صفية بنت عبد المطلب (53 ق.هـ./570 م - 20 هـ/641 م) صحابية وشاعرة وعمة النبي محمد وشقيقة حمزة بن عبد المطلب لأبيه وأمه وأم الصحابي الزبير بن العوام.
ولدت صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب سنة 570 م، قبل الهجرة بثلاثة وخمسين عامًا. أبوها عبد المطلب كان من سادات قريش وتوفي وهي في التاسعة، وأمها هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زُهرة بن كُلاب وهي ابنة عم آمنة بنت وهب أم النبي محمد، وهي شقيقة حمزة بن عبد المطلب لأبيه وأمه.
تزوجت صفية قبل الإسلام من الحارث بن حرب بن أمية وتوفي عنها، فتزوجت العوام بن خويلد، فولدت له الزبير والسائب وعبد الكعبة.
أسلمت صفية مع ولدها الزبير وأخيها حمزة قبل الهجرة،
وقيل أنه لم يسلم من عمات النبي محمد سواها،لم بدأ المسلمون في الهجرة إلى المدينة، كانت صفية من أوائل المهاجرات.
ولما هاجم أهل مكة المدينة انتقامًا لهزيمتهم في بدر، خرجت مع جند المسلمين إلى أحد لنقل الماء وري العطشى وبري السهام وتصلح القسيَّ. ولما رأت انهزام المسلمين وفرارهم،
هبّت برمح انتزعته من أحد المنهزمين إلى النبي محمد للدفاع عنه، قائلة: «ويحكم أنهزمتم عن رسول الله؟!!».
فلما رآها النبي محمد، خشي عليها أن ترى أخاها حمزة قتيلاً، وقد مُثّل به فأشار إلى ابنها الزبير بأن يُنحّيها.
ولما انتهت المعركة،
وقفت صفية على جثة أخيها، وقالت: «إن ذلك في الله. لقد رضيت بقضاء الله. والله لأصبرن، ولأحتسبن إن شاء الله».
ولما عاد أهل مكة وحلفائهم لحصار المدينة سنة 5 هـ في غزوة الخندق، وضع النبي محمد النساء والأطفال في الحصون لحمايتهم، فكانت صفية وأمهات المؤمنين في حصن حسان بن ثابت، وكان من أمنع حصون المدينة.
وبينما كان المسلمون منشغلون بقتال عدوهم، تسلل يهودي وطاف بالحصن يتجسس أخباره، فأدركت أنه يريد معرفة أفي الحصن رجال أم إنه لا يضم غير النساء والأطفال.
فحملت عمودًا وتلطّفت حتى كانت في موضع تمكنت فيه من عدوها، ضربته على رأسه فوقع فانهالت عليه حتى مات، لكي لا ينقل خبرهم إلى قومه.
ثم حزّت رأسه بسكين، وقذفت بها من أعلى الحصن، فطفق يتدحرج حتى استقر بين أيدي يهود كانوا يتربصون في أسفله، فلما رأى اليهود رأس صاحبهم؛ قالوا: «قد علمنا إن محمداً لم يكن ليترك النساء والأطفال من غير حماة»، فعادوا أدراجهم.
بعد وفاة النبي محمد، عاشت صفية في المدينة حتى توفيت سنة 20 هـ في خلافة عمر بن الخطاب، ودفنت في البقيع في دار المغيرة بن شعبة.
كانت صفية شاعرة مصقولة لها أشعار في رثاء أبيها وأخيها حمزة والنبي محمد، منها ما قالت في رثاء حمزة، قائلة:
أسائلة أصحاب أحد مخافة | بنات أبي من أعجمُ وخبير | |
فقال الخبير إن حمزة قد ثوى | وزير رسول الله خير وزير | |
دعاه إله الحق ذو العرش دعوة | إلى جنة يحيا بها وسرور | |
فذلك ما كنا نرجي ونرتجي | لحمزة يوم الحشر خير مصير | |
فوالله لا أنساك ما هبت الصبا | بكاء وحزنًا محضري ومسيري | |
على أسد الله الذي كان مدرها | يذود عن الإسلام كل كفور | |
فيا ليت شلوي عند ذاك وأعظمي | لدى أضبع تعتادني ونسور | |
أقول وقد أعلى النعي عشيرتي | جزى الله خيرًا من أخ ونصير |
كما تميزت شخصيتها بالصبر حين احتسبت مقتل أخيها في أحد، وتجّلت شجاعتها وحسن تصرّفها في غزوة الخندق. ولصفية رواية لبعض الأحاديث عن النبي محمد،
وكان لها في قلب النبي محمد مكانة خاصة، فحين نزل الوحي
بقوله تعالى وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ، قام النبي محمد ونادى في قومه: «يا فاطمة بنت محمد، يا صفية بنت عبد المطلب، يا بني عبد المطلب. لا أملك لكم من الله شيئًا، سلوني من مالي ما شئْتُم»، فخصّها بالذكر هي وابنته فاطمة أحب الناس إليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق