في الثانية بعد ظهر يوم 16 نوفمبر أخذ المدعوون يتقدمون نحو الإيوان
والمظلات حتى جلس كل في مكانه فتوسطت الإمبراطورة أوجيني الصف الأول وإلى يمينها إمبراطور النمسا
والخديوي إسماعيل
ثم ولي عهد بروسيا فولي عهد هولندا وعقيلته وإلى يساره جلست مدام اليوت عقيلة سفير إنجلترا بتركيا
(الذي وكله السلطان بذكر اسمه عند افتتاح القناة)
فالسفير إليوت فالأميرة مورا، وعلى اليمين جلس الأمير محمد توفيق باشا ولي عهد مصر
فالأمير هوفمان لو فمدام أغنانيف فالجنرال أغنانيف.
فقرات الحفل
دوت المدافع متتابعة من كل الجهات إيذاناً ببدء الحفل الديني.
ووقف شيخ الإسلام محاطاً بالعلماء وتلا ما تيسر من القرآن الكري
م ثم دعا الله أن يختص هذا العمل العظيم بعنايته ورعايته
وأن يهيئ له النجاح في كل زمان. ثم تقدم المنسيور كورسيا يحوطه رجال الإكليروس
وتلا صلاة حارة دعا الله فيها أن يكلأ هذا العمل ويباركه بروح من عنده. ثم تقدم المسيو باور وألقى بصوت جهوري وبعبارة فرنسية بليغة خطاباً وجهه إلى الخديوي أولا
خصه فيه بآيات الشكر والثناء على قيامه بهذا العمل العظيم الذي أدى إلى تصافح الشرق والغرب.
وعند المساء مدت الموائد متتابعة لستة آلاف مدعو وبها أشهى الأطعمة والأشربة،
حتى إذا حلت الساعة الثانية بدت الأنوار والزينات على ضفتي القناة كأنها ضياء الصباح.
وظهر يخت الخديوي المحروسة في حلة من الأنوار
وأخذ يطلق مدفع بين دقيقة وأخرى والموسيقى تدوي بنغمات الفرح والسرور وانقضى الليل
واختتمت الحفلة بالألعاب النارية.
وعند شروق شمس صباح يوم 17 نوفمبر كانت السفن تمر في قناة السويس
وقد استعدت للإبحار وتقدمها يخت الإمبراطورة أوجيني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق