السبت، 14 أبريل 2018

الحرب البونيقية الثانية

الحرب البونيقية الثانية المعروفة أيضا باسم الحرب الحنبعلية، ومن قبل الرومان باسم الحرب ضد حنبعل، هي حرب استمرت من سنة 218 ق م حتى سنة 201 ق م، ودار القتال فيها في غرب وشرق البحر المتوسط.
 وكانت هذه الحرب هي الثانية بين قرطاج والجمهورية الرومانية، مع مشاركة من البربر في الجانب القرطاجي.
 وكانت بين الدولتين ثلاث صراعات كبرى ضد بعضهما البعض، سميت "بالحروب البونيقية"، لأن الرومان أطلقوا على القرطاجيين اسم البونيقيين نظرا لأصولهم الفينيقية 
تميزت هذه الحرب بانطلاق حنبعل في رحلته الشهيرة من بلاده إلى أوروبا، وعبوره جبال الألب، ثم تعزيزه بقوات من قبل حلفائه الغاليين وانتصاراته الساحقة على الجيوش الرومانية في معركة تريبيا والكمين العملاق في معركة بحيرة تراسمانيا.
 ولمواجهة مهارات حنبعل في ساحة المعركة استخدم الرومان إستراتيجية فابيان، ولكن بسبب السخط الشعبي المتزايد العائد إلى عدم تحقيق هذه الإستراتيجية لنصر حاسم، لجأ الرومان إلى خوض معركة أخرى، وكانت النتيجة انهزامهم في معركة كاناي. ونتيجة لذلك خسر الرومان الكثير من حلفائهم الذين تحالفوا مع قرطاجنة، مما أطال أمد الحرب في إيطاليا لأكثر من عقد من الزمن، تم خلالها تدمير أكثر الجيوش الرومانية في ساحة المعركة.
وعلى الرغم من هذه النكسات، كانت القوات الرومانية أكثر مهارة في حصار أعدائهم من القرطاجيين واستعادوا جميع المدن الكبرى التي انضمت إلى العدو، وكذلك هزموا القوات التي جاءت لتعزيز حنبعل في معركة ميتوريوس.
 وفي الوقت نفسه في أيبيريا، التي كانت بمثابة المصدر الرئيسي لقوات الجيش القرطاجي، قامت القوات الرومانية بحملة ثانية بقيادة سكيبيو الإفريقي لغزو قرطاجنة الجديدة كان من نتيجتها إنهاء الحكم القرطاجي في أيبيريا بعد وقوع معركة إليبا.
وكانت المواجهة النهائية في معركة زامة في إفريقية بين سكيبيو الإفريقي وحنبعل، والتي هزم فيها الأخير وفرضت شروط قاسية للسلام على قرطاجنة، التي لم تعد بعد ذلك قوة عظمى في البحر المتوسط، وتحولت إلى نظام عميل للرومان.
 وخلال الفترة التي امتدت فيها هذه الحرب، اشتعلت الحرب المقدونية الأولى في شرق البحر المتوسط والبحر الأيوني.
يصنف المؤرخون جميع المعارك التي وقعت في هذه الحرب، على أنها من بين أكبر المعارك من حيث الخسائر البشرية، كما أنها تضمنت عددا من الكمائن الناجحة للجيوش، التي انتهي بعضها بإبادة شبه كاملة للجنود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق