الأربعاء، 28 مارس 2018

ذو القرنين (5)

كورش الكبير
يرى أبو الكلام آزاد أن ذا القرنين هو نفسه كورش الكبير الملك الأخميني، ورفض ما سبق من أقوال بأنه الإسكندر المقدوني على أساس أنه لم يعرف عنه فتوحات في الغرب ولا أنه بنى سدودا، كما استند إلى منطلقات عقدية من كون الإسكندر وثنيا وليس كما يبين القرآن أنه مؤمن. كما رفض آزاد ما سبق من أنه عربي قحطاني يمني، على أساس أن سؤال اليهود النبيَّ عنه كان بقصد إحراجه، ولو كان عربيا لكان لقريش علم به ولما كان سؤالهم معجزا. يبني آزاد نظريته على أساس أن أصل تسمية "ذي القرنين" من اسم ورد في التوراة هو "لوقرانائيم" وهو اسم أطلقه اليهود على كورش الذي بجلوه لتسامحه معهم بعد أن كان أسلافه قد قهروهم. ويدلل على رأيه بتمثال شهير له يمثله وعلى رأسه قرنان.

يقول أزاد في كتابه: " خطر في بالي لأول مرة هذا التفسير لذي القرنين في القرآن، وأنا أطالع سفر دانيال ثم اطلعت على ما كتبه مؤرخو اليونان فرجح عندي هذا الرأي، ولكن شهادة أخرى خارج التوراة لم تكن قد قامت بعد، إذ لم يوجد في كلام مؤرخي اليونان ما يلقي الضوء على هذا اللقب ثم بعد سنوات لما تمكنت من مشاهدة آثار إيران القديمة ومن مطالعة مؤلفات علماء الآثار فيها زال الحجاب، إذ ظهر كشف أثري قضى على سائر الشكوك، فتقرر لدي بلا ريب أن المقصود بذي القرنين ليس إلا كورش الكبير نفسه فلا حاجة بعد ذلك أن نبحث عن شخص آخر غيره ". " إنه تمثال على القامة الإنسانية، ظهر فيه كورش، وعلى جانبيه جناحان، كجناحي العُقاب، وعلى رأسه قرنان كقرني الكبش، فهذا التمثال يثبت بلا شك أن تصور "ذي القرنين" كان قد تولد عند كورش، ولذلك نجد الملك في التمثال وعلى رأسه قرنان" أي أن التصور الذي خلقه أو أوجده اليهود للملك المنقذ لهم "كورش" كان قد شاع وعرف حتى لدى كورش نفسه على أنه الملك ذو القرنين. أي ذو التاج المثبت على ما يشبه القرنين.

بطلان نظرية من اعتقد في كورش انه ذو القرنین
لا يمكن للكورش الفارسي إن يكون المقصود من ذي القرنين المذكور في القرأن ففي اسطوانة كورش الشهيرة والتي كتب بأمرة بعد غزوه لبابل و تحريره لليهود ، كورش وعلي لسانه يمدح ويمجد في أكثر موقع صنم البابل الأكبر مردوك العظيم و اصنام الاخري كبعل و نبو، ويزعم في اسطوانته إن فتحه لبابل لم يتم إلا بمباركة سيده مردوك الأكبر، فلا يمكن لعبد صالح وموحد و رسول من رسل الله كذي القرنين أن يمدح ويمجد الأصنام ويعتقد في نفعهم و ضرهم، النص التالي قسم من اسطوانة كورش و تمجيده للصنم البابل الأكبر مردوك 

البند رقم 23 من اسطوانة كورش

«مردوك (مردوخ) سيد الأكبر، صاحب القلب الكبير ، الذي يحب بابل، حقق لي النصر ، وأنا اعبده كل يوم بخشوع»
أخناتون
يرى حمدي بن حمزة أبو زيد عضو مجلس الشورى السعودي في كتابه فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج أن ذو القرنين ما هو إلا أخناتون ذلك الملك الفرعوني الموحد لله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق