أدخلت الجمال العربية إلى أستراليا لأول مرة خلال القرن التاسع عشر لغرض استعمالها في استكشاف قلب القارة الصحراوي، وبعد أن حدث تطوّر في وسائل النقل خلال الربع الأخير من ذلك القرن حتى أخذت القطارات ومن ثم السيّارات الأولى تحلّ شيئا فشيئا مكان البهائم، فقام الكثير من أصحاب الجمال بإطلاق سراحها في البريّة حيث شكّلت قطعان كبيرة أخذت من الصحراء الأسترالية موطنا لها.
أحضر البشر العديد من السلالات المستأنسة إلى أستراليا من مختلف أنحاء العالم،
إلا أن معظمها كان من الهند.
وشملت هذه السلالات النخبة من إبل البشاري
من شمال أفريقيا
وشبه الجزيرة العربية،
جمال بيكانري الحربيّة
من راجستان بالهند،
وجمال الأراضي المنخفضة الهنديّة الحمّآلة،
القادرة على نقل حمولات ضخمة يصل
وزنها لقرابة 800 كيلوغرام
تعدّ الجمال الوحشيّة الأسترالية اليوم خليط من جميع هذه السلالات،
إلا أنه لا يزال يمكن التمييز بين صنفين
أو شكلين أساسيين منها:
الشكل النحيف المخصص للركوب،
والشكل الضخم المخصص للحمالة.
أدخلت الآلاف من الجمال العربية إلى أستراليا ما بين عاميّ 1840 و1907 لغرض استكشاف المناطق القاحلة في إستراليا الوسطى والغربيّة.
وقد أستخدمت هذه الحيوانات في الركوب، الجر، والحمولة عند التنقل في الداخل الأسترالي ولإنشاء السكك الحديديّة ومدّ خطوط الهاتف؛
بالإضافة لتأمين البضائع للمناجم البعيدة والمستوطنات.
أظهرت الدراسات التي جرت على هذه الجمال
أن تأثيرها على البيئة الأسترالية محدود جدّا،
فهي ليست مضرّة أو مدمّرة كما باقي الأنواع الدخيلة، حيث تفضّل أن تقتات على أنواع من النباتات والأشجار لا تستسيغها الحيوانات البلديّة؛ وتشكّل الأعشاب 2% فقط من نسبة غذائها؛ وبما أنها لا تمتلك حوافر فإنها لا تسبب انجرافا للتربة كما تفعل الحافريات الأخرى.
إلا أن بعض المزارعين يعتبر الجمال من الآفات الزراعية،
ويقول البعض الأخر أن ازدياد أعدادها المتواتر قد يشكّل خطرا على النباتات المحليّة.
يفترض بعض العلماء أن الجمل العربي يعتبر بديلا بيئيّا للديبروتودون المنقرض،
كما يُعتبر الدنغ بديلا للثايلسين
(المعروف باسم الببر التسماني) في أستراليا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق