خلال السنوات الأولى من دخول فنلندا تحت حكم قياصرة الروس- عام 1809-، تم جلب التتر من قبل الجيش الروسي لبناء قلعة (بومارسوند) على البر وقلعتي (سومنلينا/سفيبورج) على جزيرة مقابل سواحل هلسنكي، وبعد ذلك عاد أغلبيتهم إلى روسيا، وبالنسبة للأفراد الذين لم يعودوا، فتشهد المقبرة الإسلامية في بومارسوند على وجودهم في فنلندا.
أجداد التتر الحاليين- الذين يشكلون أساس المجتمع التقليدي- كانوا حوالي 1000 من التجار التتريين الذين قدموا من روسيا بنهاية القرن التاسع عشر - أتوا إلى فنلندا خلال أعوام 1870 - سبعينيات القرن التاسع عشر - إلى منتصف العشرينات من القرن العشرين من مجموعة من 20 قرية في إقليم سرجاتش على نهر الفولجا إلى الجنوب الشرقي من نزني-نوفجورود، والتي كان يطلق عليه سابقاً بإقليم جوركي. غالبيتهم كانوا مزارعين ولكنهم استقروا في فنلندا كتجار يتاجرون في الفراء والمنسوجات واختاروا في البداية السكنى في هلسنكي والمناطق المحيطة بها.
وفي عام 1925 تأسس أول مجمع إسلامي فنلندي تتري بشكل رسمي، وكانت فنلندا بذلك أول دولة أوروبية غربية تعترف رسمياً بمجمع إسلامي وذلك تأكيداً على مبدأ حرية العقيدة الذي تم تبنيه في عام 1922، واليوم المجمع يتبعه مساجد في هلسنكي وفي منطقة أخرى.
وقد أنشأ التتر مجمعاً أخر تم تأسيسه في تامبر عام 1943، بيد أن المسلمين من غير الأصول التترية لايمكنهم أن يحصلوا على عضوية المجمع الإسلامي الفنلدي. وتوجد المقابر الإسلامية التترية في هلسنكي وتوركو وتامبره.
التتر متداخلون تماماً في نسيج المجتمع الفنلندي ويشاركون بفاعلية في الحياة الاقتصادية والثقافية الفنلدية وهم يعملون في العديد من المهن تشمل موظفي الحكومة والمقاولين والأطباء والمحامين والمهندسين والمدرسين، وفي ذات الوقت نجحوا في الحفاظ على هوية متميزة والحفاظ على اللغة التترية باستخدامها داخل إطار العائلة وفي دوائرهم الخاصة وكذلك في مؤسساتهم، منذ عام 1935 تنظم الجمعية الثقافية التترية أحداثاً وفعاليات ثقافية باللغة التترية أساساً على شكل مسرحيات وموسيقى تقليدية ورقصات تقليدية وإنشاد الشعر.
كما أن لديهم ناد رياضي تم تأسيسه عام 1945 به فريق شهير لكرة القدم ويعمل بالتعاون مع المجمع الإسلامي، كما أن المدرسة التترية تقدم دراسات إضافية بعد في العطلات وبعد ساعات الدراسة دروساً منتظمة في اللغة والحضارة التترية والدين والتاريخ باللغة التترية كلغة للتدريس كما أن هناك حضانة ودورات صيفية في مركز التدريب التتري بالقرب من العاصمة هلسنكي.
ومن اللافت للنظر كيف استطاعت مجموعة صغيرة من التتر الفنلديون الحفاظ على اللغة التترية طوال 5 أجيال، وكان نشاط نشر الكتب والدوريات مزدهراً وإن قل الآن· أغلبية التتر المسلمين يعيشون في إقليم هلسنكي ،في الثمانينيات (1980)، كان عدد المسلمين يصل إلى حوالي 900 أغلبهم يوجد في هلسنكي، وكانوا يجدون صعوبة في إدارة جميع المؤسسات التي تحتاجها مجموعة اجتماعية لقلة عددهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق