الأربعاء، 28 مارس 2018

يَغُوث

 هو أحد الآصنام الخمسة الذين وجدهم عمرو بن لحيّ مدفونين في ساحل فاستخرجهم ونشر عبادتهم بين العرب.
كان يغوث على صورة أسد مصنوعا من الرصاص 
كما في رواية أبو عثمان النهدي قال: 
"أدركت في الجاهلية يغوث صنماً من رصاص يحمل على جمل أجرد (أي سَبَّاق)،
 فإذا بلغ وادياً برك فيه، فيقولون: قد رضي ربكم لكم هذا الوادي فينزلون فيه". 
ويظهر أنه كان صنم خيرا مغيثا مساعدا معاونا، 
ولعل تصويره على هيئة الأسد يدل أيضا على الشجاعة والقوة في الحروب.
دخل هذا الصنم التاريخ المدوّن عندما استخرجه عمرو بن لحيّ من حيث وجده مدفوناً مع بضع تماثيل اخرى فخرج للحج ودعا العرب لعبادتها ووزع التماثيل على القبائل، فدفع تمثال يغوث إلى رجل اسمه أنعم بن عمرو المرادي، فوضعه باً كمة مذَحج باليمن، فعبدته مذحج ومن والاها وأهل جرش.

 فقد ورد في القرآن أن أصل عبادة هذا الصنم تعود إلى قوم النبي نوح حين عبدوه ونزل القرآن مخبرا عنهم وذاكرا الآصنام التي عبدها أولئك القوم في سورة نوح: {وَ قَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَ لَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَ لَا سُوَاعاً وَ لَا يَغُوثَ وَ يَعُوقَ وَ نَسْراً (23)}.
 لما حصل الطوفان اندفنت تلك التماثيل فاستخرجها عمرو بن لحيّ.

و بقي يغوث عند بني أنعم وبني أعلى وهما بطنين من قبيلة طيء كانوا يقومون بأمر سدانة يغوث.
 وكان هذين البطنين مساكنين لقبيلة يقال لها مراد وكان مسكن مراد بموضع مرتفع يقال له جرش.
 فحدث أن اجتمع أشراف مراد وتشاوروا بينهم في أمر يغوث فيمن هو أحق بإجلال الصنم والقيام بسدانته، فاستقر رأيهم أن يكون فيهم، لما فيهم من العدد والشرف. فلما بلغ ذلك بني أعلى وبني أنعم، حملوا يغوث وهربوا به حتى وضعوه في بني الحارث بن كعب، في وقت كان النزاع فيه قائماً بين مراد وبني الحارث بن كعب. 
فخرج وجوه قبيلة مراد للمفاوضات في تسليم إلههم، فلما أبت بنو الحارث تسليم يغوث إلى مراد وتسوية أمر الديات، أرسلت مراد جيشاً لمهاجمة بني الحارث بن كعب. فاستنجدت بنو الحارث بهمدان الساكنة في نجران، فنشبت بينهما معركة عرفت بيوم الرزم حمل الجيش المتكون من اتحاد القبائل الثلاث (بطني طيء أنعم وأعلى مع بني الحارث بن كعب مع همدان) حمل معه يغوث مستمدين منه الغوث والمدد وكانت تلك الوقعة في سنة 623 م. انهزمت فيها مراد ومنيت بخسارة كبيرة قبيحة، وبقي يغوث في بني الحارث بن كعب. وقد وافق يوم الرزم يوم بدر.

و قد قال أحد الشعراء قصيدة قال فيها يمجد فيها يغوث:

و قد صار هذا الصنم طوطماً لقبيلة مذحج، يدافع عنها ويذب عن القبيلة التي تستغيث به. والطوطم هو العلامة التي تتخذها القبيلة (أو أي تشكيل قومي) شعارا لها وكانوا يجعلون ألويتهم تحمل ذلك الطوطم أو العلامة.

وقد ورد أن بعض الجاهليين تسموا بأسماء تعبدوا فيها ليغوث كـ"عبد يغوث"، منهم من كان فيِ مذحج، ومنهم من كان في قريش، ومنهم من كان في هوازن. وقد كان اسم قائد جيش بني الحارث بن كعب "عبد يغوث" في يوم الكلاب الثاني التي دارت بينهم وبين تميم.

كما كان لدريد بن الصمة أخ اسمه "عبد يغوث".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق