الرد الدبلوماسي
===========
تمثل الرد الدبلوماسي في محاولة تعبئة الرأي العام الدولي ضد مصر،
وإقناعه بأن تأميمها لشركة قناة السويس، قد خالف الشريعة الدولية وحطمت مبدأ حرية المرور في القناة،
وهددت السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط، ولتلافي كل هذه المخاطر اجتمع كل من وزير خارجية فرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة،
وأصدروا في 2 أغسطس 1956 بياناً يتضمن أن قرار التأميم الصادر من جانب الحكومة المصرية يهدد حرية الملاحة في القناة، ويهدد الأمن فيها،
وفي ذلك مخالفة لأحكام اتفاقية القسطنطينية، لذلك يرون ضرورة إقامة مؤتمر تدعى إليه الدول المنتفعة بالقناة، وهي الدول التي وقعت على معاهدة القسطنطينية، أو التي حلت محلها في الحقوق والالتزامات
وهذه الدول هي (بريطانيا، ألمانيا، فرنسا، النمسا والمجر، إيطاليا، هولندا، أسبانيا، تركيا، روسيا ويمثلها "الاتحاد السوفيتي") بالإضافة إلى مصر ودول أخرى باعتبارها من مستخدمي القناة،
وهي (أستراليا، نيوزلندا، إندونيسيا، اليابان، سيلان، الهند، باكستان، إيران، اليونان، السويد، النرويج، الدانمارك، البرتغال، أثيوبيا، الولايات المتحدة)
فيما رفضت الحكومة اليونانية في 11 أغسطس أن تشترك في المؤتمر وفي 12 أغسطس أعلنت الحكومة المصرية رفضها الاشتراك في هذا المؤتمر، ووافقت الهند على الاشتراك بشرط إلا يمس اشتراكها الحقوق والسيادة المصرية،
ولا يتخذ المؤتمر أي قرار نهائي إلا بموافقة مصر
، ووافقت الحكومة السوفيتية مع المطالبة بتوجيه الدعوة إلى مجموعة أخرى
من الدول منها الدول العربية والدول الاشتراكية.
انعقد المؤتمر فيما بين 16 و 23 أغسطس 1956، ونال خلاله المشروع الأمريكي المقدم للتصويت أغلبية الأصوات، والذي تضمن اقتراحاً بإقامة منظمة دولية تقوم على نمط الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة لتشرف على إدارة القناة،
وعارضت هذا المشروع كل من (الهند والاتحاد السوفيتي وإندونيسيا وسيلان)،
وتم عرض المشروع على مصر ورفضه عبد الناصر، وإزاء هذا الرفض،
أعلن رئيس وزراء إنجلترا في مجلس العموم،
إنشاء هيئة جديدة باسم هيئة المنتفعين سيكون لها طابع مؤقت وستكون مسؤولة عن تنسيق المرور في القناة،
وتحصيل رسوم المرور.
وانعقد في لندن مؤتمر فيما بين 19 و21 سبتمبر،
لوضع القانون الأساسي لتلك الهيئة،
وأصدر مجلس الأمن قراره في 13 أكتوبر 1956 الذي تألف من شطرين
، أولهما يتضمن مبادئ ستة تكون أساساً للمفاوضات التي تجرى مستقبلاً،
أما الشطر الثاني فيتضمن الاعتراف بهيئة المنتفعين التي ستكلف بالإشراف على القناة،
إلا أنه لم يفز حين الاقتراع عليه إلا بتسعة أصوات
واعتراض صوتين كان منهما صوت الاتحاد السوفيتي المتمتع بحق الفيتو.
وأمام فشل السياسة الاستعمارية في تحقيق مآربها عن طريق الضغط الدبلوماسي،
دبرت لاستعمال القوة العسكرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق