الجمعة، 6 أبريل 2018

جمهورية بورقراق (4)

بعد انتهاء ولاية مراد رايس، في 1627، انتفض الموريسكيون على وصاية ممثل السلطان وتضريبه لجزء من مداخيل القرصنة لفائدة مولاي زيدان. 
سيطر الحرناشيون بين 1627 و1630
 على السلطة باحتكارهم لكل مقاعد الديوان،
 مما أثار الموريسكيين (سكان الرباط، خارج القصبة)،
 وخلق توترات انتهت بمواجهات دامية أسفرت عن اتفاق الطرفين سنة 1630، بوساطة من السفير الإنجليزي هاريسون،
 حول انتخاب القايد من ساكنة سلا الجديدة (الرباط)،
 واستقراره في القصبة، وتقسيم أعضاء الديوان الستة عشر
، بالتساوي، بين منتخبي القصبة ومنتخبي سلا الجديدة (الرباط). 
أسفر الاتفاق أيضا 
عن تقسيم موارد غنائم القرصنة والجمارك،
 بالتساوي، بين الطائفتين.
أنتجت الجمهورية مشهدا ديمغرافيا ولغويا فريدا في مصب بورقراق، 
بروافد متنوعة:
 عربية
 وأندلسية
 وإسبانية 
وهولندية
 وألمانية
 وإنجليزية، 
مما خلق مشهدا لغويا محوره لغة تواصل مشترك 
مولدة من اللغات الأصلية لسكان الجمهورية.
على امتداد سنوات وجودها، 
ظلت جمهورية بورقراق تتجاذب بين وجهين متناقضين:
 نجاحاتها في المجال البحري
 وحالة اللاستقرار الدائم التي طبعت مجالها البري،
 والذي وسمته النزاعات الداخلية 
والاختلافات الثقافية والسكانية بين
 ساكنة مكوناتها الثلاث 
(القصبة، الرباط وسلا)، 
إضافة إلى الدور الحاسم الذي لعبته، 
على امتداد تاريخها القوى الخارجية،
 وخصوصا،
 الدولة السعدية
 والزاوية الدلائية 
والقوى الأوروبية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق