الثلاثاء، 27 مارس 2018

قناة السويس (15)

التطهير
=====
كانت البداية في ديسمبر 1973 حينما بدأت الأيدي المصرية 
في انتشال العوائق والمعدات الغارقة بعد صدور الأمر بعودة أجهزة هيئة القناة من مواقع التهجير في القاهرة والإسكندرية، 
وأسندت هذه العملية للسواعد المصرية بعد أن طلبت الشركات الأجنبية‏ 50‏ ألف دولار عن كل يوم عمل وتقدم فريق الإنقاذ البحري ليطلب القيام بكل مسئوليات
 رفع وانتشال العوائق المتوسطة والصغيرة بل والاشتراك بصورة فعالة مع الشركة الأمريكية التي ستتولي
 رفع العوائق الـ ‏10‏ الغارقة في القناة‏.‏ وبعد دراسات طويلة استقر الرأي على إسناد العملية للفريق الوطني الذي لم يكن يزيد على 25‏ رجل، وكان أول تكليف لهذا الفريق هو انتشال‏ 3‏ سفن 
وناقلات من مدخل القناة الجنوبي لإعداده لدخول سفن التطهير‏،‏ وجاءت النتائج سريعة حيث تم انتشال ناقلة المياه الكونجو وسفينة الإنفاد الجمل وقاطرة أخرى كبيرة في وقت قياسي 
أقل من الزمن المتفق عليه وبتكاليف أقل بحوالي مليون و‏200‏ ألف جنيه
 عما كانت تطلبه الشركات الأجنبية وبمعدات أقل.‏ ثم توالت إنجازات الفريق حتي بلغت جملة ما قام هذا 
العدد البسيط من البشر بانتشاله وحده‏ 35‏ ألف طن
 من القطع الغارقة تشمل‏ 120‏ عائق متوسط 
وما بين‏ 560‏ إلى 600‏ عائق صغير و‏99‏ عائق 
من غاطس السويس وحده‏.‏ وفي فبراير‏ 1974 بدأت مشاركة القوات البحرية في 
عمليات تطهير القناة من الألغام حيث تم تشكيل فريق 
عمل من‏ 100‏ رجل من ذوي الكفاءة العالية قاموا بتنفيذ‏ 95%‏ من عمليات التفجير تحت الماء أو 
على الشاطئ وانتشلوا‏ 420‏ من الحطام والبقايا التي دارت عبر وفوق القناة وأمضوا 180‏ ألف ساعة تحت قاع القناة ونفذوا واحدة من أكبر
 وأسرع عمليات التطهير في العالم، فيما تولى رجال سلاح المهندسين في القوات المسلحة 
إزالة‏ 680‏ ألف من كل الأنواع خلال أوسع عملية تطهير لضفتي القناة‏.
أما إزالة سد الدفرسوار فكان يمثل العائق رقم 1 
وكان وراءه إرادة وتصميم‏ 200‏ من المهندسين والعمال المصريين المتخصصين،
 واستطاع الرجال بقيادة الخبير 
بالقناة المهندس شلبي جابر بركات 
باستخدام ما تيسر حشده من معدات في تلك الظروف العصيبة‏،‏
 وخلال ما لا يزيد على 6‏ أشهر حولوا 
هذا السد المنيع إلى تلال من الخرسانة والخردة على الشاطئ الغربي للقناة،
 بتكاليف لم تزد وقتها على 238‏ ألف جنيه، وبيعت الخردة الناتجة بحوالي‏ 100‏ ألف جنيه،
 أي أن التكاليف الفعلية لم تزد على 138‏ ألف جنيه، وحقق الرجال بذلك 
وفر 4‏ ملايين جنيه كانت ستتقاضاها الشركات الأجنبية لو نفذت المشروع‏.

فيما قامت كل من أمريكا وفرنسا وبريطانيا
 عن طريق قوتهم العلمية وخبرتهم العملية في مجال الكشف عن الألغام والقنابل والبحث عنها وتفجيرها بتقديم المعدات الإلكترونية المتقدمة لمصر للعمل في هذه المجالات، واستطاعت مع القوات البحرية المصرية وسلاح المهندسين المصري ومن خلال‏ 3‏ عمليات خطيرة هي قمر السحاب، وقمر الأرض، ونجم قمر الأرض،
 وخلال شهور قليلة أن تعلن للعالم أن قناة السويس هي أنظف مجرى ملاحي في العالم‏.‏ 
وعادت حركة الملاحة للقناة بعد أن وصل حجم خسائر العالم خلال مرحلة توقف الملاحة في القناة 
وخلال ثماني سنوات ما يعادل‏ 1700‏ مليون دولار سنويا تحملتها الدول التي تعتمد على قناة السويس‏.
 وفي 5 يونيو 1975 قام الرئيس محمد أنور السادات بافتتاح القناة للعمل
 وأراد بهذا التاريخ أن يستبدل ذكرى حرب 1967 بذكرى يوم سعيد في حياة المصريين بإعادة الملاحة للقناة في هذا اليوم.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق