بلغ تعداد الجيش القرطاجي في أيبيريا، وفقا لبوليبيوس90,000 من المشاة، بالإضافة إلى 12,000 فارس مع 37 فيلا حربيا، ويعد هذا الجيش واحد من أكبر جيوش تلك الفترة. غادر حنبعل مع جيشه مدينة قرطاجنة الجديدة في إسبانيا وسار شمالا على طول الساحل في أواخر الربيع من عام 218 ق م، تاركا قيادة القوات القرطاجية في إسبانيا لشقيقه صدربعل.
وعند نهر أبرة قسم الجيش إلى ثلاثة أقسام، قاهرأ قبائل تلك المنطقة حتى وصل إلى جبال البرانس في غضون أسابيع، لكنه كان قد تكبد خسائر فادحة.
وفي جبال البرانس، ترك كتيبة من القوات الأيبيرية تقدر بأحد عشر ألف جندي، كحامية للمنطقة التي احتلت حديثا.
بعد ذلك، دخل حنبعل بلاد الغال مع 50,000 من المشاة و9,000 فارس.
واتخذ مسارا لجيشه بعيدا عن الساحل، لتجنب حلفاء الرومان القابعين على طول تلك النواحي من أوروبا الغربية.
أبرم حنبل بعض التحالفات في بلاد الغال مع عدد من قبائلها، وبهذا استطاع التنقل عبر بلادهم بأمان واطمئنان، إلا أن إحدى القبائل وهي قبيلة "فولكاي"، إحدى القبائل الغالية الموالية للرومان، قاومته في معركة عبور الرون، لكن دون جدوى، نظرا لقلة عدد رجالها وضخامة الجيش القرطاجي، الذي وصل عدد أفراده في تلك الفترة إلى 38,000 من المشاة و8,000 فارس وضم 37 فيلا حربيا.
في غضون ذلك، كان الأسطول الروماني يحمل قوات رومانية لغزو شمال أيبيريا، بقيادة الأخوين غنايوس وبابليوس سكيبيو، الذين كانا يعلمان بأن قوات حنبعل عبرت نهر أبرة، ولكنهما فوجئا بتقدم الجيش القرطاجي إلى نهر الرون.
أرسل 300 فارس ليستطلعوا مكان العدو، لكنهم هزموا من قبل قوة قرطاجية مكونة من 500 فارس نوميدي وطاردوهم إلى معسكرهم الرئيسي.
وهكذا، عرف الرومان مكان العدو، واستعدوا للمعركة.
غير أن حنبعل استطاع تجنب قوات الرومان باتخاذه طريقا غير معروف حتى بلغ جبال الألب في فصل الخريف.
وهناك استقبل رسلا من حلفائه الغاليين في إيطاليا، الذين حثوه على أن يأتي لنجدتهم وعرضوا عليه أن يرشدوه عبر جبال الألب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق