وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :
طالب في كلية .... عمره ( 27 سنة ) ، لم يتزوج ، جاء قسرا مع أخيه ، وكان متخوفا جدا من المعالج ومن الفحص ، وكان يتلفت حوله في رعب ظاهر ...يقول أخوه ( جندي بالبوليس ) .... " .... امبارح كنا بنسمع الراديو ، فلقيناه ابدأ يضحك ... عرفنا أن الحالة رجعت ... وما نامش ، قلت له النهاردة ، يالله نروح المستشفى ، رفض ييجي ... فجبناه بالعافية .. الحالة دي حصلت له من سنتين ونصف ، قعد يغني أغاني عبد الحليم حافظ ، ويجري من هنا وهنا ، وأخذ كهرباء وخف . والمرة الثانية من قيمة سنة بعد ما دخل الجيش مجند حصلت له تاني ... وما أعرفش عملوا له إيه هناك ... " هو طالب ممتاز طول عمره الأول ، وبيدرس دراسات عليا ونشيط ولافيش بعد كده " ....
ولما سئل المريض عن شكواه ، قال : " ... ولا حاجة ... مبسوط من الدنيا ، وعايش في الخيال ، والحالة حلوة قوي ، ومافيش أحسن من الصراحة ... ولازم أوصل وأبقى زي ما أنا عاوز . وأنت عاوز مني إيه . أنت مالك بيه ... " .
ولما أعطي اختبار للذكاء مزق ورقة الإجابة ، ولكنه اعتذر فورا وقام مندفعا من حجرة الكشف . وبدراسة تاريخه لم تتبين أي سبب ظاهر مسئول عن حالة الهياج المتكررة ...
وقد عولج بالصدمات الكهربائية والمهدئات وتحسن تماما في خلال أسبوع واحد من العلاج .
وهكذا نرى كيف يفقد مريض الهوس الحاد بصيرته نهائيا ، وكيف يصاحب شعوره بالفرح خوف ورعب ، ثم كيف أن طيران الأفكار يكون أشد من الهوس الخفيف . ورغم شدة أعراضه إلا أنه يستجيب للعلاج المناسب بسرعة ونجاح
3 – الهوس الهذياني :
وهو أشد أنواع الهوس ، وقد تتطور حالة المريض من الهوس الخفيف إلى الحاد إلى أن يصل الهذياني ، حيث تكون الخصائص في أشد صورها ، ولكن قد يبدأ المرض في صورة شديدة مباشرة ، فيحضر المريض أول ما يحضر في حالة هذيان تام دون سابق إنذار ن ويكون وعيه مختلطا من شدة فورة عواطفه ... ويتميز المريض في هذه الحالة بما يلي :
أ – يتهيج بشكل شديد ، فلا يستقر على حال وقد يحاول تحطيم الأشياء أو الإعتداء على غيره ، وقد يمزق ملابسه أو يتعرى تماما .
ب – لا يتعرف الزمان أو المكان أو الأشخاص بتاتا .
ج – يصاب بهلاوس سمعية وبصرية ... وقد يصاب بهلاوس أخرى متنوعة غير مستقرة .
د – تظهر الضلالات .. ، كما يزداد شك المريض فيمن حوله .
هـ - يتصرف المريض بغير تحرج ، فيأتي أعمالا منافية لكل الآداب ، ومنافية للمألوف ، يأتيها ببساطة وتبجح وإصرار .
و – يفقد المريض بصيرته نهائيا .
درجات الاكتئاب :
1 – الاكتئاب البسيط ( غير الذهاني ) :
يتميز هذا النوع من الاكتئاب بما يلي :
أ – نجد أن ثالوث الاكتئاب موجود ، ولكنه لا يصل إلى شدة ذهانية .
ب – لا يوجد سبب ظاهر لهذا الحزن والهمود ، كما لا يسبقه بوجه خاص قلق تكيفي .
ج – يتكلم المريض بصوت منخفض ، ولا يهتم بمن حوله ولا يتتبع الأمور بشغف واهتمام .
د – تقل شهية المريض للطعام ، ويقل نومه ، وعادة ما يستيقظ في ساعة مبكرة من الصباح في أسوأ حالاته .
هـ- يشكو المريض من العجز عن التركيز والاستيعاب ، وقد يلاحظ أن المريض يستطيع القراءة ولكنه يجد صعوبة في الكتابة .
ي – قد تصاحبه بعض أعراض جسمية مثل الصداع وعسر الهضم والإمساك والإنهاك .
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :
طالب ، بكلية الزراعة ، جاء يشكو من انصرافه عن العمل ، وانشغاله بأفكار سوداء وفقد الثقة .
ومن نص شكواه " ... زي ما تقول مش قادر اتصرف في حاجة وما عنديش ثقة في نفسي ، فيه حاجات صغيرة مقدرش أعملها : كتابة جواب مثلا .... زي ما يكون فيه شلل في مخي ... دايما عندي إمساك باستمرار ، واضطراب هضمي ، ودلوقت أصبحت آكل بدون مزاج ما بحسش بطعم الأكل ".
وبسؤال أخيه هن حالته قال : " ... هوه اتغير كثير ، مش ده أخويا اللي كان يجري ، ويصاحب ، ومايسبش حاجة إلا لما يعملها . دة بيقول إنه شاعر زي ما يكون ارتكب خطأ في حق زملائه ... إنما ده مش صحيح يا دكتور ، وهو من سنتين كانت جت له حالة أخف
وبدراسة تاريخه المرضي ، وجد أنه انفصل عن والده منذ ستة عشر عاما ، وذلك للدراسة بين الكويت والقاهرة ، وأنه لا يزوره إلا كل عدة سنوات ، وأنه بذلك مفتقر إلى الجو الأسري ، منذ زمن بعيد ( إلا من شقيقه الذي يقيم معه ) من أجل الدراسة ، وكانت شخصيته قبل المرض من النوع الانبساطي ولم نجد سببا للمرض .
وقد أعطي المريض عقاقير مضادة للاكتئاب ، ولم يستجب سريعا ، وإن توقفت الأعراض عن التطور ، ولما أعطي أربع صدمات كهربائية ثم استمر على العقاقير تحسن تماما ما وعاوده مرحه وانطلاقه وإقباله على الحياة ...
2 – الاكتئاب الحاد :
يتميز هذا النوع من الاكتئاب بما يلي :
أ – يظهر " ثالوث " الاكتئاب بشكل واضح .
ب – يصبح المريض منعزلا ، لا يختلط بغيره .
ج – يكاد المريض ألا يتكلم إطلاقا ن فإذا تكلم فإن استجابته تكون متأخرة وبطيئة .
د – تزداد الشكاوي المرضية العضوية بشكل ملحوظ ، ويميل أغلبها إلى الهمود .
هـ- يصعب عليه معرفة الزمان والمكان والأشخاص لعدم اكتراثه بشيء وقصور انتباهه معا .
ي – قد يصاحب كل ذلك هلاوس وضلالات تدور حول الشعور بالذنب واتهام النفس .
ز – قد تكون له بداية حادة بلا مبرر ظاهر في العادة ، ويصاحبها شعور وخبرة بتغير الذات ، وتغير العالم من حوله ، ( وهي مشاعر وخبرات أكثر منها أفكار واعتقادات مثلما هو الحال في الوساوس والضلالات التي تحمل نفس الاسم ) .
ع – كثيرا ما يصاحب ذلك هلاوس وضلالات تدور حول الشعور الذنب واتهام النفس .
غ – قد تسيطر على المريض أفكار انتحارية وقد تصل إلى حيز التنفيذ .
ف – نرى من كل ما سبق أن الاكتئاب في هذا النوع وما يليه قد وصل إلى شدة ذهانية .
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :
موظف فني ، عمره ( 28 سنة ) ، لم يتزوج ( رغم أنه عقد قرانه ) ، جاء يشكو من ضيق شديد ، وخوف واضطراب وأعراض جسمية ، وكان من شكواه – بنص كلامه – " .... عندي خوف ، واستغراب ، حامل هم ، ازاي اليوم ده حينقضي ، وأخاف من بكره ، عندي عدم مبالاة تجاه الشغل ... فيه حاجة بتقاوم كل تصرف طبيعي عندي ... مش عايزاني أضحك ولا أعيش زي الناس ... ماعنديش نشاط ، حاسس إني خرقة بالية ، مااستلطفش أقعد مع حد .... " ، وكان يشكو كذلك من أعراض جسمية : " ألم في البطن ... وألم في الصدر ... ضيق تنفس ... توتر في الأعصاب – حاسس إنه فيه حاجة شداني ، ومن أعراض الضيق " ... عندي رغبة للصوات باكبتها ... باعيط باستمرار ، وأصحى بدري ، مش طايق نفسي .. وبافكر في الانتحار لأني حاسس إني مش حاخف .. أي مرض إما عندي وإما حيجيني ... "
وبدراسة تاريخه الأسري ، وجد أنه ملئ بالحالات المشابهة والأشد حدة ، فكان ابن خالته في مستشفى الأمراض العقلية من عشر سنين ، كما أصيبت أخته وأخويه بحالات مماثلة . وإن كان الخوف يغلب عليها ، ولكنهم شفوا جميعا إلا أخته التي بقي عندها بعض أعراض أهمها فقدان الثقة في النفس ...
وكان تاريخه المرضي السابق يشير إلى حالة مخاوف حادة ( خوف من الموت ) ، أصابته بعد استئصال اللوزتين ، كما أصيب بحالة اكتئاب بسيط بعد دوسنطاريا حادة .
أما شخصيته قبل المرض فكانت من النوع النوابي ، وإن غلب عليها الانبساط والانطلاق والحيوية .
وقد ذهب إلى عديد من الأطباء ، وتناول كثير من العقاقير ، ولكن حالته لم تكن تسمح له بالاستمرار في أيها . ولم يكن يصاحبه أحد عند المعالج ليساعده في تحمل المسئولية ، وأخذ العلاج بانتظام ، وذلك لأنه كان يخجل من حالته .
وقد عولج بأربع صدمات كهربائية تحت تخدير عام ( وذلك للتغلب على خوفه ) ، وتحسن جدا ، فانقطع عن العلاج ، فعاودته الحالة بعد أسبوعين ، فجاء بعدها يطلب بشدة أن يكمل العلاج ، فأخذ أربع صدمات أخرى ، وشفي تماما لمدة عام ونصف حتى المتابعة الأخيرة .
وهكذا نرى أعراض الاكتئاب الحاد ، وقد اختلطت ببعض المخاوف – بل والوساوس - ، وكذا اصطحبتها الأعراض الجسمية المرضية الشديدة . وكيف أن كل هذه الأعراض زالت تماما بزوال الاكتئاب ، فهو يقول بعد العلاج : " ... مش معقول !! مش حاسس بأي حاجة من بتاع زمان .... أنا حاسس إني اتولدت من جديد " .
3 – الاكتئاب الذهولي :
وهذا هو أقصى طور الاكتئاب ، وإذا وصل إليه المريض ، فإنه قد يصعب تشخيص الاكتئاب ذاته إلا بالتاريخ الطولي ، وسابق أحواله ، ثم بتتبعه أثناء شفائه وحكايته عن هذه الخبرة الآسية ، وقد نقص تواتر هذا النوع بعد التدخل السريع والمباشر لعلاج حالات الاكتئاب قبل أن تصل إلى هذه الدرجة ...
ويتميز هذا النوع من الاكتئاب بما يلي
طالب في كلية .... عمره ( 27 سنة ) ، لم يتزوج ، جاء قسرا مع أخيه ، وكان متخوفا جدا من المعالج ومن الفحص ، وكان يتلفت حوله في رعب ظاهر ...يقول أخوه ( جندي بالبوليس ) .... " .... امبارح كنا بنسمع الراديو ، فلقيناه ابدأ يضحك ... عرفنا أن الحالة رجعت ... وما نامش ، قلت له النهاردة ، يالله نروح المستشفى ، رفض ييجي ... فجبناه بالعافية .. الحالة دي حصلت له من سنتين ونصف ، قعد يغني أغاني عبد الحليم حافظ ، ويجري من هنا وهنا ، وأخذ كهرباء وخف . والمرة الثانية من قيمة سنة بعد ما دخل الجيش مجند حصلت له تاني ... وما أعرفش عملوا له إيه هناك ... " هو طالب ممتاز طول عمره الأول ، وبيدرس دراسات عليا ونشيط ولافيش بعد كده " ....
ولما سئل المريض عن شكواه ، قال : " ... ولا حاجة ... مبسوط من الدنيا ، وعايش في الخيال ، والحالة حلوة قوي ، ومافيش أحسن من الصراحة ... ولازم أوصل وأبقى زي ما أنا عاوز . وأنت عاوز مني إيه . أنت مالك بيه ... " .
ولما أعطي اختبار للذكاء مزق ورقة الإجابة ، ولكنه اعتذر فورا وقام مندفعا من حجرة الكشف . وبدراسة تاريخه لم تتبين أي سبب ظاهر مسئول عن حالة الهياج المتكررة ...
وقد عولج بالصدمات الكهربائية والمهدئات وتحسن تماما في خلال أسبوع واحد من العلاج .
وهكذا نرى كيف يفقد مريض الهوس الحاد بصيرته نهائيا ، وكيف يصاحب شعوره بالفرح خوف ورعب ، ثم كيف أن طيران الأفكار يكون أشد من الهوس الخفيف . ورغم شدة أعراضه إلا أنه يستجيب للعلاج المناسب بسرعة ونجاح
3 – الهوس الهذياني :
وهو أشد أنواع الهوس ، وقد تتطور حالة المريض من الهوس الخفيف إلى الحاد إلى أن يصل الهذياني ، حيث تكون الخصائص في أشد صورها ، ولكن قد يبدأ المرض في صورة شديدة مباشرة ، فيحضر المريض أول ما يحضر في حالة هذيان تام دون سابق إنذار ن ويكون وعيه مختلطا من شدة فورة عواطفه ... ويتميز المريض في هذه الحالة بما يلي :
أ – يتهيج بشكل شديد ، فلا يستقر على حال وقد يحاول تحطيم الأشياء أو الإعتداء على غيره ، وقد يمزق ملابسه أو يتعرى تماما .
ب – لا يتعرف الزمان أو المكان أو الأشخاص بتاتا .
ج – يصاب بهلاوس سمعية وبصرية ... وقد يصاب بهلاوس أخرى متنوعة غير مستقرة .
د – تظهر الضلالات .. ، كما يزداد شك المريض فيمن حوله .
هـ - يتصرف المريض بغير تحرج ، فيأتي أعمالا منافية لكل الآداب ، ومنافية للمألوف ، يأتيها ببساطة وتبجح وإصرار .
و – يفقد المريض بصيرته نهائيا .
درجات الاكتئاب :
1 – الاكتئاب البسيط ( غير الذهاني ) :
يتميز هذا النوع من الاكتئاب بما يلي :
أ – نجد أن ثالوث الاكتئاب موجود ، ولكنه لا يصل إلى شدة ذهانية .
ب – لا يوجد سبب ظاهر لهذا الحزن والهمود ، كما لا يسبقه بوجه خاص قلق تكيفي .
ج – يتكلم المريض بصوت منخفض ، ولا يهتم بمن حوله ولا يتتبع الأمور بشغف واهتمام .
د – تقل شهية المريض للطعام ، ويقل نومه ، وعادة ما يستيقظ في ساعة مبكرة من الصباح في أسوأ حالاته .
هـ- يشكو المريض من العجز عن التركيز والاستيعاب ، وقد يلاحظ أن المريض يستطيع القراءة ولكنه يجد صعوبة في الكتابة .
ي – قد تصاحبه بعض أعراض جسمية مثل الصداع وعسر الهضم والإمساك والإنهاك .
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :
طالب ، بكلية الزراعة ، جاء يشكو من انصرافه عن العمل ، وانشغاله بأفكار سوداء وفقد الثقة .
ومن نص شكواه " ... زي ما تقول مش قادر اتصرف في حاجة وما عنديش ثقة في نفسي ، فيه حاجات صغيرة مقدرش أعملها : كتابة جواب مثلا .... زي ما يكون فيه شلل في مخي ... دايما عندي إمساك باستمرار ، واضطراب هضمي ، ودلوقت أصبحت آكل بدون مزاج ما بحسش بطعم الأكل ".
وبسؤال أخيه هن حالته قال : " ... هوه اتغير كثير ، مش ده أخويا اللي كان يجري ، ويصاحب ، ومايسبش حاجة إلا لما يعملها . دة بيقول إنه شاعر زي ما يكون ارتكب خطأ في حق زملائه ... إنما ده مش صحيح يا دكتور ، وهو من سنتين كانت جت له حالة أخف
وبدراسة تاريخه المرضي ، وجد أنه انفصل عن والده منذ ستة عشر عاما ، وذلك للدراسة بين الكويت والقاهرة ، وأنه لا يزوره إلا كل عدة سنوات ، وأنه بذلك مفتقر إلى الجو الأسري ، منذ زمن بعيد ( إلا من شقيقه الذي يقيم معه ) من أجل الدراسة ، وكانت شخصيته قبل المرض من النوع الانبساطي ولم نجد سببا للمرض .
وقد أعطي المريض عقاقير مضادة للاكتئاب ، ولم يستجب سريعا ، وإن توقفت الأعراض عن التطور ، ولما أعطي أربع صدمات كهربائية ثم استمر على العقاقير تحسن تماما ما وعاوده مرحه وانطلاقه وإقباله على الحياة ...
2 – الاكتئاب الحاد :
يتميز هذا النوع من الاكتئاب بما يلي :
أ – يظهر " ثالوث " الاكتئاب بشكل واضح .
ب – يصبح المريض منعزلا ، لا يختلط بغيره .
ج – يكاد المريض ألا يتكلم إطلاقا ن فإذا تكلم فإن استجابته تكون متأخرة وبطيئة .
د – تزداد الشكاوي المرضية العضوية بشكل ملحوظ ، ويميل أغلبها إلى الهمود .
هـ- يصعب عليه معرفة الزمان والمكان والأشخاص لعدم اكتراثه بشيء وقصور انتباهه معا .
ي – قد يصاحب كل ذلك هلاوس وضلالات تدور حول الشعور بالذنب واتهام النفس .
ز – قد تكون له بداية حادة بلا مبرر ظاهر في العادة ، ويصاحبها شعور وخبرة بتغير الذات ، وتغير العالم من حوله ، ( وهي مشاعر وخبرات أكثر منها أفكار واعتقادات مثلما هو الحال في الوساوس والضلالات التي تحمل نفس الاسم ) .
ع – كثيرا ما يصاحب ذلك هلاوس وضلالات تدور حول الشعور الذنب واتهام النفس .
غ – قد تسيطر على المريض أفكار انتحارية وقد تصل إلى حيز التنفيذ .
ف – نرى من كل ما سبق أن الاكتئاب في هذا النوع وما يليه قد وصل إلى شدة ذهانية .
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :
موظف فني ، عمره ( 28 سنة ) ، لم يتزوج ( رغم أنه عقد قرانه ) ، جاء يشكو من ضيق شديد ، وخوف واضطراب وأعراض جسمية ، وكان من شكواه – بنص كلامه – " .... عندي خوف ، واستغراب ، حامل هم ، ازاي اليوم ده حينقضي ، وأخاف من بكره ، عندي عدم مبالاة تجاه الشغل ... فيه حاجة بتقاوم كل تصرف طبيعي عندي ... مش عايزاني أضحك ولا أعيش زي الناس ... ماعنديش نشاط ، حاسس إني خرقة بالية ، مااستلطفش أقعد مع حد .... " ، وكان يشكو كذلك من أعراض جسمية : " ألم في البطن ... وألم في الصدر ... ضيق تنفس ... توتر في الأعصاب – حاسس إنه فيه حاجة شداني ، ومن أعراض الضيق " ... عندي رغبة للصوات باكبتها ... باعيط باستمرار ، وأصحى بدري ، مش طايق نفسي .. وبافكر في الانتحار لأني حاسس إني مش حاخف .. أي مرض إما عندي وإما حيجيني ... "
وبدراسة تاريخه الأسري ، وجد أنه ملئ بالحالات المشابهة والأشد حدة ، فكان ابن خالته في مستشفى الأمراض العقلية من عشر سنين ، كما أصيبت أخته وأخويه بحالات مماثلة . وإن كان الخوف يغلب عليها ، ولكنهم شفوا جميعا إلا أخته التي بقي عندها بعض أعراض أهمها فقدان الثقة في النفس ...
وكان تاريخه المرضي السابق يشير إلى حالة مخاوف حادة ( خوف من الموت ) ، أصابته بعد استئصال اللوزتين ، كما أصيب بحالة اكتئاب بسيط بعد دوسنطاريا حادة .
أما شخصيته قبل المرض فكانت من النوع النوابي ، وإن غلب عليها الانبساط والانطلاق والحيوية .
وقد ذهب إلى عديد من الأطباء ، وتناول كثير من العقاقير ، ولكن حالته لم تكن تسمح له بالاستمرار في أيها . ولم يكن يصاحبه أحد عند المعالج ليساعده في تحمل المسئولية ، وأخذ العلاج بانتظام ، وذلك لأنه كان يخجل من حالته .
وقد عولج بأربع صدمات كهربائية تحت تخدير عام ( وذلك للتغلب على خوفه ) ، وتحسن جدا ، فانقطع عن العلاج ، فعاودته الحالة بعد أسبوعين ، فجاء بعدها يطلب بشدة أن يكمل العلاج ، فأخذ أربع صدمات أخرى ، وشفي تماما لمدة عام ونصف حتى المتابعة الأخيرة .
وهكذا نرى أعراض الاكتئاب الحاد ، وقد اختلطت ببعض المخاوف – بل والوساوس - ، وكذا اصطحبتها الأعراض الجسمية المرضية الشديدة . وكيف أن كل هذه الأعراض زالت تماما بزوال الاكتئاب ، فهو يقول بعد العلاج : " ... مش معقول !! مش حاسس بأي حاجة من بتاع زمان .... أنا حاسس إني اتولدت من جديد " .
3 – الاكتئاب الذهولي :
وهذا هو أقصى طور الاكتئاب ، وإذا وصل إليه المريض ، فإنه قد يصعب تشخيص الاكتئاب ذاته إلا بالتاريخ الطولي ، وسابق أحواله ، ثم بتتبعه أثناء شفائه وحكايته عن هذه الخبرة الآسية ، وقد نقص تواتر هذا النوع بعد التدخل السريع والمباشر لعلاج حالات الاكتئاب قبل أن تصل إلى هذه الدرجة ...
ويتميز هذا النوع من الاكتئاب بما يلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق