الاثنين، 26 مارس 2018

بركة خان (جزء الثالث)

رابعا : تفريقه لوحدة المغول الوثنيين
=====================
فقد استغل 'بركة خان' خروج الخان الأعظم مونكو 
لقتال بعض الخارجين عليه
 ومعه أخاه قوبلاي خان وترك أخاه الآخر 'أرتق بوكا' 
مكانه لتسيير الأمور لحين عودته، 
فاستغل 'بركة خان' وفاة 'مانغو' في الطريق لإثارة 
الفتنة بين 'أرتق بوكا' قوبلاي'، 
حيث اتفق الجند والأمراء على تولية 'قوبلاي'،
 فأرسل 'بركة خان' إلى 'أرتق بوكا' بقوة عسكرية 
لمنازعة أخيه 'قوبلاي' 
على منصب الخان الأعظم، وحرض أيضا أسرة
 أوقطاي خان على مساعدة 'أرتق بوكا' 
ووقعت الحرب بينهما سنة 658 هجرية 
وذلك قبل معركة عين جالوت بقليل مما جعل هولاكو
 يعود مسرعا من الشام لفض النزاع.
واستمرت الحروب عدة سنوات، 
وكان 'بركة خان' في نفس الوقت يقنع ويحث كثيرا 
من جنود 'هولاكو' بالشام على الدخول في الإسلام 
والانضمام إلى جيش 'بيبرس'؛ 
وبالفعل أقنع الكثيرين منهم وتحولوا إلى حرب 'هولاكو'.
خامسا : تحالفه مع المماليك
==================
فقد دخل 'بركة خان' في حلف مع المماليك الذين بهروا العالم عندما انتصروا 
على التتار في موقعة عين جالوت سنة 658 هجرية، وكثرت المراسلات 
والاتصالات بينه وبين السلطان بيبرس 
وكان لها أثر كبير في توجيهه لحرب 'هولاكو'.
وبالفعل اتفق 'بركة خان' و'بيبرس' على محاربة 'هولاكو'
 وكتب 'بركة خان' برسالة إلى 'بيبرس' يقول له فيها: 
=============================
(قد علمت محبتي للإسلام وعلمت ما فعل هولاكو بالمسلمين،
 فاركب أنت من ناحية حتى آتيه أنا من الناحية الأخرى؛ 
حتى نهزمه أو نخرجه من البلاد، وأعطيك جميع ما كان بيده من البلاد).
سادسا : محاربته لهولاكو
==============
لم يكتف 'بركة خان' بمناصرة المسلمين، فلقد انقلب حربا ضروسا على 
المغول الوثنيين عموما وعلى 'هولاكو' خصوصا حيث لم ينس
 'بركة خان' ما فعله 'هولاكو' بالخلافة العباسية أبدا عندما اكتسح هولاكو بجحافله بغداد.
 فقد حاول 'بركة خان' بشتى الوسائل أن يوقف هذا المد الجارف
 الذي ينذر بمحو الإسلام من الوجود،
 ولكن لأن معظم جنوده كانوا لا يزالون على الوثنية 
فقد رفضوا الانصياع لأمره بمحاربة 'هولاكو' لأنهم بذلك سيخالفون
 الخان الأعظم للمغول والذي قد وافق على الهجوم على بغداد.
فأخذ 'بركة خان' في اختلاق الذرائع والحجج 
لإشعال الحرب ضد 'هولاكو' ووجد ضالته في مسألة الغنائم 
حيث كان من عرف 'جنكيزخان' القديم أن أسرة 'جوجى' 
لها ثلث الغنائم التي يحصل عليها المغول جميعا في أي معارك يخوضونها.
وبالقطع لم تكن الغنائم دافعا لـ'بركة خان' 
فأرسل 'بركة' رسلا من طرفه وأمرهم أن يشتدوا 
ويغلظوا على 'هولاكو' في السؤال،
 وبالفعل نجحت الحيلة واستشاط 'هولاكو' غضبا 
وقتل رسل 'بركة خان' وسير جيشا لمحاربة 'بركة خان'
 فانهزم جيش هولاكو شر هزيمة وذلك سنة 660 هجرية،
 فعاود الهجوم مرة أخرى بجيش أكبر فانهزم جيش 'بركة خان' 
وكان يقوده أحد قواده واسمه 'نوغاي'،
 فأراد 'هولاكو' أن يجهز بالكلية على 'بركة خان' 
فأرسل جيشا جرارا فيه معظم جنوده يقودهم ابنه أباقا، 
فخرج لهم 'بركة خان' بنفسه على رأس الجيش
 ومزق جيش هولاكو شر تمزيق سنة 661 هجرية في منطقة القوقاز
 ولم ينج منهم سوى القليل.
أما 'هولاكو' فوجد أن كل البلايا والهزائم 
التي حاقت به وبالتتار جميعا كان سببها 'بركة خان' 
فاشتد غيظه وحقده على 'بركة خان' 
وحاول محاربته عدة مرات ولكنه هزم شر هزيمة
 مما أشعل الغيظ في قلبه حتى وصلت نيران غيظه إلى عقله وجسده،
 فأصيب بجلطة في المخ بعد وصوله خبر هزيمة 
ولده 'أباقا' أمام 'بركة خان' سنة 661 هجرية 
وظل يعاني من الصرع حتى هلك سنة 663 هجرية،
 فانتقم 'بركة خان' للإسلام والمسلمين من هذا المجرم 
الطاغية الذي دمر دولة الخلافة الإسلامية 
وسفك دم الملايين من المسلمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق