المهمة المستحيلة سميت بهذا الاسم في الموسوعات العسكرية، لاستحالة تنفيذها، ولكنها تحققت بنجاح بنسبة كبيرة، لولا- كما يقول قائدهااللواء إبراهيم- تدخُّل السياسة في العسكرية، الذي يعتبره اللواء إبراهيم «خطيئة» بكل المقاييس أدت إلى تضاعف خسائر القوات المصرية في وقت قياسي
14 أكتوبر
مع بدء تدفق القوات الإسرائيلية اعتباراً من يوم 14 أكتوبر كنت قائداً للواء 139 صاعقة الموجود ضمن «احتياطى» القوات. وكان اللواء مكون من 4 كتائب، بعضها تحرك إلى الجبهة، والبقية في انتظار أوامر التحرك. وكنا نجلس مع الجنود الذين كانوا يبكون من الألم لعدم وجودهم على جبهة القتال. وكنا ننتظر الأمر بالتحرك للمشاركة في العلمليات إلى أن جاء التكليف بالمهمة بالفعل.
19 أكتوبر
في يوم 19 أكتوبر صدر الأمر من قائد وحدات الصاعقة المصرية العميد نبيل شكري بالتحرك لتصفية تقدم إحدى الكتائب الإسرائيلية المتحركة ومعها سرية دباباب أمام منطقة الدفرسوار. وبالفعل تحركت ومعى كتبيتان من الصاعقة متجهاً نحو الدفرسوار، وأثناء تقدمى فوجئت باستدعاء لمقابلة رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق سعد الدين الشاذلي بقيادة الجيش الثاني بمعسكر الجلاء. واتجهت بالفعل لمقابلته، ووجدته خارجاً وتتضح عليه معالم الهدوء، وبابتسامته المعهودة سألنى: أنت رايح فين؟ فقلت له أنا ذاهب ومعى رجالى للتعامل مع القوات الإسرائيلية المتقدمة. فسألنى: من أعطاك الأمر؟..فأجبته: «العميد نبيل شكرى بأمر من المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية».. فتحرك نحو خريطة العمليات.. وأشار عليها بيده وسألنى: كيف ستستطيع تدمير 3 ألوية مدرعة للعدو وأنت بلواء واحد من الصاعقة؟.. فأجبته: «سأحاول بقدر المستطاع» !.. فقال لى: « اذهب الآن ومعك رجالك إلى جزيرة الفرسان.. حتى صدور أوامر جديدة».. للحقيقة رغم اقتناعى بكلامه إلا أننا كنا نريد القتال.. وفي هذه اللحظة على وجه التحديد سمعت أصواتا عالية من خارج المكتب فخرجت سريعاً لأستطلع فوجدت زملاء لى يحملون جثة الشهيد إبراهيم الرفاعي عقب استشهاده، وكان «الرفاعى» من المقربين لى، وتربطنى به علاقة كبيرة على المستوى الأسرى. خرجت من مكتب الفريق الشاذلي وصورة جثة «الرفاعى» عالقة بذهنى، وقررت أن أرسل برقية للقيادة بما حدث ونصها «أمر ر. أ.ح.ق. م بتحركنا إلى جزيرة الفرسان وانتظار الأوامر..وإلغاء المهمة السابقة».. وفوجئت باستدعاء آخر من مكتب الشاذلي مرة أخرى، وتحركت إليه مسرعاً، وبمجرد دخولى أعطانى برقية من القيادة العامة نصها: «أسامه ينفذ المهمة»! وكانت البرقية من ثلاث كلمات فقط. وفوجئت به يعطينى البرقية ببعض ملامح العصبية قائلا: «امضى»!.. وقمت بالتوقيع عليها وأديت له التحية العسكرية، وخرجت من مكتبه! وكان الفريق الشاذلي محقاً بكل المقاييس فهو أدرى الناس بطبيعة المنطقة وظروف الحرب، والجالسون في القيادة لا يدركون الحقيقة. تحركت مع رجالى لتنفيذ المهمة، وبدأنا التنفيذ لعرقلة القوات المتقدمة وخلال الساعات التالية خضنا عدة معارك، ربما أشار لها عدد من الموسوعات العسكرية، خاصة فيما يتعلق بكيفية مواجهة الفرد لمدرعة العدو. ومنعنا القوات الإسرائيلية بقيادة إرييل شارون - لمدة 4 أيام متتالية - من دخول الإسماعيلية وحصار الجيش الثاني الميداني وتطويق قواته. ومدينة الإسماعيلية تمثل «صنبور» المياه لمدن القناة وسقوطها يعنى قطع المياه عن هذه المدن، إضافة إلى حصار وتطويق الجيش الثاني تمهيداً لتصفيته.
14 أكتوبر
مع بدء تدفق القوات الإسرائيلية اعتباراً من يوم 14 أكتوبر كنت قائداً للواء 139 صاعقة الموجود ضمن «احتياطى» القوات. وكان اللواء مكون من 4 كتائب، بعضها تحرك إلى الجبهة، والبقية في انتظار أوامر التحرك. وكنا نجلس مع الجنود الذين كانوا يبكون من الألم لعدم وجودهم على جبهة القتال. وكنا ننتظر الأمر بالتحرك للمشاركة في العلمليات إلى أن جاء التكليف بالمهمة بالفعل.
19 أكتوبر
في يوم 19 أكتوبر صدر الأمر من قائد وحدات الصاعقة المصرية العميد نبيل شكري بالتحرك لتصفية تقدم إحدى الكتائب الإسرائيلية المتحركة ومعها سرية دباباب أمام منطقة الدفرسوار. وبالفعل تحركت ومعى كتبيتان من الصاعقة متجهاً نحو الدفرسوار، وأثناء تقدمى فوجئت باستدعاء لمقابلة رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق سعد الدين الشاذلي بقيادة الجيش الثاني بمعسكر الجلاء. واتجهت بالفعل لمقابلته، ووجدته خارجاً وتتضح عليه معالم الهدوء، وبابتسامته المعهودة سألنى: أنت رايح فين؟ فقلت له أنا ذاهب ومعى رجالى للتعامل مع القوات الإسرائيلية المتقدمة. فسألنى: من أعطاك الأمر؟..فأجبته: «العميد نبيل شكرى بأمر من المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية».. فتحرك نحو خريطة العمليات.. وأشار عليها بيده وسألنى: كيف ستستطيع تدمير 3 ألوية مدرعة للعدو وأنت بلواء واحد من الصاعقة؟.. فأجبته: «سأحاول بقدر المستطاع» !.. فقال لى: « اذهب الآن ومعك رجالك إلى جزيرة الفرسان.. حتى صدور أوامر جديدة».. للحقيقة رغم اقتناعى بكلامه إلا أننا كنا نريد القتال.. وفي هذه اللحظة على وجه التحديد سمعت أصواتا عالية من خارج المكتب فخرجت سريعاً لأستطلع فوجدت زملاء لى يحملون جثة الشهيد إبراهيم الرفاعي عقب استشهاده، وكان «الرفاعى» من المقربين لى، وتربطنى به علاقة كبيرة على المستوى الأسرى. خرجت من مكتب الفريق الشاذلي وصورة جثة «الرفاعى» عالقة بذهنى، وقررت أن أرسل برقية للقيادة بما حدث ونصها «أمر ر. أ.ح.ق. م بتحركنا إلى جزيرة الفرسان وانتظار الأوامر..وإلغاء المهمة السابقة».. وفوجئت باستدعاء آخر من مكتب الشاذلي مرة أخرى، وتحركت إليه مسرعاً، وبمجرد دخولى أعطانى برقية من القيادة العامة نصها: «أسامه ينفذ المهمة»! وكانت البرقية من ثلاث كلمات فقط. وفوجئت به يعطينى البرقية ببعض ملامح العصبية قائلا: «امضى»!.. وقمت بالتوقيع عليها وأديت له التحية العسكرية، وخرجت من مكتبه! وكان الفريق الشاذلي محقاً بكل المقاييس فهو أدرى الناس بطبيعة المنطقة وظروف الحرب، والجالسون في القيادة لا يدركون الحقيقة. تحركت مع رجالى لتنفيذ المهمة، وبدأنا التنفيذ لعرقلة القوات المتقدمة وخلال الساعات التالية خضنا عدة معارك، ربما أشار لها عدد من الموسوعات العسكرية، خاصة فيما يتعلق بكيفية مواجهة الفرد لمدرعة العدو. ومنعنا القوات الإسرائيلية بقيادة إرييل شارون - لمدة 4 أيام متتالية - من دخول الإسماعيلية وحصار الجيش الثاني الميداني وتطويق قواته. ومدينة الإسماعيلية تمثل «صنبور» المياه لمدن القناة وسقوطها يعنى قطع المياه عن هذه المدن، إضافة إلى حصار وتطويق الجيش الثاني تمهيداً لتصفيته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق