..
ويقوم المعالج أيضا منذ بداية العلاج بتحديد عدد الجلسات المطلوبة بشكل تقريبي ، والتي يمكن أن تعقد في المستشفى أو العيادة أو منزل المريض ، وتكون الجلسة عادة أسبوعية أو كل ( 3 – 4 ) أسابيع
وفي بعض الأحيان قد يشترك معالجان معا ، بحيث يديران جلسات العلاج بالتناوب ، بينما يقوم المعالج الآخر بمراقبة سير الجلسة ... وقد تسجل الجلسات أحيانا على الأشرطة البصرية ( الفيديو ) بعد أخذ الإذن من الأسرة .. ويقوم المعالج بمشاهدة تفصيلات الجلسات العلاجية لفهم أفضل للمشكلة وللأسرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق