حرب أهلية قامت في الصين بين القوات الموالية لحزب كومينتانغ بقيادة حكومة جمهورية الصين، والقوات الموالية للحزب الشيوعي الصيني.
بدأت الحرب في أغسطس 1927، مع بالحملة الشمالية بقيادة الجنرال تشانغ كاي تشيك، وانتهت عندما توقفت عمليات القتال الرئيسية في عام 1950.
ويمكن تقسيمها عموما إلى مرحلتين؛ أولها بين عامي 1927-1937، والثانية بين عامي 1946-1950 وتفصل بينهما الحرب الصينية اليابانية الثانية.
كانت الحرب نقطة تحول كبرى في تاريخ الصين الحديث، بسيطرة للحزب الشيوعي الصيني على ما يقرب من كامل بر الصين الرئيسي، وإقامة جمهورية الصين الشعبية ليحل محل جمهورية الصين.
كما تسبب بمواجهة سياسية وعسكرية دائم بين الجانبين على مضيق تايوان، إذ أن كلا من جمهورية الصين في تايوان وجمهورية الصين الشعبية في القارة تطالب رسميا بالاعتراف بها كحكومة شرعية على كل الصين.
مثلت الحرب الانقسام الأيديولوجي بين الحزب الشيوعي الصيني وحزب الكومينتانغ الوطني.
واستمرت الحرب بشكل متقطع حتى أواخر العام 1937، عندما اتفق الطرفان معا لتشكيل الجبهة المتحدة الثانية لمواجهة التهديد الياباني وإنقاذ البلاد من الانهيار. استؤنفت الحرب الأهلية الشاملة في البلاد في عام 1946، بعد عام من انتهاء الحرب مع اليابان.
وتوقفت العمليات العسكرية الكبرى بعد أربع سنوات، حيث سيطرت جمهورية الصين الشعبية المؤسسة على بر الصين الرئيسي (بما في ذلك هاينان) وجمهورية الصين التي اقتصرت على تايوان، بنغو، كيموي، ماتسو والعديد من الجزر النائية.
وحتى اليوم لم يتم التوقيع على أي معاهدة سلام أو هدنة، وهناك جدل حول ما إذا كانت الحرب الأهلية قد انتهت من الناحية القانونية.
وقد أعيقت العلاقات عبر المضيق بسبب التهديدات العسكرية والضغوط السياسية والاقتصادية، بالأخص حول الوضع السياسي لدولة تايوان، إذ تلتزم الحكومتان رسميا بما يسمى "سياسة الصين الواحدة".
و لا تزال الجمهورية الشعبية تطالب بتايوان جزءا من أراضيها، ولا تزال تهدد جمهورية الصين بالغزو العسكري إذا أعلنت استقلالها رسميا في حالة تغيير اسمها إلى "جمهورية تايوان" لتنال اعترافا دوليا.
وبالمقابل تطالب جمهورية الصين بالبر الرئيسي، ويظل كلاهما ينازعان على الاعتراف الدبلوماسي.
واليوم فإن الحرب تجري على الجبهات السياسية والاقتصادية في شكل علاقات عبر المضيق دون اشتباك عسكري فعلي؛ ومع ذلك، تربط بين الحكومتين المنفصلتين علاقات اقتصادية وثيقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق