الثلاثاء، 27 مارس 2018

قناة السويس (3)

عقب عودة نابليون إلى فرنسا عام 1801 بعد فشل حملته على مصر التي استمرت 13‏ شهراً، أرسل دبلوماسياً اسمه ماتيو دي لسبس إلى مصر لاختيار والي لمصر
 موالي لفرنسا يحكمها بعد أن قام الإنجليز باختيار البرديسي‏،‏ فوقع اختيار ماتيو دي لسبس على محمد علي الضابط الألباني القريب من شيوخ الأزهر فاصطفاه وقدم له المشورة والمساعدة وهو ما لم ينساه محمد علي،‏ وعندما مات ماتيو دي لسبس جاء ابنه الشاب فرديناند دي لسبس كقنصل مساعد لبلاده فرنسا في الإسكندرية 
واستقبله محمد علي بحفاوة كبيرة وعرض عليه أن يعمل في القصر مربياً 
ومعلماً لابنه محمد سعيد باشا وعلى إثر ذلك توطدت عرى الصداقة بين الدبلوماسي الفرنسي والأمير.‏
وبعد أن جاء سعيد باشا إلى سُدة الحُكم، في وقت كانت أسرة دي لسبس
 تعاني الفقر والعزلة منذ سقوط إمبراطورية نابليون،‏‏
 فما كان من دي لسبس إلا أن ركب أول سفينة متجهة للإسكندرية ليصلها في 7 نوفمبر 1854 ويلتقي بصديقه الذي أصبح خديوي مصر في‏ 11‏ نوفمبر‏،‏ وهناك عرض دي لسبس مشروع حفر القناة
 على سعيد باشا الذي قبل فوراً ما رفضه والده وكأن سعيداً أراد 
أن يعبر عن امتنانه لصديقه القديم الذي كان يقدم له الأكل الذي حرمه منه والده داخل القصر‏.‏
عهد دي لسبس إلى المهندس الفرنسي فوازان بك بمنصب
 رئيس مهندسي موقع حفر القناة،‏ والذي كان مسئولاً عن الحياة اليومية
 في موقع الحفر بكل تفاصيلها،‏ من تقدم عملية الحفر والنفقات والعلاقات بين العمال
 من مختلف الجنسيات‏،‏‏ ومسألة السخرة الواقعة على الفلاحين المصريين 
بأوامر من دي لسبس باعتباره رئيس شركة قناة السويس البحرية العالمية التي كان قد أسسها لتولى عمليات الحفر في الموقع‏.‏ وتعرض دي لسبس لضغوط واتهامات من قبل السان سيمونيين‏‏
 بأنه سرق منهم مشروع القناة الذي عرضوه على محمد علي ورفضه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق