الخميس، 29 نوفمبر 2018

قلق الانفصال

قلق الانفصال
 والذي هو ركيزة الهجر العاطفي، يعد مصدر أساسي من مصادر المعاناة البشرية والعجز، فعندما يواجه الإنسان تهديد أو يعاني من الإنفصال عن مصدر أساسي من مصادر الإتصال العاطفي بالغير، فهذا يثير عنده حالة من الخوف يشار إليها بإجهاد الإنفصال أو قلق الإنفصال.
يعد قلق الإنفصال واحدا من أهم المواضيع البحثية المستفيضة في مجال علم النفس وعلم الأعصاب، وقد ثبت أن قلق الإنفصال هو استجابة رد فعلية ثابته للإنفصال في عالم الحيوان ككل، والذي يعد البشر جزء منه، فعندما تم فصل جراء الفئران عن أمهاتهم لفترة من الزمن، قام الباحثون بقياس هرمونات التوتر لتحديد التفاوت في حالات الاستجابة للإنفصال، ومع نمو الفئران تم إعادة فحص سلوكياتها وهرمونات القلق لديها وهناك تبين أنها تُظهر حالة مماثلة لحالات الإكتئاب والقلق، والسلوكيات التجنبية والهازمة للذات، والتي تظهر على البشر الذين عانوا من الصدمات النفسية في وقت سابق.
بسبب تدخل مكون القشرة المخية الحديثة في الأداء البشري، فعندما يعاني البشر من فقد علاقة أساسية فهم يميلون للقلق بشأن التداعيات المحتملة والمصاحبة لهذا الإنفصال، بمعني أن الإنسان قد يشعر بعدم وضوح المستقبل أو الخوف من كونه غير قادر على الخروج من هذه الهاوية، وهذا بدوره يثقل كاهله ويزيد من إحساسه بالتوتر.
عندما يكون الفقد نتيجة انسحاب طوعي من الطرف الآخر، فهذا يتسبب في شعور عام للطرف الأول بأنه لا يستحق الحب، وهذا يفسر ميل الناس إلى إلقاء اللوم على أنفسهم، ويتسائل "هل أنا لا أستحق الحب؟ هل أنا في طريقي للشخيخوخة والموت وحيدا محروما من أي نوع من الاتصال البشري أو الرعاية؟" سؤال يسأله المصاب لنفسه، كما يصاحب الهجر نقص أو انخفاض في تقدير قيمة الذات، والخوف البدائي، هو ما يميز الحزن الناتج من الهجران عن أنواع أخرى من الفجيعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق