الاثنين، 21 مايو 2018

مفهوم البنيوية


البنيوية لغة : 
اشتقّت كلمة "بنيوية " من الفعل الثلاثي (بنى ) وتعنى البناء أو الطريقة وكذلك تدّل على معنى التشييد والعمارة والكيفية التي يكون عليها البناء أو الكيفية التي شيّد بها .
ولو عدنا إلى الجذور الغربية لهذه الكلمة لوجدنا أنها مشتقة من الفعل اللاتيني "Struere" 
الذي يعني البناء والتشييد ، لذلك فكلمة البنية في معناها تحمل معنى "الكلّ " أي ترابط الأجزاء فيما بينها مما يجعلها متماسكة لذلك فأبسط تعريف للبنية هو :" أنها نظام 
–أو نسق – من المعقولية ، فليست "البنية " هي ((صورة)) الشيء أو ((هيكله ))أو ((وحدته الذاتية)) أو ((التصميم الكلّي)) الذي يربط أجزاءه فحسب ، وإنّما هي أيضا ((القانون)) الذي يفسّر تكوين الشيء ومعقوليته .
 أمّا بالنسبة إلى المعاجم الأوروبية فهي تنص على أنّ " فنّ المعمار يستخدم هذه الكلمة منذ منتصف القرن السابع عشر، ولا يبعد هذا كثيرا عن أصل الكلمة في الاستخدام العربي القديم للدّلالة على التشييد والبناء والتركيب ، وتجدّر الإشارة إلى أنّ القرآن الكريم استخدم هذا الأصل "، 
ومن أمثلة ذلك ما ورد في
 قوله تعالى :" ابنوا عليهم بنيانا " [الكهف :20] 
وقوله تعالى :" الذي جعل لكم الأرض فراشا والسّماء بناءً " [البقرة :22] .
جاءت كلمة "بنية" عند العرب كمقابل للإعراب ، ومن هنا جاءت تسميّتهم للمبني للمعلوم والمبني للمجهول ، أمّا في اللغات الأوروبية القديمة كانت تستخدم للدلالة على الشكل الذي يشيّد به المبنى ثم اتسعت لتشمل طريقة وكيفية  ترابط الأجزاء داخل نظام معيّن  .
ولذلك فإنّ "البنية" هي ما يكشف عنها التحليل الداخلي لكلّ ما والعناصر والعلاقات القائمة بينها ، ووضعها والنظام الذي تتخذه   ويكشف هذا التحليل عن كل العلاقات الجوهرية والثانوية ، معتبرا أنّ النّوع الأوّل هو الذي يكوّن بنية التي تعدّ هيكل الشيء الأساسي والتصميم الذي أقيم طبقا له ، والذي يمكن الوصول إليه واكتشافه في أشياء أخرى شبيهة "
 بمعنى أنّ البنية هي شبكة علائقية متّحدة الأجزاء ومتماسكة ، بحيث يسمح التحليل الداخلي لهذه الأجزاء بالكشف عن علاقاتها  أي أنّ البنية هي التي تتيح الفرصّة لمقارنة مختلف الأشياء الموجودة في الواقع .
 البنيوية اصطلاحا :
 لقد وجد مصطلح البنية مشكلة في تحديد مفهومه مما أدّى إلى تعدّد التّعريفات والمفاهيم لهذه الكلمة ، إذ نجد مجموعة من النقاد اللغويين يختلفون في إعطاء مفهوم قارّ لهذا المصطلح.
تعرّف البنية 
على أنّها " نسق من العلاقات الباطنة 
(المدركة وفقًا لمبدأ الأولوية المطلقة للكلّ على الأجزاء ) له قوانينه الخاصة المحايثة من حيث هو نسق يتصف بالوحدة الداخلية والانتظام الذاتي، على نحو يضفي فيه أي تغيّر في العلاقات إلى تغيير النسق نفسه ، وعلى نحو ينطوي معه مجموع الكلّي للعلاقات على دلالة يغدو معها النسق دالّا على معنى "
أي أنّنا نرى أنّ البنية في مجموعها كل مكوّن من عناصر متماسكة يتوقف كل عنصر منها على ماعداه .
 أمّا بالنّسبة لـ"جان بياجيه" فإنّه يعرّف " البنية بقوله أنّها " نسق من التحولات ، له قوانينه الخاصّة باعتباره نسق في
 (مقابل خصائص المميّزة للعناصر) 
علمًا بأنّ شأن هذا النسق أن يظلَّ قائمًا ويزداد ُثراءً بفضل الدّور الذي تقوم به تلك التحولات نفسها ، دون أن يكون من شأن هذه التحولات أن تخرج عن حدود ذلك النسق أو أن تهيب بأية عناصر أخرى تكون خارجة عنه"  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق