في شهر ديسمبر 1861 ذهب سعيد باشا بنفسه إلى منطقة الحفر،
وأمر بحشد 20 ألف شاب لزيادة معدلات الحفر، فشهدت بذلك سنوات الحفر الأولى
للقناة أكبر عملية حشد للعمال بلغت في عام 1862 ما بين 20 ألف و22 ألف عامل
يساقون لساحات الحفر في الشهر الواحد،
قادمين من الوجهين القبلي والبحري، وكثر تمرد العمال وهروبهم وأظهر
عمال الوجه القبلي تحدياً سافراً للشركة مما اضطر الشركة للاستعانة
بالشرطة لإخماد تمرد العمال ومطاردتهم وتعذيبهم.
كانت مدينة الزقازيق هي منطقة فرز العمال التي كان
يستبعد بها أصحاب الأجسام النحيلة ويختار منهم الشبان الأقوياء، الذين يرسلون إلى منطقة القناة سيراً على الأقدام في أربعة أيام وهم مقيدين بالحبال يحمل كل منهم قلة ماء وكيس خبز جاف،
فيصلون إلى ساحات الحفر منهكي القوى، فيتبع وصولهم إصدار الأوامر
بتسريح العمال القدامى الذين أمضوا شهراً كاملاً وهي المدة المقررة لبقائهم.
وكانت عمليات الحفر من المشاهد المثيرة التي يحرص على رؤيتها السائحون الأجانب في هذا العصر.
وتمادت الشركة في تعنتها ولم تدفع أجور العمال،
واستمر نقص المؤن والملابس والأحذية، كما أنشأت معتقل يُرسل إليه من يسيء السلوك،
وأنشأت إدارة طبية ومركزاً لإسعاف المرضى لرعاية العمال،
ولكن صدرت الأوامر بأن تركز هذه الإدارة جهودها فقط في رعاية العمال والموظفين الأجانب،
ومما عرض العمال بشكل مجحف للموت من شدة فتك الأمراض بهم.
وطبقاً للتقارير الطبية المحفوظة في مكتبة بلدية الإسكندرية كان أكثر الأمراض انتشاراً
بين العمال
هي النزلات الشعبية
والأمراض الصدرية
والرمدية
وحالات الإسهال الشديد
والدوسنتاريا
وأمراض الكبد
والجدري والسل،
ثم جاءت الكوليرا في صيف عام 1865
وعصفت بالعمال لدرجة أن الشركة لم تجد رجالاً يرفعون جثث الموتى
الذين كان يتم دفنهم في الصحراء،
وتلاها ظهور مأساة تعرض العمال خلال الحفر
لمادة طينية سائلة كانت تحتوي على فوسفور حارق
مما أدى إلى إصابة الآلاف بالأمراض الغامضة
التي أدت إلى وفاتهم على الفور، والغريب أن الحكومة الفرنسية منحت في 19 يناير 1867
وسام الشرف من طبقة فارس للدكتور أوبير روش كبير أطباء الشركة الفرنسية
تقديراً لجهوده التي قيل إنه بذلها في حماية العمال المصريين من الموت.
وأمر بحشد 20 ألف شاب لزيادة معدلات الحفر، فشهدت بذلك سنوات الحفر الأولى
للقناة أكبر عملية حشد للعمال بلغت في عام 1862 ما بين 20 ألف و22 ألف عامل
يساقون لساحات الحفر في الشهر الواحد،
قادمين من الوجهين القبلي والبحري، وكثر تمرد العمال وهروبهم وأظهر
عمال الوجه القبلي تحدياً سافراً للشركة مما اضطر الشركة للاستعانة
بالشرطة لإخماد تمرد العمال ومطاردتهم وتعذيبهم.
كانت مدينة الزقازيق هي منطقة فرز العمال التي كان
يستبعد بها أصحاب الأجسام النحيلة ويختار منهم الشبان الأقوياء، الذين يرسلون إلى منطقة القناة سيراً على الأقدام في أربعة أيام وهم مقيدين بالحبال يحمل كل منهم قلة ماء وكيس خبز جاف،
فيصلون إلى ساحات الحفر منهكي القوى، فيتبع وصولهم إصدار الأوامر
بتسريح العمال القدامى الذين أمضوا شهراً كاملاً وهي المدة المقررة لبقائهم.
وكانت عمليات الحفر من المشاهد المثيرة التي يحرص على رؤيتها السائحون الأجانب في هذا العصر.
وتمادت الشركة في تعنتها ولم تدفع أجور العمال،
واستمر نقص المؤن والملابس والأحذية، كما أنشأت معتقل يُرسل إليه من يسيء السلوك،
وأنشأت إدارة طبية ومركزاً لإسعاف المرضى لرعاية العمال،
ولكن صدرت الأوامر بأن تركز هذه الإدارة جهودها فقط في رعاية العمال والموظفين الأجانب،
ومما عرض العمال بشكل مجحف للموت من شدة فتك الأمراض بهم.
وطبقاً للتقارير الطبية المحفوظة في مكتبة بلدية الإسكندرية كان أكثر الأمراض انتشاراً
بين العمال
هي النزلات الشعبية
والأمراض الصدرية
والرمدية
وحالات الإسهال الشديد
والدوسنتاريا
وأمراض الكبد
والجدري والسل،
ثم جاءت الكوليرا في صيف عام 1865
وعصفت بالعمال لدرجة أن الشركة لم تجد رجالاً يرفعون جثث الموتى
الذين كان يتم دفنهم في الصحراء،
وتلاها ظهور مأساة تعرض العمال خلال الحفر
لمادة طينية سائلة كانت تحتوي على فوسفور حارق
مما أدى إلى إصابة الآلاف بالأمراض الغامضة
التي أدت إلى وفاتهم على الفور، والغريب أن الحكومة الفرنسية منحت في 19 يناير 1867
وسام الشرف من طبقة فارس للدكتور أوبير روش كبير أطباء الشركة الفرنسية
تقديراً لجهوده التي قيل إنه بذلها في حماية العمال المصريين من الموت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق