الثلاثاء، 27 مارس 2018

جيش مصر فى عصر محمد علي باشا

بسبب طموحات مُحمد علي التوسعية وجب أن يكون لديه جيش قوى 
يستطيع أن يمضي قدماً فاتحاً وأن يحمل عبء تأمين مصر من الداخل، وقد داعبته تلك الفكرة بعد حملة فريزر ثم مذبحة القلعة 
وبدء فتح شبه الجزيرة وجاء ذلك على خلفية تشكيل الجيش المصري الذي كان يقوده في حرب الحجاز والذي يتكون من الأكراد والألبان والشراكسة 
الذين كان يطلق عليهم اسم (الباشبوزق) أي الجنود غير النظاميين 
ينضم إليهم الأعراب الذين ينضمون للجيش كمرتزقة إلا أنهم لم يجيدوا سوى تقنية (الكر والفر) من بين فنون الحرب النظامية.
كانت أولى محاولات مُحمد علي لتأسيس الجيش الحديث إثر عودته من الحملة على الوهابيين عام 1815 بعد أن لاحظ أن أسلوب قتال الجيش مازال عتيقاً لا يرقى لفنون الحرب الحديثة.
 استقبل مُحمد علي الكولونيل سليمان باشا الفرنساوي - أحد قواد نابليون بونابرت - الذي جاء لمصر عام 1819 
وكان مثار إعجاب مُحمد علي فأوكل إليه تعليم خمسمائة من مماليكه فنون القتال الحديث وذلك بأسوان حيث أسس مُحمد علي أول مدرسة حربية في عام 1820
 وانضم إليهم خمسمائة آخرون من مماليك رجالات الوالي، هم أول نواة لجيش مصر الحديث.
طلب مُحمد علي من نجله إسماعيل باشا أن يمده بنحو عشرين ألفاً 
من السودانيين كي يتدربوا على فنون القتال في مدرسة بني عدي، إلا أن التجربة باءت بالفشل لتفشى الأمراض بين السودانيين لاختلاف المناخ. 
فتوجهت عينا مُحمد علي للفلاحين المصريين الذين قاوموا 
التجنيد بشدة في البداية لإحساسهم بأن التجنيد ما هو إلا سخرة بالإضافة لتركهم أرضهم وزراعتهم، إلا أنهم وبعد فترة أحسوا بجدوى
 ما يفعلون وذلك بالإضافة لإحساسهم بالكرامة تحت راية مصر.
بمجيء شهر يناير 1823 تشكلت الألايات الست الأولى من أول جيش نظامي مصري ليبدأ تدريب شاق لمدة عام ونصف العام للضباط والجنود معاً
 ليشهد مُحمد علي في القاهرة أول عرض عسكري في يونيو 1824 لضباط وجنود جيش مصر، ويصدر أمره بإنشاء أول معسكر في الخانكة كان يضم ما بين عشرين وخمسة وعشرين ألفاً من الجنود
 ثم أنشأ لهم مشفى عسكري في أبو زعبل
خاض الجيش المصري في عهد مُحمد علي عدة حروب منظمة منها الحملة على السودان التي دانت له كلها بالولاء نهايات عام 1822. أما ثانية الحروب المنظمة فكانت حرب المورة
التي تخللها سقوط اليونان كلها في يده، حتى هبت إنجلترا وروسيا وفرنسا لاستعادة اليونان، وحاصروا الأسطولين العثماني والمصري فَدُكَّا حتى غرقت كل القطع. 
بعد حرب المورة أوفد مُحمد علي نجله إبراهيم باشا على رأس حملة اجتاحت الشام ودانت له كل المدن بالولاء حتى وصل إلى قونية وصار على أعتاب عاصمة الخلافة إلا أن القوى الأوروبية أرغمته على التخلي عن الشام واحتفاظه بحكم مصر وراثياً لذريته.
ثم مدرسة للطب ومن بعدها أنشأ المدرسة الحربية للمشاة 
ومدرسة أركان الحرب في الخانكة وبدأ العدد في ازدياد 
حتى وصل قوام الجيش إلى 169 ألف ضابط وجندي عام 1833 وبلغ 236 ألفا عام 1839.
 أنشأ مُحمد علي ديواناً للجيش أطلق عليه (ديوان الجهادية)
 وضع على رأسه الكولونيل سليمان باشا الفرنساوي وأوكل إليه تنظيم شئون الجيش وتأمين احتياجاته من الذخائر والمؤن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق