رغم أن الزجل ابتدأ كفن للعامة في الأندلس، إلا أن موضوعاته تعددت حتى شملت جميع موضوعات الشعر العربي التقليدي، حتى الجليل منها، كمديح الملوك والحكام، والرثاء، ووصف القصور والضياع، ثم الزهد والزجل الصوفي في وقت لاحق.
وقد كان الزجل في بدايته مقصورا على الغزل واللهو والمجون
والأحماض، ثم كان للزجالين في كل عهد معين وبيئة معينة، مجالات يرتبطون بها، ومن ثم كان مركز اهتمامهم ينتقل من موضوعات بعينها، -تلقى قبولا في هذا المجال أو ذاك- إلى موضوعات أخرى، تختلف باختلاف العهود والبيئات الثقافية التي ينتمون إليها
ومن ذلك ما نقرأه في أزجال زجالي الأندلس من انشغال بالعشق والشراب ووصف الرياض ومجالس الصحاب، نتيجة للالتفاف زجالي ذلك العصر حول دوائر الخاصة، والتحاقهم بمجالسهم التي كان مدارها الغناء والتنافس في إظهار المهارة والتأنق والتظرف
ثم صار فن الزجل وعاء لـالشعر الديني والتصوف، وبلغ ذروته على يد الشيخ المتصوف الأكبر محيي الدين بن عربي الأندلسي، ومن بعد الشيخ أبو الحسن الشوستري، الذي استطاع نقل الزجل إلى مكانة رفيعة في الوسط الأدبي منذ القرن السابع الهجري، وأدخله في حلقات الذكر، وغناء الصوفية
كما كان الهجاء أيضا من موضوعات الزجل، ويحتوي ديوان ابن قزمان على الهجاء
إلا أن الدباغ يعتبر رائد الهجاء في الزجل
وقد مزج الزجل في الزجلة الواحدة بين موضوعين أو أكثر، فالـغزل يمتزج بالخمريات، والمدح يأتي معه الغزل أو وصف الطبيعة ومجالس الشراب، ووصف الطبيعة تصحبه مجالس الطرب والغناء، وأما الأزجال التي اختصت بغرض واحد فقليلة، ويعد الزجل الصوفي من الأزجال ذات الغرض الواحد
وسنعرض نموذجين
1- الخمريات
2-وصف الأماكن:
الخمريات
======
قال أبو بكر بن صارم الأشبيلي:
حقاً نحب العقار فالدير طول النهار نرتهن خلع أنا لس قدا عن فلان
نشرب بشقف القدح كف ما كن
للدير مر وتراني عيان
قد التويت فالغبار وماع كانون بنار فالدكان
ومذهبي فالشراب القديم
وسكرا من هُ المنى والنعيم
ولس لي صاحب ولا لي نديم
فقدت أعيان كبار واخلطن مع ذا العيار الزمن
لا تستمع من يقول كان وكان
وانظر حقيق الخبر والعيان
بحال خيالي رجع ذا الزمان
فأحلى ما يوريك ديار غيبها واخرج جوار اليمن
وصف الأماكن
=========
وخرج ابن قزمان إلى منتزه مع بعض أصحابه، فجلسوا تحت عريش وأمامهم تمثال أسد من رخام يصب الماء من فمـه على صفائح من الحجر متدرجة فقال:
وعريش قد قام على دكــان بحال رواق
وأسد قد ابتلع ثعبــــان من غلظ ساق
وفتح فمه بحال إنســـــان بيه الفراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق