الجمعة، 13 أبريل 2018

الحمّى الصفراء (3)

التطعيم هو الوسيلة الأهم للوقاية من الحمى الصفراء. وفي المناطق التي يرتفع فيها خطر الإصابة بالمرض وتنخفض فيها التغطية باللقاح المضاد له، من الأهمية البالغة الإسراع في الكشف عن الفاشيات ومكافحتها عن طريق حملات التمنيع الجماعية من أجل الوقاية من حدوث أوبئة.
 ومن الضروري تطعيم أكثر السكان المُعرَّضين للخطر (80% أو أكثر) للوقاية من سراية المرض في إقليم به فاشية للحمى الصفراء.
وتُستَخدَم استراتيجيات متعددة للتطعيم من أجل الحيلولة دون وقوع فاشيات، مثل: التمنيع الروتيني للرُضَّع، وحملات التمنيع الجماعية التي تهدف إلى زيادة التغطية في البلدان المُعرَّضة للخطر، وتطعيم المسافرين المتوجِّهين إلى مناطق موطونة بالحمى الصفراء.
ولقاح الحمى الصفراء آمن وميسور التكلفة، وجرعة واحدة منه تكفي للحماية من الإصابة بالمرض طيلة العمر.
 ولا داعي لأخذ جرعة مُعزِّزة من لقاح الحمى الصفراء.
وأُبلِغ عن حالات نادرة أدى فيها لقاح الحمى الصفراء إلى آثار جانبية خطيرة. 
كما أُبلِغ عن أحداث ضارة وخيمة عقب التطعيم باللقاح المضاد للحمى الصفراء، عندما يؤدي اللقاح إلى تعرُّض الكبد أو الكلى أو الجهاز العصبي لهجوم يفضي إلى الاحتجاز بالمستشفى، وتتراوح معدلات هذه الأحداث الوخيمة بين 0.4 و 0.8 لكل 100000 شخص حصلوا على اللقاح.
ويرتفع الخطر عند إعطاء اللقاح لأشخاص تزيد أعمارهم عن 60 سنة، وأي شخص يعاني من نقص المناعة بسبب العدوى بفيروس الإيدز المصحوبة بالأعراض أو لأسباب أخرى، أو من يعانون من اضطراب الغدة الصعترية. وينبغي إعطاء اللقاح لمن تجاوز عمره 60 عاماً بعد إجراء تقييم دقيق لمخاطر اللقاح وفوائده بالنسبة إليهم.
وفيما يلي الأفراد الذين لا يشملهم التطعيم في العادة:
الرُضَّع دون 9 أشهر، أما أثناء اندلاع وباء فينبغي كذلك من قبيل الاستثناء تطعيم الرُضَّع الذين تتراوح أعمارهم بين 6-9 شهور في المناطق التي يرتفع فيها خطر الإصابة بالمرض.
الحوامل - ويستثنى من ذلك تطعيم الحوامل باللقاح أثناء اندلاع إحدى فاشيات الحمى الصفراء عندما يكون خطر الإصابة بالمرض مرتفعاً.
الأشخاص الذين يعانون من أرجيات وخيمة من بروتين البيض.
الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة بسبب العدوى بفيروس الإيدز المصحوبة بظهور الأعراض أو لأسباب أخرى، أو من يعانون من اضطراب الغدة الصعترية.
ويحق للبلدان، بموجب اللوائح الصحية الدولية، أن تطلب من المسافرين موافاتها بشهادة تفيد حصولهم على التطعيم ضد الحمى الصفراء.
 فإذا كانت هناك أسباب طبية تحول دون الحصول على التطعيم، يتعين تقديم شهادة معتمدة من السلطات المعنية بذلك. ومن المعروف أن اللوائح الصحية الدولية تُمثِّل إطاراً مُلزِماً قانوناً لوقف انتشار الأمراض المُعدية وسائر الأخطار المُحدِقة بالصحة. ‫وتُطلَب شهادة التطعيم من المسافرين حسب تقدير كل دولة من الدول الأطراف في اللوائح، ولا تطلب كل البلدان هذه الشهادة حالياً.
يمكن الحد من مخاطر سراية الحمى الصفراء في المناطق الحضرية عن طريق القضاء على الأماكن المُحتَمَلة لتكاثر البعوض برش مبيدات اليرقات في الأواني المُستَخدَمة لتخزين المياه، وسائر الأماكن التي تتجمع بها المياه الراكدة. 
ويمكن أن يفيد رش المبيدات الحشرية، بغرض القضاء على البعوض البالغ أثناء الأوبئة الحضرية، في تقليل أعداد البعوض، ومن ثم تجفيف المصادر المُحتَمَلة لسراية العدوى بالحمى الصفراء.
ومن الثابت تاريخياً أن حملات مكافحة البعوض قد نجحت في القضاء على الزاعجة المصرية، وهو نوع البعوض الناقل للحمى الصفراء الحضرية، في معظم بلدان أمريكا الوسطى والجنوبية. غير أن هذا النوع من البعوض تمكَّن مرة أخرى من غزو المناطق الحضرية في الإقليم، ما جدَّد خطر سراية الحمى الصفراء الحضرية. 
وبرامج مكافحة البعوض التي تستهدف البعوض البري في مناطق الغابات غير عملية في الوقاية من سراية الحمى الصفراء الحَرَجية (الغابية).
الكشف الفوري عن الحمى الصفراء ومواجهتها سريعاً بتنظيم حملات تطعيم طارئة من الأمور الضرورية لمكافحة الفاشيات. غير أنّ نقص الإبلاغ يُمثِّل مصدر قلق- إذ تشير التقديرات إلى أنّ عدد الحالات الصحيح يفوق العدد المُبلّغ عنه حالياً بعشر مرات إلى 250 مرة.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بضرورة أن يتوفر بكل بلد من البلدان المُعرَّضة للخطر مختبر وطني واحد على الأقلّ، يمكنه إجراء اختبارات الدم الأساسية الخاصة بالحمى الصفراء. 
وحالة واحدة مُؤكَّدة مختبرياً للإصابة بالحمى الصفراء، تحدث وسط فئة سكانية لم تحصل على التطعيم، يمكن اعتبار إحدى فاشيات المرض.
 كما يتعين تقصِّي كل حالة مُؤكَّدة تحدث في أيّ سياق بشكل تام، ولا سيما في المناطق التي حصل فيها معظم السكان على التطعيم من المرض. 
ويجب على أفرقة التقصِّي تقييم الفاشية والاستجابة لها باتخاذ التدابير الطارئة وتنفيذ خطط التمنيع الطويلة الأجل على حد سواء.
تضطلع منظمة الصحة العالمية بدور أمانة فريق التنسيق الدولي المعني بتوفير اللقاح لمكافحة الحمى الصفراء.
 ويحتفظ الفريق بمخزون احتياطي من لقاحات الحمى الصفراء لضمان الاستجابة بسرعة لفاشيات المرض في البلدان المُعرَّضة لمخاطر شديدة.
وأُطلِقت في عام 2006 مبادرة مكافحة الحمى الصفراء لتأمين الإمداد باللقاحات على الصعيد العالمي، وتعزيز مناعة السكان عن طريق التطعيم. 
وتركز المبادرة، التي تقودها منظمة الصحة العالمية واليونيسف والحكومات الوطنية، بشكلٍ خاصٍ على البلدان التي ترتفع بها معدلات توطن المرض في أفريقيا التي يستفحل فيها المرض للغاية. وقد أُحرِز تقدُّم ملحوظ، منذ إطلاق المبادرة في غرب أفريقيا، للسيطرة على المرض.
 فقد حصل على اللقاح أكثر من 105 ملايين شخص، ولم يُبلَّغ عن أي فاشية للحمى الصفراء في غرب أفريقيا منذ عام 2015.
وتوصي المبادرة بإدراج لقاحات الحمى الصفراء في حملات التمنيع الروتينية للرُضَّع (ابتداء من سن 9 أشهر)، وتنفيذ حملات جماعية لتطعيم الأفراد من جميع الفئات العمرية ابتداء من عمر 9 أشهر فما فوق في المناطق العالية الخطورة، والحفاظ على قُدُرات الترصُّد والاستجابة للفاشيات.
واستكمل 14 بلداً في الفترة بين عامي 2007 و 2016 حملات التطعيم الوقائية ضد الحمى الصفراء. 
وتتلقى مبادرة مكافحة الحمى الصفراء الدعم المالي من التحالف العالمي للقاحات والتمنيع، ومكتب الشؤون الإنسانية التابع للجماعة الأوروبية، والصندوق المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ، ووزارات الصحة، والشركاء على الصعيد القُطري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق