كان سقوط النقطة القوية الإسرائيلية عند الكيلو متر 19 (الحصن الإسرائيلي لاهتزانيت) في الساعة الثالثة والنصف مساء يوم 6 أكتوبر في أيدي قوات اللواء 30 مشاة مستقل، أي بعد حوالي ساعة واحدة فقط من بدء مرحلة العمليات لاقتحام هذا الحصن، يعد زمنا قياسيا على مستوى الجبهة بأكملها، ومثالا ناجحا للتخطيط الجيد والتنفيذ السليم للخطة الموضوعة.
واستكمالا لدراستنا لهذه المعركة، سوف نوضح أهم العوامل التي أدت إلى نجاحها بهذه الصورة الفريدة في نوعها، وذلك في النقاط التالية:
1 – عزل الحصن الإسرائيلي من جميع الجهات قبل بدء الهجوم الرئيسي ضده. وقد تم ذلك بوصول مجموعات القطع إلى مواقعها المحددة في الشمال والجنوب والشرق بنجاح، مما أتاح الفرصة لكتيبة المشاة المخصصة كقوة اقتحام رئيسية بتنفيذ مهتمها وفقا للخطة الموضوعة دون تدخل من أي قوة إسرائيلية من احتياطي القوات الإسرائيلية في العمق، علاوة على انهيار معنويات حامية الحصن عقب اكتشافها ان الحصن محاصر من جميع الجهات.
2 – السرعة التي أمكن بها لمجموعة القطع الشرقية الوصول إلى المصطبة التي اعدها القوات الإسرائيلية من قبل كخط صد ورفع العلم المصري عليها – قبل بدء الهجوم الرئيسي على الحصن – رغم وقوعها في منطقة سبخية محدودة المحاور، وذلك بسبب توافر اللياقة وقوة التحمل لدى أفراد المجموعة.
3 – الإصرار على تنفيذ المهمة مهما كانت التضحيات. وقد أدى اندفاع القادة الصغار من الضباط أمام أفراد وحداتهم الفرعية إلى تقوية عزيمتهم ومضاعفة جهدهم، وفي نفس الوقت إلى احكام سيطرة القادة على جنودهم.
4 – استخدام قاذفات اللهب الفردية بجرأة، واطلاق قذفات اللهب على مداخل الدشم والملاجئ أدى إلى بعث الرعب في نفوس الإسرائيليين في الداخل ودفعهم إلى سرعة التسليم.
5 – قطع جميع وسائل الاتصال بين الحصن وقيادته في العمق عن طريق قطع الأسلاك الكهربائية والخطوط السلكية للأجهزة الهاتفقية وهوائيات الأجهزة اللاسلكية، مما أدى إلى احساس أفراد الحصن بالعزلة، وبث في نفوسهم اليأس من امكان وصول أي نجدات إليهم، وبالتالي انهيار الروح المعنوية.
6 – كان لتدمير جهاز التلسكوب الرئيسي في الحصن الذي يكشف جميع تحركات القوات المصرية على الضفة الغربية، بواسطة أسلحة الضرب المباشر في اللحظات الأولى من المعركة، أثره الواضح في تمكن قوة الاقتحام من عبور القناة على مواجهة الحصن من غرب القناة إلى الشرق دون أي تدخل من القوات الإسرائيلية.
7 – أثبتت الأسلحة الخفيفة المضادة للدبابات وبخاصة القاذف (أر بي جي -7) أنها من أقوى الأسلحة وأشدها فعالية وفتكا ضد دبابات القوات الإسرائيلية على المسافات القريبة، خاصة إذا كانت تستخدم بواسطة أفراد يتصفون بالجرأة وقوة الايمان.
هذا، وفي الوقت الذي كانت فيه معركة الكيلو متر 19 دائرة على أشدها بين كتيبة مشاة من اللواء 30 مشاة مستقل وحامية الحصن الإسرائيلي، كان اللواء 135 مشاة مستقل وأسلحة دعمه بقيادة العميد أ. ح محمد صلاح الدين عبد الحليم والمتمركز في القطاع الفرعي بورفؤاد، يقوم بتنفيذ المهمة التي تم اسنادها اليه، وهي الهجوم على النقطة القوية الإسرائيلية عند الكيلو متر 10 شرق القناة (الاسم الكودي لدى الإسرائيليين أوركال من حصون خط بارليف)، وفي نفس الوقت الهجوم على النقطة القوية الإسرائيلية شرق بورفؤاد على طريق لسان رمانة (الاسم الكودي لدى الإسرائيليين بودابست من حصون خط بارليف)، وذلك بالتعاون مع القوات البحرية والقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي مع تأمين قطاع بورفؤاد الفرعي ضد أي عمليات ابرار سواء من ناحية البحر أو الجو.
وكانت الخطة التي وضعت تقضي باستغلال ضربة الطيران التي كان من ضمن أهدافها قصف حصن بوادبست شرق بورفؤاد، وكذا التمهيد النيراني للمدفعية الذي كان محددا له 53 دقيقة، لمهاجمة النقطتين القويتين الاسرائيليتين عند الكيلو متر 10 وعلى طريق لسان رمانة شرق مدينة بورفؤاد في توقيت واحد وفقا للطريقة التالية:
1 – تقوم كتيبة مدعمة من اللواء 135 مشاة مستقل بمهاجمة النقطة القوية شرق بورفؤاد (حصن بودابست) من اتجاه الغرب، بالاشتراك مع ابرار بحري بقوة سرية صاعقة (من المجموعة 128 صاعقة) يتم ابرارها بحرا في المنطقة التي تبعد كيلو مترا واحدا شرق موقع القوات الإسرائيلية، وتقوم بالهجوم على الحصن الإسرائيلي من اتجاه الشرق، في عملية منسقة بين القوتين تحت ستر نيران المدفعية بهدف تدمير قوة القوات الإسرائيلية البشرية وأسلحته ومعداته والاستيلاء على الحصن الإسرائيلي ، مع الاستعداد لصد وتدمير احتياطيات القوات الإسرائيلية التي تحاول نجدة الحصن أو استرداده.
2 - في نفس التوقيت، تقوم كتيبة مدعمة أخرى من اللواء 135 مشاة، بمهاجمة نقطة القوات الإسرائيلية القوية عند الكيلو متر 10 (حصن أوركال) من اتجاهي الشمال والغرب بهدف تدمير قوة القوات الإسرائيلية البشرية وأسلحته ومعداته والاستيلاء على الحصن الإسرائيلي، مع الاستعداد لصد وتدمير احتياطيات القوات الإسرائيلية التي تحاول نجدة الحصن أو استرداده.
يتم الاستيلاء على النقطتين القويتين قبل أول ضوء يوم 7 أكتوبر، ويكون اللواء 135 مشاة مستقل مسئولا عن تأمين المنطقة من كوبري البيلي شرق قطع مدينة بورفؤاد حتى الكيلو متر 14 شرق القناة، ويكون اللواء 135 مشاة مستعدا بعد ذلك لتطوير الهجوم على الشريط الساحلي في اتجاه رمانة بقوة كتيبة مشاة مدعمة باوامر من قائد الجيش الثاني بعد وفقة تعبوية أو بدون وقفة تعبوية. وتم تخصيص فوج مدفعية متوسطة من عيار 130 مم لمعاونة اللواء 135 مشاة في العمليات التي أسند اليه تنفيذها.
واستكمالا لدراستنا لهذه المعركة، سوف نوضح أهم العوامل التي أدت إلى نجاحها بهذه الصورة الفريدة في نوعها، وذلك في النقاط التالية:
1 – عزل الحصن الإسرائيلي من جميع الجهات قبل بدء الهجوم الرئيسي ضده. وقد تم ذلك بوصول مجموعات القطع إلى مواقعها المحددة في الشمال والجنوب والشرق بنجاح، مما أتاح الفرصة لكتيبة المشاة المخصصة كقوة اقتحام رئيسية بتنفيذ مهتمها وفقا للخطة الموضوعة دون تدخل من أي قوة إسرائيلية من احتياطي القوات الإسرائيلية في العمق، علاوة على انهيار معنويات حامية الحصن عقب اكتشافها ان الحصن محاصر من جميع الجهات.
2 – السرعة التي أمكن بها لمجموعة القطع الشرقية الوصول إلى المصطبة التي اعدها القوات الإسرائيلية من قبل كخط صد ورفع العلم المصري عليها – قبل بدء الهجوم الرئيسي على الحصن – رغم وقوعها في منطقة سبخية محدودة المحاور، وذلك بسبب توافر اللياقة وقوة التحمل لدى أفراد المجموعة.
3 – الإصرار على تنفيذ المهمة مهما كانت التضحيات. وقد أدى اندفاع القادة الصغار من الضباط أمام أفراد وحداتهم الفرعية إلى تقوية عزيمتهم ومضاعفة جهدهم، وفي نفس الوقت إلى احكام سيطرة القادة على جنودهم.
4 – استخدام قاذفات اللهب الفردية بجرأة، واطلاق قذفات اللهب على مداخل الدشم والملاجئ أدى إلى بعث الرعب في نفوس الإسرائيليين في الداخل ودفعهم إلى سرعة التسليم.
5 – قطع جميع وسائل الاتصال بين الحصن وقيادته في العمق عن طريق قطع الأسلاك الكهربائية والخطوط السلكية للأجهزة الهاتفقية وهوائيات الأجهزة اللاسلكية، مما أدى إلى احساس أفراد الحصن بالعزلة، وبث في نفوسهم اليأس من امكان وصول أي نجدات إليهم، وبالتالي انهيار الروح المعنوية.
6 – كان لتدمير جهاز التلسكوب الرئيسي في الحصن الذي يكشف جميع تحركات القوات المصرية على الضفة الغربية، بواسطة أسلحة الضرب المباشر في اللحظات الأولى من المعركة، أثره الواضح في تمكن قوة الاقتحام من عبور القناة على مواجهة الحصن من غرب القناة إلى الشرق دون أي تدخل من القوات الإسرائيلية.
7 – أثبتت الأسلحة الخفيفة المضادة للدبابات وبخاصة القاذف (أر بي جي -7) أنها من أقوى الأسلحة وأشدها فعالية وفتكا ضد دبابات القوات الإسرائيلية على المسافات القريبة، خاصة إذا كانت تستخدم بواسطة أفراد يتصفون بالجرأة وقوة الايمان.
هذا، وفي الوقت الذي كانت فيه معركة الكيلو متر 19 دائرة على أشدها بين كتيبة مشاة من اللواء 30 مشاة مستقل وحامية الحصن الإسرائيلي، كان اللواء 135 مشاة مستقل وأسلحة دعمه بقيادة العميد أ. ح محمد صلاح الدين عبد الحليم والمتمركز في القطاع الفرعي بورفؤاد، يقوم بتنفيذ المهمة التي تم اسنادها اليه، وهي الهجوم على النقطة القوية الإسرائيلية عند الكيلو متر 10 شرق القناة (الاسم الكودي لدى الإسرائيليين أوركال من حصون خط بارليف)، وفي نفس الوقت الهجوم على النقطة القوية الإسرائيلية شرق بورفؤاد على طريق لسان رمانة (الاسم الكودي لدى الإسرائيليين بودابست من حصون خط بارليف)، وذلك بالتعاون مع القوات البحرية والقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي مع تأمين قطاع بورفؤاد الفرعي ضد أي عمليات ابرار سواء من ناحية البحر أو الجو.
وكانت الخطة التي وضعت تقضي باستغلال ضربة الطيران التي كان من ضمن أهدافها قصف حصن بوادبست شرق بورفؤاد، وكذا التمهيد النيراني للمدفعية الذي كان محددا له 53 دقيقة، لمهاجمة النقطتين القويتين الاسرائيليتين عند الكيلو متر 10 وعلى طريق لسان رمانة شرق مدينة بورفؤاد في توقيت واحد وفقا للطريقة التالية:
1 – تقوم كتيبة مدعمة من اللواء 135 مشاة مستقل بمهاجمة النقطة القوية شرق بورفؤاد (حصن بودابست) من اتجاه الغرب، بالاشتراك مع ابرار بحري بقوة سرية صاعقة (من المجموعة 128 صاعقة) يتم ابرارها بحرا في المنطقة التي تبعد كيلو مترا واحدا شرق موقع القوات الإسرائيلية، وتقوم بالهجوم على الحصن الإسرائيلي من اتجاه الشرق، في عملية منسقة بين القوتين تحت ستر نيران المدفعية بهدف تدمير قوة القوات الإسرائيلية البشرية وأسلحته ومعداته والاستيلاء على الحصن الإسرائيلي ، مع الاستعداد لصد وتدمير احتياطيات القوات الإسرائيلية التي تحاول نجدة الحصن أو استرداده.
2 - في نفس التوقيت، تقوم كتيبة مدعمة أخرى من اللواء 135 مشاة، بمهاجمة نقطة القوات الإسرائيلية القوية عند الكيلو متر 10 (حصن أوركال) من اتجاهي الشمال والغرب بهدف تدمير قوة القوات الإسرائيلية البشرية وأسلحته ومعداته والاستيلاء على الحصن الإسرائيلي، مع الاستعداد لصد وتدمير احتياطيات القوات الإسرائيلية التي تحاول نجدة الحصن أو استرداده.
يتم الاستيلاء على النقطتين القويتين قبل أول ضوء يوم 7 أكتوبر، ويكون اللواء 135 مشاة مستقل مسئولا عن تأمين المنطقة من كوبري البيلي شرق قطع مدينة بورفؤاد حتى الكيلو متر 14 شرق القناة، ويكون اللواء 135 مشاة مستعدا بعد ذلك لتطوير الهجوم على الشريط الساحلي في اتجاه رمانة بقوة كتيبة مشاة مدعمة باوامر من قائد الجيش الثاني بعد وفقة تعبوية أو بدون وقفة تعبوية. وتم تخصيص فوج مدفعية متوسطة من عيار 130 مم لمعاونة اللواء 135 مشاة في العمليات التي أسند اليه تنفيذها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق